صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ذكرى 11 سبتمبر| العراق.. أبرز ضحايا تصفية الحسابات الأمريكية بعد الهجمات الدامية

أحمد نزيه

السبت، 10 سبتمبر 2022 - 11:46 م

الثلاثاء 11 سبتمبر 2001.. تاريخٌ ليومٍ من أسود الأيام في تاريخ الولايات المتحدة، ففي صباح ذلك اليوم لم يكن يتخيل كل من ورد برج التجارة العالمية أن هذا المكان بين لحظةٍ وأخرى ستكون أجزاؤه فتاتا في الأرض تُداس بالأقدام وألسنة اللهب تتصاعد فتسدل الأفق، ويُشم هناك رائحة النيران من على بعد وتدمع العينين لمن استطاع فتحهما من قوة اللهب.

هنالك تغير وجه الولايات المتحدة، فراحت توجه جيوشها وأسلحتها هنا وهناك، فدفع من لا ذنبه له جرم غيره، فكان الشعب العراقي من بين هؤلاء، الذي وجد نفسه يُرمى به في نيران تصفية الحسابات للولايات المتحدة.

لم تشرق شمس الأربعاء إلا وبرج التجارة العالمي يتحول أجزاء كثيرة منه إلى ركام، لكنه مع مرور السنوات عاد مجددًا وتم إعادة بنائه، لكن العراق، أحد ضحايا انهياره، لم يعرف بعد معنى الاستقرار رغم مرور الأشهر والسنوات، التي تجاوزت العقدين من الزمن.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| هجمات 11 سبتمبر.. «تايم لاين» لليوم الأكثر دموية في تاريخ أمريكا

غزو أمريكا للعراق

بعد نحو عامٍ ونصف العام من حادث 11 سبتمبر، غزت القوات الأمريكية العراق بدءًا من مارس عام 2003 تحت مزاعم وجود أسلحة دمار شامل مع تبريرٍ آخر هو النيل من مرتكبي أحداث 11 سبتمبر، رغم تأكيد بعثة التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية الأممية خلو العراق من هذه الأسلحة، وبدأ الغزو أواخر مارس عام 2003، بمشاركة من القوات الأمريكية والبريطانية معًا، إضافةً إلى مشاركةٍ رمزيةٍ من القوات البولندية والأسترالية، وأدت تلك العملية إلى سقوط بغداد في التاسع من أبريل من العام ذاته، وقد استمر التواجد الأمريكي في العراق حتى عام 2011.

ودون الخوض في مزيدٍ من التفاصيل عن الحرب التي يلم بها الكثيرون وعاصروها، فإن خسائر تلك الحرب، كانت أكبر خسائر بشرية من المدنيين في تاريخ العراق وفي تاريخ حروب الجيش الأمريكي منذ عدة عقود.

الخسائر البشرية في هذه الحرب من قبل المدنيين العراقيين، الذي تم توثيق مصرعهم جراء وصلوا إلى 109 آلاف من القتلى، كما يوجد ما بين 47 ألف قتيل و52 ألف قتيلٍ عراقي دون شهادة وفاة موثقة.

وطبقًا لإحصائية حديثة في 2017، بلغ عدد ضحايا الغزو الأمريكي للعراق ما بين 180 ألف قتيلٍ إلى مائتي ألف قتيلٍ، وهو رقمٌ ضخمٌ من القتلى.

تواصل المعاناة

العراق ظل يعاني جراء تلك الحرب رغم رحيل القوات الأمريكية عن العراق في 2011، فما لبث أن ظهر تنظيم "داعش" على السطح، وسيطر على أجزاء كثيرة من العراق، وخاصةً في الموصل، التي اتخذها عاصمةً للتنظيم.

المدنيون كانوا ضحايا للحرب ضد تنظيم داعش، فسقط أكثر من 67 ألف مدني وفق تقديرات عراقية، بينما بلغ عدد القتلى ما يقارب 30 ألف مدني خلال الفترة ما بين 2014 إلى 2017، وقت اشتداد المعارك ضد داعش، وفقًا لإحصائية رسمية من الأمم المتحدة.

الحرب على تنظيم داعش، والتي أدت إلى دحره في النهاية هذا العام، تسببت في تشريد نحو مليوني شخص عراقي، من بينهم نحو نصف مليون في مدينة الموصل، كما أن منظمة الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف" تحدثت مطلع عام 2018 أن نحو مليون طفل عراقي تم تشريده بسبب الحرب على تنظيم "داعش".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة