الأب القتيل وابنه المصاب
الأب القتيل وابنه المصاب


لعنة الميراث.. المجني عليه: خالي قتل «أبويا» وأصابني بـ 120 غرزة

أخبار الحوادث

الخميس، 08 سبتمبر 2022 - 04:31 م

إيمان البلطي 

منذ أن تزوج الحاج إبراهيم قبل أكثر من ٤٥ عامًا، كان يعامل شقيق زوجته الصغير معاملة حسنة، رباه في كنفه ورعاه حق الرعاية، لكن ما أن تزوج شقيق زوجته حتى بدأت الخلافات تدب بينهما، وكان السبب في هذه الخلافات الزوجة التي دخلت حياتهم فجأة، التي ما أن دخلت البيت حتى دست السم بين زوجها وشقيقته، على هذا كبر أولاد الحاج إبراهيم، «محسن وأحمد»، يحاولان التقرب من خالهما، لكن كل محاولاتهما كانت تبوء بالفشل. وانتهى أمر الأسرة ما بين قاتل وقتيل، والقاتل هو شقيق زوجة القتيل. تفاصيل هذه الواقعة التي جرت أحداثها في مركز تلا بمحافظة المنوفية في السطور التالية.

كان للخال وشقيقته ميراثًا في بيت أبيهما، وكان نصيبهما محل أسفل عقار كائن في أحد شوارع مركز تلا بمحافظة المنوفية، ولأن ابن شقيقته الكبير، محسن، طموح أراد أن يأخذ هذا المحل ويقيم فيها مشروعًا يدر دخلا عليه وعلى أسرته، حينها فاتح خاله في الأمر وقال له أنه سوف يعطيه الإيجار مثله مثل أي أحد غريب، وافق الخال على مضض لكن زوجته لم توافق. وما كان لها أن تقف في هذا الأمر في وقته، فأخذت تدبر آلاعيبها بعد ذلك حتى تُخرج ابن شقيقة زوجها من المحل بأي طريقة!.

خصص «محسن» المحل لتجارة الأدوات المنزلية، وسرعان ما أصبح مشهورًا ببضاعته الجيدة وأسعاره البسيطة، وأقبل عليه أهل تلا جميعا لشراء البضائع المنزلية من المحل، وذاع صيت المحل في المنطقة، وكانت زوجة الخال كلما رأت إقبالا شديدًا على المحل اشتعلت نار الغيرة بداخلها، وأخذت تتلفظ بألفاظ وشتائم للزبائن، وترش المياه غير النظيفة من شرفة منزلها عليهم، وتنشر سمها فى أذن زوجها بطرد ابن أخته من المحل والاستحواذ عليه.

تحرش

ولأن محسن كان يعمل بمرسى علم فى أحد مناجم الذهب، كانت زوجته تباشر أعمال المحل بدلا منه، وكان والده الحاج ابراهيم يقف لمساعدتها أحيانا، خوفًا عليها من أي بلطجي، لأنه يعتبرها ابنته الثانية، وفى أحد الأيام كانت زوجة محسن بالمحل، فألقت زوجة الخال مياه غير نظيفة من الشرفة عليها، ولم تكتف بذلك، بل استدعت أشقاءها الصبية لتكسير المحل وإتلافه، وعندما علم والد محسن بذلك أتى مسرعًا إليها ووقف لصد المشاجرة والتصدي للبلطجية من طرف أهل زوجة نسيبه، وتحرر محضر بالواقعة، ولما وجد أن نسيبه سيؤذى أذىً شديدًا تنازل عن المحضر، وتم عمل جلسة عرفية للأهل جميعا، وتم التصالح، وكذا تجديد عقد الإيجار للمحل لفترة ثانية.

بعد هذه المشاجرة خاف الحاج إبراهيم  من ترك المحل لزوجة ابنه محسن خوفا عليها من أهل زوجة خال أبنائه، وبخاصة أنهم يفتعلون مشاكل مع أكثر من شخص واستمر الوضع إلى حين مجيئ موعد زفاف الابن الثاني للحاج إبراهيم، أحمد. وكان من الطبيعى أن يشارك الأهل والأحباب فى مراسم العرس كنوع من إدخال البهجة والسرور على الأهل، ولكن ما حدث يوم زفاف أحمد عكس ذلك، فقد حضر الأهل والأحبة والمقربون للعائلة إلا خال أحمد، وبالفعل تمت مراسم الفرح وتعالت أصوات الزغاريد، التى لم تدم طويلا، بسبب حقد وغل النفوس، فسرعان ما تلا الزغاريد أصوات الصرخات والنحيب.

في اليوم الثاني مساءً ذهب الحاج إبراهيم لمساندة ابنه الكبير محسن في غلق محل الأدوات المنزلية، فإذا به يسمع شتائم  من زوجة خال ابنائه، وحدثت بينهما مشادة كلامية نزل على إثرها خال ابنائه و ضربه باليد، ثم اتصلت زوجة الخال بأشقائها، وفي غضون دقائق كانوا قد حضروا معهم عصيان وكتر -أدوات قطع حادة - وكذلك مطاوي.

 عندما رأى محسن ذلك سحب عصا كبيرة للدفاع عن أبيه، لكنه فوجئ بضربه يتلقاها بالخلف سقط على إثرها ارضًا، وواصل البلطجية ضربه بالمطاوى حتى أنهم أصابوه في وجهه بجروح أخذ على أثرها ١٢٠ غرزة بأجزاء متفرقة بجسده.

الجريمة

يحكي «محسن» لـ «أخبار الحوادث» تفاصيل تلك الواقعة قائلا: «خالى كان الابن المدلل لنا، لأن والدى ووالدتي هم من قاموا بتربيته منذ الصغر، وكان والدى يعتبره ابنه البكري، وكنا نعيش في أمان وحب إلى أن جاءت زوجته ونشرت السم بداخل خالى، فتحول من إنسان طيب إلى أفعى مليئة بالسم القاتل، وكل يوم يمر تزداد في تحريضه علينا، ولأن والدتي وخالتي لهم ورث بالبيت، فكان المحل الذى يقع أسفل البيت من نصيبهم، مرت الأيام وأردت عمل مشروع يعين أسرتي على الحياة، ويساعدني بجانب شغلى الخاص بمرسى علم كباب رزق آخر لنا،  ففكرت فى فتح محل أدوات منزلية وفكرت في أخذ المحل الذى يقع أسفل عمارة خالى، وأعطيه إيجار المحل، وبالفعل فعلت ذلك وقمنا بعمل عقد ايجار للمحل لمدة معينة، وبدأت فى جلب البضائع في المحل البسيط، وبفضل الله أصبحت مشهورًا وأصبحت الزبائن تقبل على المحل».

وأضاف: «هنا كانت المصيبة التي لم تخطر لنا على بال، وهى الغيرة الشديدة التى تحولت إلى أذى، فكانت زوجة خالى ما أن رأت زبائن تدخل المحل لشراء البضائع إلا وأخذت تشتمهم وتسيئ الى سمعتي، وترش المياه، وكنت أتفادى المشاكل لصلة القرابة، وفى يوم من الأيام وأنا بمرسى علم تلقيت اتصالا يفيد أن زوجتي ووالدي بقسم الشرطة محتجزين، فاستفسرت عن السبب وعلمت أن خالى ونسيبه م. ك قاما باقتحام المحل وتكسير محتوياته، فسحب والدي عصا وطردهم من المحل فقاما بضربه، وتم تحرير محضر بالواقعة واحتجاز الجميع داخل مركز شرطة تلا، ولما كانت العقوبة ستكون قاسية على خالى ونسيبه تنازل والدي عن المحضر، وتم عمل جلسات صلح، بعدها جاء ميعاد تجديد عقد الإيجار وبالفعل تم تجديد العقد وفى ذلك الحين كان والدى يستعد لإتمام عرس أخي أحمد، وبعد أن انتهت مراسم الزفاف وفى اليوم الثاني ذهبت مع زوجتى للمحل، وبعد العشاء جاء إلينا أبي كأنه كان يشعر بما سيحدث، وجاءت اللحظة الفارقة فى حياتنا».

واختتم: «فما أن قمنا بإطفاء الأنوار للمحل إلا وجدنا أشقاء زوجة خالى الأربعة مقبلين ونزلت زوجة خالى ومعها عصا، وكذلك خالى كي يضربونا، عندها سحب أبي عصا من المحل وأدخلنا للمحل وضرب خالى  أبي عدة ضربات باليد، وبدأ الشجار، لما وجدت الكل تكاثروا على والدي أخذت العصا من يد والدي وأخذت أضرب في خالي وأشقاء زوجته، فجأة جاءتني ضربه فى ظهري فوقعت على الأرض، وقاموا بتشويه وجهي بالكتر، كان والدى هو الآخر أصيب لكني لم أكن أعلم بخبر مقتله إلا عندما سألني وكيل النيابة في اليوم الثاني عن الأشخاص الذين قتلوا أبي، وعندها عرفت المصيبة.. خالي قتل أبي، ولا عزاء لصلة الدم والقرابة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة