الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى


الحقائق في مواجهة التشكيك

خبراء: الإنجازات تجهض شائعات الجماعة الإرهابية.. ونهجهم نشر اليأس والإحباط

إسلام عيسى- نهى الهواري

الجمعة، 09 سبتمبر 2022 - 09:18 م

مع كل تقدم أو إنجاز تحققه الدولة المصرية تتزايد حدة حملات ترويج الشائعات التى تشنها الجماعة الإرهابية لنشر حالة من الإحباط واليأس لدى المواطن والتشكيك فى قدرات الدولة وما تحققه من نجاحات فى الملفات المختلفة.

دأبت تلك الجماعة على ترويع المصريين وإرهابهم بشتى الوسائل لا تمل من الاستمرار فى نهجها القديم بتزوير الحقائق وتطويعها لخدمة أغراضها الظلامية، فهى تستغل الأزمات العالمية وتطوعها للهجوم على مصر، متجاهلة ما قامت به الدولة من إجراءات استباقية مكنتها من تخفيف حدة الأزمات العالمية المتلاحقة والتى عصفت باقتصاديات كبرى، فكيف لجماعة الضلال أن ترى نور حقيقة الإنجازات الواضح فى كل محافظات الجمهورية؟،وكيف لها أن تسمع صدى إشادات المؤسسات الاقتصادية الدولية لكل ما تحقق ويستمر تحقيقه من إصلاحات؟، وهى التى تستخدم كتائبها الإليكترونية لشن حملات الأكاذيب للضغط على الدولة لقبول التصالح متناسين الغضب الشعبى من جماعة تلوثت أياديها بدماء المصريين. 

أكد عدد من الخبراء والمتخصصين فى شئون الجماعات الإرهابية أن نهج جماعة الإخوان يستند على نشر الشائعات وتزييف الحقائق والتشكيك فى كل ما يتحقق من إنجازات على أرض الواقع لخلق حالة من اليأس والإحباط لدى المواطن، وأشاروا إلى أن خلق الكائن السلبى غير المؤمن بدولته وقدراتها هو الهدف الذى تسعى إليه الجماعة الإرهابية من خلال بث الأكاذيب ضد الدولة ومؤسساتها مستخدمين فى ذلك لجانهم الإليكترونية، فى محاولة من الجماعة الإرهابية للضغط على الدولة بقبول التصالح معها مقابل التوقف عن نشر الشائعات.

وشدد الخبراء ضرورة التركيز على نشر الوعى والرد بالحقائق على كل ما تروج له الجماعة الإرهابية والاستمرار فى المشروعات التنموية والاستباقية وخطط الإصلاح الاقتصادى وتجاهل دعوات التصالح التى تطلقها جماعة أرهبت المصريين وروعت أمنهم واستقرار وطنهم.   

قال ماهر فرغلى الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية إن محاولات التشكيك المستمرة حول مشروعات الدولة التنموية سياسة إعلامية إخوانية غرضها إثارة البلبلة، وتأتى الشائعات التى تروجها الجماعة الإرهابية فى إطار استنفار الجماعة ضد الدولة فى ظل النجاحات التى تتحقق على أرض مصر، مضيفا أن لجان الإخوان الإلكترونية دائما ما تعمل على التشكيك فى الحقائق بالدولة المصرية، وهناك صفحات تابعة للجماعة الإرهابية تعمل باستمرار على نشر الشائعات، موضحا أن حجم الهزيمة لدى الإخوان كبير وحجم نجاحات الدولة أكبر بكثير وهو ما يجعل الإخوان مستنفرين دائما لفعل أى شيء، هم لديها خطة ممنهجة تعتمد على محاور ولديهم صفحات تابعة للجماعة بشكل مباشر وهى اللجان الإلكترونية وهناك غرف التصدى مهمتها التشكيك فى الحقائق وقلب النجاحات إلى فشل، وتستمر شائعاتهم كل يوم دون كلل وهذا أكبر دليل على إفلاس الجماعة وأنها لم تعد تمتلك سوى هذا السلاح غير الجديد عليهم فهو نهجهم، وكراهيتهم ستستمر ومعاركهم لن تنتهى بل سيبقون يشككون فى كل شيء من خلال إطلاق الأكاذيب والشائعات، وأضاف فرغلى أن الدولة تتعامل مع الإخوان كونهم جماعة محظورة مع عدم المصالحة، لأن المصالحة بالمفهوم الإخوانى أن تجلس الجماعة مع الدولة وتتفاوض وهذا ما تفعله الجماعة على مدار تاريخها ولكن لا توجد دولة تقوم بمصالحة مع جماعة إرهابية وترفض الدولة المصالحة معهم لممارساتهم الدموية طول الفترة الماضية.

عليبة: استدامة قدرة الدولة المصرية على المواصلة والاســـتمرار وتحقيق المــــزيـــد مــن الإنجــــازات

استدامة قدرة الدولة
وأشار أحمد عليبة رئيس وحدة التسليح بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أنه بعد عام ٢٠١١  واجهت الدولة المصرية تحديات كبيرة، ومن بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أصبح هناك بريق أمل فى استعادة الدولة لمناعتها وقدرتها على مواجهة الأزمات، وعلى الرغم من كل الإنجازات التى تقوم بها القيادة السياسية إلا أن هذا لا يعنى انتهاء هذه التحديات، حيث يوجد أعداء يتربصون لنا ويقومون بنشر الشائعات والتشكيك فى أى إنجاز يقام على أرض الواقع، والرئيس عبد الفتاح السيسى دائما ما يؤكد فى خطاباته على فكرة الاستمرارية وأن الدولة ماضية فى مشروعات التنمية وستضاعف مجهوداتها التنموية خلال الفترة المقبلة رغم محاولات التشكيك المستمرة، وأضاف «عليبة» أنه كلما تم عمل المزيد من الإنجازات والمشاريع القومية تعرضت الدولة للمزيد من التشويه ومحاولات للهدم، ويجب الا نغفل عن وجود تحديات أخرى غير الفئة التى تحاول أن تنتقص من قدر هذه الإنجازات وهى أزمة كورونا وتليها الأزمة الروسية الأوكرانية، لذلك فالأهم هو استدامة قدرة الدولة المصرية على المواصلة والاستمرار وتحقيق المزيد من الإنجازات، ومعالجة المشاكل الموجودة وإيجاد حلول صحيحة لها، ونحن هنا نتحدث عن تنمية شاملة فى جميع النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وهبة: الدولة مستمرة بالمشروعات التـنـمـويــة لتحسين حيـاة المـواطنين 

ملات التشكيك
وقال صلاح وهبة باحث أول بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية ان تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى جاءت ردًا مباشرًا على دعوات التقارب مع الدولة المصرية التى أطلقتها قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج خلال الأشهر القليلة الماضية، والتى زادت وتيرتها وتحولت لعمليات استجداء للمصالحة عقب دعوة الرئيس للحوار الوطنى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى رمضان الماضى ظنًا منها أن الباب مفتوح أمام مشاركتها وسيكون مفتاحها لاختراق المشهد السياسى الداخلى فى مصر، وتأتى تصريحات الرئيس اتساقًا مع المواقف الواضحة التى تتخذها مصر تجاه جماعة الإخوان بعد إرهابها للشعب المصرى واختيارها الاقتتال بدلاً من الحوار بعد ثورة 30 يونيو، وهى المواقف التى تتمحور حول أنه لا مكان لمن رفع السلاح فى وجه المصريين.

وأضاف «وهبة» أنه خلال الفترة من عام 2013 وحتى الآن لم يقتصر نشاط جماعة الإخوان ضد مصر على جانب الإرهاب وإراقة دماء المصريين سواء من القوات المسلحة أو الشرطة أو المدنيين، وإنما امتد إلى حملات التشكيك الدائم والمستمر فى جميع المشروعات القومية والخطوات الثابتة التى تخطوها مصر فى ملف الإصلاح الاقتصادي، وإطلاق كم كبير من الشائعات من خلال المنصات الإعلامية والإلكترونية التابعة لها، سعيًا منها إلى خلق مناخ سلبى عام والتأثير على التلاحم الموجود بين مكونات المجتمع المصرى المختلفة وقيادتهم السياسية وهو الأمر الذى فشلت فيه بشكل كامل.. موضحا أنه على الرغم مما تعيشه جماعة الإخوان الإرهابية منذ فترة طويلة بسبب حالة العزلة الإقليمية والتشتت والصراعات الداخلية بين جبهتى محمود حسين وإبراهيم منير لم تدرك الجماعة الإرهابية أن مصر طوت صفحتها للأبد وأنه لا عودة إلى الوراء وأن ما تقوم به الجماعة من حملات تشكيك خلال السنوات الماضية مصيره الفشل، ولن يثنى الدولة المصرية على الاستمرار فى المشروعات التنموية القومية المختلفة التى تسعى لتحسين حياة المواطن وتأسيس الجمهورية الجديدة.

النجار: لامكان لمن رفع السلاح فى وجه الشعب وانتهج العنف واستباح دماء الأبرياء

نشر الوعى
وأوضحت تقى النجار الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن تنظيم الإخوان اتبع استراتيجية التشكيك ونشر الشائعات حول الإنجازات التى تحققها الدولة المصرية بهدف ضرب الاستقرار وتعكير المزاج العام للمجتمع المصرى وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة، حيث يعتمد المحتوى غير المهنى الذى تقدمه القنوات الإعلامية التابعة للجماعة الإرهابية على جملة من الأكاذيب والأخبار مجهولة المصدر من أجل الاغتيال المعنوى  لكل النجاحات التى تحققت خلال السنوات الأخيرة، إلا أن خطة التنمية التى اتبعتها مصر كانت ردا عمليا على محاولات التشكيك، مؤكدة أن الدولة المصرية أدركت استراتيجية التنظيم القائمة على فقه «استغلال الأزمات» وبالتالى اتخذت خطوات استباقية ليس فقط من شأنها علاج الأزمات بل امتدت إلى علاج أسبابها ونفذت العديد من المشروعات القومية التى نجحت فى استعادة دور الدولة من جديد عبر إيجاد قنوات اتصال فعالة بين الدولة والمجتمع ومن ثم سد الثغرات التى استغلها التنظيم فى فترات سابقة من أجل ايجاد مساحة له.

وأكدت «النجار» أن هناك ضرورة للتصدى لمحاولات التشكيك والتشويه من خلال نشر الوعى واستعراض الإنجازات وتفنيد الأكاذيب هو حائط الصد الأول أمام تلك المحاولات وهذا الدور ليس مقتصرا على الدولة ومؤسساتها فقط بل المجتمع ككل، وأضافت أن دعوات الإخوان المتكررة للمصالحة يمكن وصفها بأنها محاولات يائسة بائسة من قبل تنظيم إرهابى يشهد جملة من التحديات على جميع المستويات البنيوية والتنظيمية، بالإضافة إلى فقدانه الحضانة الشعبية، والدولة المصرية حينما دعت إلى الحوار الوطنى  دعت كل مواطن مصرى وطني، لكن لم يكن هناك مكان لمن رفع السلاح فى وجه الشعب، وليس هناك مكان لمن انتهج العنف واستباح دماء الأبرياء.

اقرأ أيضًا | خبير سياسي: مصر احتوت الموقف في فلسطين وسعيت بالتهدئة

الإحباط واليأس
وأكد إبراهيم ربيع الخبير فى شئون الحركات الإرهابية أن كل محاولات التشكيك والهدم الموجودة حاليا يقوم بها تنظيم الإجرام الإخواني، وهى ليست جديدة عليهم فمنذ تأسيسهم عام ١٩٢٨ يعملون على تشكيل كيان مواز للدولة الوطنية، معتبرين أن هدم أحدهما كفيل ببقاء الآخر، كما تقوم فلسفتهم لهدم الدولة المصرية على استقطاب وتجديد وصناعة الكائن اللامنتمى وهو كائن سلبى لا يعنيه بلده، ومصاب بالبؤس واليأس والإحباط لا يملك الإرادة ولا الأمل، ومن أجل صناعة هذا الكائن يقومون بالتقليل من شأن الإيجابيات وجعلها استثناء وإذا وجد فهو ليس مفيدا، والقيام بتوسيع دائرة السلبيات وجعلها القاعدة ونشرها فى المجتمع، ثم القيام بتشويه مؤسسات القلب للدولة وهى الجيش والشرطة والقضاء، فإذا تم كسر الجيش استبيحت الدولة وإذا أسقطت الشرطة سقطت هيبة الدولة وإذا سقط القضاء ضاعت الدولة، وأخيرا تشويه رموز الدولة سواء كانت علمية أدبية سياسية أو دينية حتى لا يجد المواطن قدوة له، وبالتالى سهولة تحوله إلى كائن سلبى لا منتمي، ومنذ تأسيس التنظيم الإخوانى كان الصراع منحصرا بينهم وبين القيادة السياسية أما بعد عام ٢٠١١ عبروا عن وجههم الإجرامى وظهر هدفهم الحقيقى وهو الاستيلاء على الدولة المصرية أو القيام بحرقها.

البناء فى مواجهة الهدم
فيما أشار منير أديب خبير فى شئون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولى أن مصر منذ عام ٢٠١٣ أمام مشروعين، الأول خاص ببناء الدولة والذى ولد من رحم ثورة ٣٠ يونيو.. والثانى تقوم به تنظيمات الإسلام السياسى وعلى رأسهم حركة الإخوان الإرهابية ردا على ثورة ٣٠ يونيو وما طرحه الشعب المصرى إزاء رفضه لهذه التنظيمات، ومشروع هدم الدولة قائم وموجود حتى هذه اللحظة أفراده وعناصره بعضهم خارج مصر، والبعض الآخر الذين يعملون من داخل مصر انقسموا إلى قسمين، الأول يقوم بإشاعة روح اليأس والاحباط والتشكيك فيما يتم إنجازه من مشروعات، والقسم الآخر يواجه الدولة بالعنف والسلاح، فيقومون بعمليات إرهابية ضد الأجهزة التنفيذية والمشروعات القومية بالإضافة إلى القيام بتخريب الصرف الصحى وأعمدة الانارة ومحطات توليد الكهرباء وذلك من أجل خلق حالة من الاستنفار من قبل المجتمع المصرى ضد النظام، وأضاف «منير» أن البعض الآخر الذين يسعون لهدم الدولة من خارج مصر يعتمدون وبشكل أساسى على عدة وسائل منها القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، ونشر العديد من الشائعات عبر لجان إلكترونية يديرها الإخوان المسلمين وينفقون عليها مئات الآلاف من الدولارات، هدفها الأساسى إسقاط الدولة المصرية عن طريق تشويه النظام السياسى والتشكيك فى جميع ما تم من إنجازات ومشروعات قومية، بالإضافة أيضا إلى إعاقة الدولة عن ما يمكن أن تقدمه من إنجازات خلال الفترة المقبلة. 

أسلوب تقليدى
ومن جانبه أوضح مختار نوح المحامى وخبير فى شئون الجماعات الإسلامية أن أمريكا تقوم بشن حرب على الدول التى رفضت الخضوع لها ولم تدعم سياستها فى الأزمة الأوكرانية وعلى رأسهم مصر، والقيام بتفتيت هذه الدول عن طريق القيام بتثوير الجماهير واستخدام أسلوب تقليدى وقديم وهو نشر الشائعات عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، فعلى سبيل المثال انتشار العديد من التقارير فى وقت واحد عن انهيار مصر وعجزها عن سداد ديونها، فى حين أن الحقائق والأرقام تثبت أن أمريكا الذى يقال أن اقتصادها هو الأول على العالم هى الدولة الأولى المدينة على مستوى العالم بـ ٣٤ تريليون دولار تليها انجلترا بـ ١٣ تريليون دولار، أما مصر مقارنة بأمريكا وإنجلترا فهى تعتبر دولة غير مدينة كما أنها ليست موجودة فى الترتيب الـ ٤٠ على مستوى العالم، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الشائعات التى يقومون بنشرها أن مصر لن تستطيع سداد مديوتها التى تقدر بـ ١٣٧  مليار دولار أقنع بها العديد من البسطاء وقليلى الثقافة من الشعب المصري، وطالب «نوح» الهيئة العامة للاستعلامات بزيادة نشاطها فى مجابهة كل هذه الشائعات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة