أغاني مهرجانات
أغاني مهرجانات


صناع الدراما عن الغناء: الذوق حائر ولا يصح إلا الصحيح

أخبار النجوم

السبت، 10 سبتمبر 2022 - 10:02 ص

محمد إسماعيل

يقف صناع الدراما في مواجهة تقلبات المزاج العام موقف الحائر، فتقديم عمل للمصريين مهمة صعبة خاصة وسط الحالة المزاجية التي تشهد تقلبات كثيرة، فهل يسايرون مزاج المصريين أم يعزفون على وتر مختلف؟ وهل يمكن أن يغير هذا المزاج من قناعاتهم؟ وهل يؤثر المزاج فعلا على ما يتم تقديمه؟ أسئلة بحثنا لها عن إجابات.

المخرج نادر صلاح الدين يرى أن الحالة المزاجية تؤثر على ذوق المصريين ويضيف: حالة الشعب النفسية أو مزاجه بمعني أصح تؤثر بدرجة كبيرة علي اختياراته وذوقه العام وهذا يتغير بشكل دائم خاصة مع المناخ العام وهو ما يسمى بالموجات بمعنى أن كل فترة تظهر موجة جديدة ولكن سرعان ما تختفي ومن الممكن أن تجد الجمهور يتغنى بام كلثوم وعبد الحليم ولكنه يستمع لأغاني مهرجانات ويشاهد أعمالا درامية وسينمائية راقية لكبار الفنانين وأيضا يشاهد أعمالا تجارية... وفي بعض الأحيان الفن الذي تراه غير مقبول يتحول إلى ظاهرة وهو ما حدث من قبل مع أحمد عدوية والذي ظهر في زمن الفن الراقي وكان نجوم الطرب الأصيل علي الساحة وتم انتقاد عدوية واتهامه بإفساد الذوق العام وتمت محاربته ومنع أغانيه من الإذاعة وكان ذلك في أعقاب النكسة إلا أن عدوية استطاع أن يثبت نفسه وفنه وحارب من حاربوه وتغلب علي الظروف المحيطة به علي الرغم من قلة البدائل وذلك لأنه يملك مشروعا فنيا وموهبة حقيقية علي عكس ما يحدث الآن وعلى النقيض تماما فإن الظروف الاجتماعية والسياسية في بعض الأحيان تظهر نوعا من الفن غير مستحب إلا انه يندثر مع مرور الوقت وهو ما حدث مع فرق الاندر جراوند عقب ثورة يناير فاين هما الان؟ وايضا حمو بيكا واغاني المهرجانات ظهرت في الاونة الاخيرة وانتشرت بقوة الا انها مع مرور الوقت لن يتذكر احد اغاني المهرجانات لانه ليس فن علي الاطلاق بعكس اغاني الزمن الجميل والذي يطلق عليه تراث اصيل.

فيما يختلف السيناريست عاطف بشاي مع مقولة أن مزاج المصريين يتحكم في ذوقه ويؤكد من وجهة نظره ومهما كانت حالته المزاجية فإن ثقافته ونشأته ومستواه الفكري والاجتماعي سترفض أي عوامل خارجية هابطة ويقول: من الممكن أن تجد من يستمع ويشاهد فن راق وآخر يتابع فنا هابطا ولكن من المستحيل أن يجتمع الاثنان في شخص واحد لان المثقف عندما يريد أن يريح أعصابه ويبتعد عن ضغوط العمل والحياة فإنه سيتابع أعمالا لا تحتاج إلى تفكير عميق ولكن أعمالا خفيفة وليست متدنية لان عقله سيرفضها تماما.

ويضيف بشاي: هناك مصطلحات دخيلة لا أعترف بها قام البعض باختلاقها ورددها الكثير مثل مصطلح الذوق العام والسينما النظيفة وغيرها فأنا لا أعترف بها إطلاقا لأنه من المستحيل أن يجتمع الجميع حتى وإن كانوا الأغلبية على شيء واحد فنسميه ذوقا عاما.

في حين يقول المؤلف عمرو سمير عاطف إن المزاج الشخصي للمواطن المصري بالتأكيد يؤثر علي ذوقه والحالة النفسية والجو العام المحيط به عليه عامل كبير: من الممكن أن تجد من يشاهد أعمالا لها أبعاد وعمق سياسي واجتماعي وفي نفس الوقت تراه يشاهد أفلاما خفيفة أو تجارية وهناك من يحجز تذاكر في حفلات الأوبرا والموسيقى العربية وفي الحفلات الصيفية بالمدن الساحلية بالتأكيد سيستمع إلى أغان تتناسب مع الجو العام فاختلاف الأذواق لا يعني الانحطاط ولكن ال “mood” هو الذي يتحكم في مزاج المصريين وفي كثير من الأحيان تستمع إلى نصائح تتردد أنه يمكن استغلال الحالة المزاجية في الارتقاء بالذوق العام وذلك من خلال إنتاج أعمال درامية وسينمائية وأغان هادفة تقضي على العوامل الخارجية التي تحط من الذوق العام إلا أنني أجد انه من الصعب ان يحدث هذا لان الزمن مختلفا تماما وانه يجب مراعاة الطبقات المجتمعية المختلفة وتقبلها لذلك وفي النهاية فانها حرية شخصية تتحكم بها مؤثرات اخري خارجية.

وفي نفس السياق يقول السيناريست محمد سليمان عبد المالك إن الشعب المصري متغير المزاج في كثير من الأحيان ولذلك فإن من الممكن أن يرغب أو يعجب بنوعية معينة من الأعمال الدرامية أو السينمائية وعندما تضخ شركات الإنتاج تلك النوعية وتركز عليها يمل منها الجمهور المصري ولذلك من الصعب أن تعرف ماذا يعجب الجمهور المصري؟ وفي كثير من الأحيان فإن حالته المزاجية تؤثر علي ذوقه واختياراته ولذلك فإن الحالة العامة تؤثر عليه بشكل مباشر مثلما حدث بعد فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية والغلق العام للدولة لمواجهة الفيروس وعندما فتحت السينما للجمهور كان متعطشا لها ودخل الأفلام مهما كانت قصتها أو أبطالها.

ويضيف محمد سليمان عبد المالك أن عوامل كثيرة أيضا تؤثر علي مزاج وذوق الجمهور ومنها الفضول فالممنوع مرغوب وفي كثير من الأحيان كانت الأفلام التجارية أو المقاولات التي تتناول الحارة والبلطجة مثلا الالماني وابراهيم الابيض وغيرها تستهدف شريحة معينة من المجتمع وهي الاقل من المتوسطة ولكن مع نجاحها وانتشارها بدرجة كبيرة بدأ الفضول يستقطب الشريحة الاعلي في المجتمع وبدءوا يتابعونها ومع مرور الوقت وتغير اذواق الجمهور اختفت تلك الافلام بلا رجعة بالاضافة الي ان هناك نقطة عامة وانك لن تتمكن ان تقيس الذوق العام بناء على الحالة المزاجية لانه في كثير من الاحيان اختيارات الاخرين تؤثر علي اختياراتنا وهو ما يحدث امام دور العرض في كثير من الاحيان ستجد ان هناك طوابير كثيرة امام السينما تنتظر من شاهد الافلام لتسأله عن جودة الفيلم ويرشح له الاخرين الفيلم الذي سيشاهده.

المخرج أمير رمسيس يرى أن الفن الحقيقي قادر علي تغيير مزاج المصريين: الأعمال الفنية الهابطة بشكل عام تعتبر وقتية وليدة اللحظة إلا أنها مع مرور الوقت ستندثر والجمهور الواعي المثقف من الممكن أن يستمع أو يشاهد الأعمال الأخرى من باب التغيير أو التجديد الوقتي إلا أنه مع مرور الوقت سيعود إلى قواعده سالما وفنه الحقيقي الراقي.

وذوق المصريين وتأثير مزاجه عليها لا تقتصر مقارنتها بين الأعمال الهابطة والراقية والتي من وجهة نظري من الصعب أن تجتمع في إنسان واحد ولكن ذوقه ومزاجه في الأعمال الدرامية والتليفزيونية التي تعرض أيضا فمنذ سنوات عديدة كانت الأعمال الكوميدية هي المسيطرة لسنوات ومواسم طويلة إلا ان الأكشن سحب البساط من تحت اقدام الكوميدي وهناك اعمالا ايضا تم اقحامها والبعض تقبلها والاخر رفضها وهي الاعمال الرعب والخيال العلمي ولذلك من الصعب ان تحدد ما يعجب الجمهور في ذلك الوقت ومن هنا فانني من وجهة نظري اري ان الذوق العام من الصعب ان يكون معياره الاساسي هو المزاج لانه متغير ومتقلب بشكل مستمر ولذلك فان من الصعب توجيه او تغيير مزاج وذوق الجمهور ولكن لا بد من تلبية احتياجاته ورغباته وقياسها بشكل دائم لانك اذا حاولت اقحام اعمال لا تتناسب مع الفترة الحالية فاني الجمهور لن يتقبلها مثلما حدث مع الاحداث السياسية والازمات التي مرت بها البلد من ثورات وكورونا فالجمهور مزاجه غير مستقر ويحتاج الي اعمال كوميدية وترفيهية وليست اعمال بها الغاز وتفكير لا يتحملها علي الاطلاق في تلك الفترة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة