عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

مرتزقة الثقافة!

عمرو الديب

الأحد، 11 سبتمبر 2022 - 08:36 م

ليسوا على ما يرام فى هذه الأيام، يستشعرون الخطر الداهم، وتلوح لهم أشباح الحرمان، يرتجفون وترتعد مفاصلهم، وقد عرف الأرق الطريق إلى مخادعهم،  ولمَ لا وأجواء الجمهورية الجديدة تظلل البلاد، وعبير العهود الجادة المخلصة بدأ ينتشر فى الأفق، فشعروا بدنو آجالهم، وانتهاء عصورهم البغيضة،

هؤلاء هم مرتزقة الثقافة من الأدعياء المتنطعين الذين لطالما التهموا ميزانيات مؤسساتنا الثقافية القومية، واستنزفوا أموالها فى صورة مكافآت وبدلات وأجور عن جهود هزيلة أو مؤلفات رديئة، أو إسهامات متواضعة فى فعاليات روتينية انصرف عنها الجمهور، لقد ظهر فى ساحاتنا الثقافية، وأوساطنا الأدبية ودوائرنا الصحفية، حشد من الوجوه الرديئة من أنصاف وأرباع المثقفين الذين اقتنعوا أن الثقافة «سبوبة» تضمن إطعامهم الشهد فى كل المواسم والمناسبات، فالتصقوا بمؤسساتنا الثقافية القومية، ووقفوا على أبوابها،

تماما كالمتسولين على أبواب المساجد، ينتظرون العطايا يلتقطونها بأنيابهم الحادة ونباحهم المزعج البغيض، وبعضهم أجاد لعبة الابتزاز الثقافي، وهو إرهاب المسئولين الثقافيين واستنزاف ميزانيات مؤسساتهم عبر حيل شتى، ومنها إصدار كتاب تافه ردىء لواحد من هؤلاء المرتزقة، لقاء أجر سخى له على جهد لم يبذله، وكتاب لا يشتريه أحد لرداءته، لذلك تتكدس به مخازن الجهة المتورطة فى الخضوع لابتزاز ذلك المرتزق اتقاء لشر لسانه الصفيق، أو دفعا لأذى قلمه الوضيع، لهذا اقتطع بعض المسئولين السابقين من ميزانيات هيئاتهم التى صدعوا رؤوسنا بحديث أنها هزيلة جدا تكاد لا تكفى شيئا وقد خرج علينا منذ سنوات مسئول ثقافى كبير سابق، وأتحفنا بتصريح مسيء،

وهو أن ميزانية وزارة الثقافة مثل ميزانية شركة صغيرة، وكان منطقيا أن نرد عليه بأنه إذا صح ما يقول -وهو المسئول- فإنه يتحتم فى هذه الحالة، أن يوضع كل مليم فى مكانه، ولا يلقى خبز البنين إلى الكلاب-أقصد مرتزقة الثقافة المتطفلين على الفعاليات الباهتة المفرغة من القيمة والمعنى التى انصرف عنها الناس، لأنهم اكتشفوا أنها هياكل فارغة لسد الخانات، وتقفيل الدفاتر، والنتيجة كارثة حقيقية تمثلت فى تدهور الوعى، وتمدد الفراغ الخطير الذى انتعش فيه المتطرفون والمغرضون، وهذه اللحظة التاريخية المصيرية التى نحياها اليوم لا تحتمل وجود هؤلاء، فضلا عن ازدهارهم، وأجواء الجمهورية الجديدة تلفظهم ومبادئها لايمكن أن تقبلهم أو تغض الطرف عنهم، لذلك نقول: وداعا لمرتزقة الثقافة، بل نقول إلى الجحيم!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة