أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

حتى لا نعض الأصابع !

أخبار اليوم

الجمعة، 09 سبتمبر 2022 - 10:01 م

أوروبا بين نارين وهى على أبواب شتاء قارس يوافق أزمة طاحنة فى مواردها من الطاقة!!

القارة العجوز تعض أصابع الندم..

فقد ظلت لسنوات تتواكل على «شريان» وحيد من الغاز الروسي، تحول الآن إلى «سرسوب» آخذ فى الضعف والانسحاب ..  

وبنفس الوقت تقاعست وتكاسلت كثيرا عن الاستثمار فى مشروعات الطاقة النظيفة،التى لو كانت أُنجزتها فى وقتها المناسب.. لكانت «طوق لنجاتها» فى أزمتها الحالية.

لذلك عندما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى مصر للتعاون الدولى بالعاصمة الإدارية أن العالم يحتاج ٨٠٠ مليار دولار سنويا حتى عام ٢٠٢٥ لمواجهة تداعيات تغير المناخ.. كان على حق.

فهذا الرقم محسوب بكل دقة ولم يأت مصادفة.. لأنه يمثل جزءا من المساهمات الواجب دفعها من دول صناعية هى وحدها المسئولة عن التداعيات السلبية لتغير المناخ، وهى القضية التى تمثل تهديدا خطيرا يواجه البشرية كاملة، وهى لب المعضلة التى ستبحثها قمة المناخ المقبلة بشرم الشيخ بعد أسابيع.

وكانت مناسبة طيبة أن يطرح الرئيس السيسى أهمية بل وضرورة وحتمية مسألة التمويل والاستثمار فى مشروعات مواجهة التغير المناخى قبل انعقاد القمة حتى نتحول لمرحلة المواجهة الجادة..

أى من «الكلام للفعل» أو كما عبر عنه السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المصرية، وأكدته كل من الوزيرتين د. رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، ود.ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بأنه انتقال من «التعهد للتنفيذ»، من الورق لأرض الواقع.. من مجرد الفكرة لـ«تشمير» السواعد.

هذه الاستثمارات لن تصب فى مصلحة كوكبنا كله فقط.. ولن تُصلح جزءا مما أفسدته غالبية الدول الصناعية وحسب.. بل ستصب فى صالح أوروبا بل والغرب كله أولًا لأن الاستثمار فى موارد الطاقة الخضراء التى تزخر بها قارتنا السمراء البكر.. القريبة من «جارتها العجوز» ستصب فى مصلحة الأخيرة بالدرجة الأولى وتنوع لديها مصادر الطاقة.

أتوقع أن يصدر عن القمة المقبلة إعلانا بإنشاء «صندوق شرم الشيخ لصيانة المناخ» .. ولنبدأ من اليوم قبل غد حتى لانعض الأصابع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة