وردة الحسينى
وردة الحسينى


أرى

أصعب المقالات

وردة الحسيني

الجمعة، 09 سبتمبر 2022 - 07:35 م

بالنسبة لى فإن الصعوبة الوحيدة التى كانت تواجهنى فى كتابة أى مقال تحديد فكرته، هذه المرة الفكرة التى يجب ان اكتب عنها موجودة، فهى حياتى وأحن إنسانة وهبها ربى لى حاملة همومي، حبيبة عمرى وقارئى الأول أمى الغالية.

 وبالرغم من أن عقلى وقلبى مليئان بالكثير الا ان التعبير عنها كتابة مؤلم لأنه يحرك لدى حياة باتت بين يوم وليلة ذكريات.

كانت أمى إنسانة بسيطة نقية، كانت نعم السند لوالدى حينما تزوجا وهما فى بداية العشرينيات من عمرهما، عودته على تحملها لكل الأعباء والهموم تاركة له فقط المسئولية المادية، وحتى حينما مرض ابى كانت وحدها من يهتم ويتابع كافة تفصيلات علاجه، مفضلة ان يركز كل منا على دراسته وعمله، بالرغم من أن تلك الفترة كانت شاقة ومجهدة.

لا انكر ان ارتباطى بوالدى فاق امى فى حياته فأنا الابنة الصغرى التى تحمل اسم أمه التى توفيت وهو رضيع، ولكن الامر تبدل تماما بعد وفاته، حيث تحولت امى لتوأمي، كنا نفكر بنفس الامر بذات الوقت.

كانت بداية يومها ونهايته اتصالات تليفونية لإخوتى لتطمئن عليهم فى كل شيء حتى ماذا أكلوا، أما أنا فكان السؤال الدائم «جاية امتى».

أصعب شيء هو تأكدك ان الانسان الذى فقدته هو المحب بلا مقابل، حامل همومك، من يدعو لك بالخير فى كل لحظة، من يشعرك باستمرار بمدى اشتياقه لك حتى وإن كنت قد تركته منذ ساعات قليلة. 

أخيرا طالما واسيت الأصدقاء والأقارب ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم بأن اطلب منهم ترديد مقولة «اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها» أقولها اليوم لنفسى وأطلب من ربى الثبات وأن استطيع تحمل مرارة ان يأتى عيد الأم وشهر رمضان وعيدا الفطر والأضحى وأنا بلا أمى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة