صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


محلل سياسي: أوروبا لا تريد إحضار فريق الطاقة الذرية إلى «محطة زابوروجيه»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 12 سبتمبر 2022 - 04:13 م

قال الكاتب والمحلل السياسي، إسماعيل خلف الله، اليوم الاثنين 12 سبتمبر، إن "هناك إجراءات واضحة إذا أراد الجانب الغربي حماية المحطة النووية في زابوروجيه".

وأكد خلف الله، أن "الغرب ما زال مستمرًا في محاولة استنزاف الطرف الروسي، ما يجعل قضية الحماية، وخطوة إحضار فريق أممي أمور لا يراد لها أن تتم".

اقرأ أيضًا:أمريكا تمد كييف ببيانات لقصف المنشآت الحيوية في «زابوروجيه»

ولفت المحلل السياسي، إلى أن "تواصل ماكرون وبوتين يدخل ضمن محاولة إظهار أن هناك تواصلًا وحرصًا على أمن المحطة، لكن الطرف المؤثر في هذه القضايا هو الولايات المتحدة التي يمكن أن تضغط على أوكرانيا".

واشار إسماعيل، في حديثه إلي أن "القوات الروسية موجودة حول المحطة ومن غير الممكن أن تكون روسيا تستهدف نفسها"، معتبرًا أن "محاولات فرنسا تأتي ضمن محاولات ماكرون منذ بداية الأزمة لفتح قنوات تواصل، إلا أن فرنسا لا تملك القوة للتأثير على الطرف الأوروبي كي يضغط على أوكرانيا، وهي سياسية هروب للأمام ومحاولة إظهار أن روسيا هي التي تستهدف المحطة".

وأوضح الكاتب السياسي، أن "الفريق الأممي من وكالة الطاقة يعلم جيدًا أن أوكرانيا هي المسئولة عن استهداف المحطة".

ونوه، علي أن "حل وقف تشغيل المحطة هو حل أمني وقائي لمنع استهدافها، وهذا التجاوب الروسي وطلب موسكو بعدم تسييس القضية يؤكد أن لديها نية لحماية المحطة".

وبحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الوضع في أوكرانيا وسلامة محطة زابوروجيه.

وخلال اتصال هاتفي، تبادل الرئيسان بشكل مفصل الآراء حول الوضع الأوكراني، والتشديد على ضمان سلامة محطة زابوروجيه للطاقة النووية.
وذكرت الخدمة الصحفية للكرملين في بيان، أن الجانب الروسي لفت الانتباه إلى الهجمات الأوكرانية المنتظمة على منشآت المحطة النووية، بما في ذلك منشأة لتخزين النفايات المشعة، وهو أمر محفوف بالعواقب الوخيمة.

كما أطلع الرئيس بوتين نظيره الفرنسي على الإجراءات التي يتخذها المتخصصون الروس، لضمان الحماية المادية للمحطة، وشدد على ضرورة التأثير على كييف لوقف القصف على الفور.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير الماضي.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة