إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

الإعلام بين الماضى والحاضر

إيمان راشد

الأحد، 04 سبتمبر 2022 - 08:09 م

منذ أن بدأت أحبو أولى خطواتى فى بلاط صاحبه الجلالة وانا أضع نصب عينى وصايا أستاذ الأجيال مصطفى امين وأستاذى وأبى الروحى عبد السلام داود وكل من تتلمذت على أيديهم من عظماء الصحافة.. تلك النصائح التى كانت تتلخص فى كلمه (المصداقية) التى تندرج تحتها كل القواعد والأخلاق والمنهج الصحفى والتى تتحقق  بالتأكد من المعلومة وما حولها من مصدرها الأصلي قبل الكتابة والاسهاب فى موضوع ما ثم يتبين بعد ذلك عدم صحته وقد يترتب عليه اضرار معنوية أو مادية لأفراد ومؤسسات.. ولذلك كان جيلى ومن سبقونا عندما نعلم بخبر ما نسرع الى مصدر الخبر أو المسئول عن صلب الخبر نستقصى الحقيقة  فيما وصل لأسماعنا فكان نادرا ان تضطر الجريدة لتكذيب خبر نشرته او تصحيحه... اما الآن وبعد ان اتسعت دائرة الاخبار من مواقع إخبارية او مواقع التواصل الاجتماعى والتى تجرى خلف الاشاعات وما يسمى بالترند فاصبحنا لا نصدق اغلب ما يقال وينشر بها.


ومثال ذلك ما حدث الأسبوع الماضى على مواقع التواصل بهدم حديقة انطونيادس بالإسكندرية ذلك الأثر الرائع الذى كان يعرف باسم الحدائق الباسترية نسبة الى مالكها اليونانى حتى بنى محمد على باشا قصرا بها ثم اشترى القصر والحديقة الثرى اليونانى السير جون انطونيادس رئيس الجالية اليونانية عام١٨٦٠ والذى توفى عام ١٨٩٥ ونفذ ابنه أنطون وصيته بنقل ملكية الحديقة الى بلدية الإسكندرية عام ١٩١٨.. ولمن لا يعرف هذه الحديقة التى تقع على ١٨٢الف متر وبها تماثيل من المرمر لأشهر مكتشفى العالم  وتماثيل أخرى لآلهة اليونان بجانب اندر الأشجار والنباتات وتصميمات فرنسية وإيطالية لكنوز اثرية عريقة.. الخ.


واصدقكم القول اننى اندهشت بل حزنت عندما سمعت بخبر هدمها الذى جاء مصحوبا ببناء كمبوند سكنى على أرضها أربعة أيام ومقالات واخبار تؤكد صدق الكارثة... ثم تبين كذب ما نشر وصدر بيان من محافظة الإسكندرية يدحض ما كتب موضحا ان المحافظة تقوم بتطوير الحديقة ورفع كفاءة خدماتها مع الحفاظ على جميع محتوياتها واعادتها لرونقها واعدادها لتكون مركزا ترفيهيا حضاريا اجتماعيا دون المساس بأصولها... ولا املك الا ان أقول: الله يرحم زمن المصداقية ولا حول ولا قوة الا بالله.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة