عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

ما يليق بمحفوظ

عمرو الديب

الأحد، 04 سبتمبر 2022 - 08:58 م

بدا غلافا لا ينطوى على محتوى، وهيكلا فارغا لا يحمل أى مضمون،  لذا لم يرق لى برنامج احتفال مؤسساتنا الثقافية القومية بذكرى رحيل أديب مصر العالمى نجيب محفوظ، حيث تندرج فعالياته غير المؤثرة تحت بند سد الخانة، وتقفيل الدفاتر كما يقولون، وليقل لى المنصفون هل يمكن أن تخرج علينا مظاهر الاحتفاء بذكرى المبدع -الذى منح أدبنا العربى الحديث صفة العالمية،

ووهب له امتدادا وانتشارا ورواجا على مستويات دولية مرموقة- بهذا الهزال، كما حدث هذا العام والأعوام السابقة، وقد تصدرتها مناقشة كتاب لا أنفى أهميته، ولا أرى بأسا إطلاقا فى ان يتضمن البرنامج مناقشة مثل هذا الكتاب القيم، ولكن كجزء من منظومة احتفالية مؤثرة تنطلق أسبوعا كاملا تتتابع فيه الفعاليات التى تتشارك فيها العديد من الجهات والمؤسسات لتصنع مناخا يفوح فيه عطر محفوظ، وتستشعر الأجيال من خلاله قيمته وسخاء عطائه، ويتحقق ذلك عبر حشد من الوسائل منها مثلا أن تتضامن كل الوسائط الاعلامية فى إذاعة مقتطفات من أعماله الخالدة طوال أسبوع الاحتفال المقترح، ومنها الإذاعات الداخلية فى المترو والحافلات العامة بالتنسيق مع وزارة النقل، ويمكن للمؤسسات الثقافية القومية أن تختار نصا فى كل احتفال تحاول تسليط الضوء عليه، وإعادة قراءته من خلال ندوات ثرية إضافة إلى إصدار طبعة شعبية من هذا النص المختار سواء رواية أو مجموعة قصصية زهيدة السعر بالاتفاق مع ناشره الذى لن يضيره ذلك بل على العكس سيسهم ذلك فى الترويج لسائر النصوص، ويمكن لشبكة قصور وبيوت الثقافة -إذا ما فعلناها- أن تقدم الجهد الأكبر فى هذا البرنامج الطموح المنشود بتنظيم مسابقات حول إبداعاته،

ومنح جوائز مشجعة مثل الحصول على أعماله الكاملة، فضلا عن تنظيم مسابقة مركزية ترصد جوائز قيمة تمنح لأفضل مقال يشرح تجربة قراءة نص أو أكثر لمحفوظ للهواة، ويمكن للرعاة من مصارف ومؤسسات مالية كبرى أن تسهم فى ذلك كماحدث من قبل فى معرض الكتاب، ويمكن للتعريف بشخوص عالمه أن يعد عرضا بالدمى للأطفال وآخر على المسرح للكبار فضلا عن ملصقات لصورته ووجوه دنياه المبدعة يجرى وضعها فى الميادين الكبرى ومحطات المترو ومراكز الشباب، كل هذا وغيره يمثل حشدا مؤثرا من الفعاليات التى تليق بمحفوظ وأقرانه من أفذاذ بلادنا الولادة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة