الجمعة، 09 سبتمبر 2022 - 09:54 م

منذ عهد الوزير المحترم ماهر بك اباظه وزير الكهرباء والطاقة الأسبق، والذى حكى لى ذات يوم أن مواطنا اتصل على هاتف منزله الساعة الثانية بعد منتصف الليل يشكو له انقطاع الكهرباء فى بيته منذ ساعات، ورغم استيقاظ الوزير من النوم وانزعاجه من رنين الهاتف الا أنه اعتذر للمواطن وقام بحل المشكلة بنفسه الى أن عادت الكهرباء لمنزل المواطن.

ومنذ ذلك الحين لم يحدث أن قرأنا أو سمعنا عن اتصال وزير فى كرسى الوزارة بمواطن، إلا مرة واحدة فى السنة، تحدث بشكل روتينى وفى حالة واحدة فقط لا غير، وهى اتصال وزير التربية والتعليم بالطالب الأول فى الثانوية العامة على الجمهورية لتهنئته!!

أما أنه ييجى اليوم اللى أسمع فيه أن هناك وزيرا للطيران اتصل بمواطن اشتكى من تلف حقيبته فى رحلة تابعة للشركة الوطنية، وان معالى الوزير اتصل ليعتذر لهذا المواطن، ويؤكد له حقه فى التعويض، قلت: أهو ده اللى مش ممكن ابدا.. ولا أفكر فيه أبدا أبدا !

ولكن هذا حرفيا ما فعله وزير الطيران المدنى الفريق محمد عباس حلمى، مما دفع صاحب الحقيبة التالفة لنشر القصة وماحدث من معالى الوزير على وسائل التواصل الاجتماعى، «من فرحته طبعا»!

ولخبرتى الصحفية الطويلة مع السادة الوزراء لم أستغرب هذا التصرف الأنيق من معالى الوزير، قائد القوات الجوية السابق، فالقصة ليست مجرد اتصال تليفونى من وزير لمواطن، لكنها مؤشر قوى لمرحلة جديدة لاحترام الراكب والاعتراف بحقه، تبشر بالخير. خاصة وأن معالى الوزير محمد عباس.. هو أول وزير يقول لمواطن: حقك علينا.

دون أن يؤكد فى الإعلام أن تلف حقيبة الراكب، هو حدث يصب فى مصلحة المواطن، ولكن المواطن مش فاهم مصلحته كويس!

أو أن يبرر تلف الحقيبة بأنه أمر عادى وارد الحدوث فى كل مطارات العالم وشركات الطيران، ويخرج علينا برسم بيانى يوضح أننا من أقل دول العالم فى إتلاف حقائب الركاب. القادمين على رحلات شركاتنا!!

أو أنه مثلا مثلا.. الراكب اللى مش عاجبه طيارتنا.. يروح يسافر على ظهر جمل أو يركب ميكروباص القاهرة أمريكا !!

ولهذا اقدم تحيه واجبه لهذا الوزير .. المحترم