محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: العظيمات.. بين «الأجرة» و«البقشيش» !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 05 سبتمبر 2022 - 06:53 م

 

وكأنه موسم الهجرة الى حواء، لكنها هجرة مشوهة الملامح تائهة البوصلة سطحية المضمون مكذوبة الهدف زائفة الشعار، هجرة «التريند» وليس غيره قبلتها الحقيقية أينما يولوا فثم ما يتطلبه، وأن من التريند ما أمعن القتل بأخلاقنا وتماسكنا، ومنه ما يهدد صميم أمننا القومى، والحالة التى نحن بصددها اجدها من المعاول التى تحاول النيل من أمننا القومى، خاصة إذا فهمنا مقولة «المرأة الصالحة أمنع الحصون»، فإذا ما نلنا منها هدمنا أهم حصون مجتمعنا

نعود للهجرة الممقوتة والتى ترفع زورا وبهتانا شعار «حقوق المرأة وحريتها» فى حين أنها تبخس تلك الحقوق والحريات، فلا حديث يعلو منذ أيام فوق الرضاعة التى اكتشفوا فجأة أنها ليست إلزاما للمرأة ولو شاءت لاتخذت عليها أجرا!!، وأعمال المنزل خاصة الطبخ عمل تطوعى ولو ستأكل منه لكن لا مانع من حصولها على «بقشيش» باعتباره من أعمال المطاعم!!، وختام تلك العواصف المزلزلة لمكان ومكانة المرأة فكرة «المساكنة» التى طرحها مطرب ضل طريق الشهرة بفنه الغائب، فبحث عنه بـ «هبدة تريند» مهاجرا على جثة حواء

«عظيمات مصر»، لكم يعجبنى هذا الوصف لنسائنا لأنهن كذلك بالفعل، لكن واأسفاه على العظيمات لما يكابدنه ربما منذ عقود وقرون، ورغم ذلك لازلن رمانة ميزان الأسرة وصمام أمان المجتمع، وهنا تكمن عظمتهن، فقد عانت النساء فى عصور التدين الشكلى والفهم السطحى للدين وظهور من نصبوا أنفسهم وكلاء الرب يكفرون هذا ويمنحون عطاياه لهذا، فإذا بأصوات جاهلة وقحة تحاول التحقير من النساء بدءا بتحريم خروجهن نهارا من المنزل مرورا بمحاولة سلبهن حقوقهن وصولا لفتاوى ما أقبحها عن معاشرة الميتة وإرضاع الكبير، وفى مقابلها بدأت حملة مضادة أراها لا تقل جهلا تدعو للعرى وادعاء المساواة وصولا أخيرا وربما ليس آخرا إلى أجرة الرضاعة وبقشيش الطبخ ومصيبة المساكنة التى تحول المرأة الى فأر تجارب.

الغريب أن الحملة الأولى رفعت شعارات إسلامية زائفة وغيرت بأخرى خدمة لأهدافها، والحملة الثانية جاءت وكأنها لرد الهجوم على الإسلام وليس للدفاع عن المرأة، كل هذا والإسلام أكثر الديانات السماوية إكراما للمرأة وحقوقها، ورسولنا الكريم  صلى الله عليه وآله وسلم الذى طالبنا أن نقتدى به « خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى « والذى حذرنا صراحة «الله الله فى النساء» وغيرها من الأحاديث والأفعال النبوية التى تكرم المرأة.

ياسادة إن المرأة جوهرة قيمتها فى حيائها الذين يريدون سلبها إياه، ومكانتها الرفيعة فى رعايتها لأسرتها، ليكون رد الجميل أن تحمل الأسرة والمجتمع حذاء النساء فوق رؤوسهم جزاء عظمتهن، أما دعوة المساواة فهى ادعاء فى عموميته تقليل من النساء وحط من قدرهن، نعم للمساواة فى العمل وكافة الحقوق الإنسانية، لكن الرجال قوامون وأؤمن بالمعنى الحقيقى للقوامة من الاحتواء وجميع أنواع الرعاية والحماية والخدمة والأمان لتجعل المرأة أعلى قدرا من الرجل فكيف ننزلها بالمساواة ؟!!

ولمن تخالجه الشكوك فيما قلت أهديه تلك الأقوال المأثورة عن المرأة «لا توجد جوهرة فى العالم أكثر قيمة من امرأة تنزه نفسها مما يعاب»، «إذا أردت أن تعرف رقى أمة، فانظر إلى نسائها»، «حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها».. وأخيرا .. لعلهم يفقهون.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة