حمدي رزق
حمدي رزق


حمدي رزق يكتب: وين هنادى يا خال ؟

حمدي رزق

الإثنين، 12 سبتمبر 2022 - 05:36 م

تدور أحداث رواية «دعاء الكروان» لعميد الأدب العربي، «طه حسين»، حول شخصية «هنادى « التى قُتلت على يد خالها، بعد أن اكتشف حملها سفاحا «ليغسل عاره بيده»!
الرواية صدرت عام «١٩٣٤» ولا تزال صالحة لتفسير ما يسمى بجرائم «الشرف» وهى جرائم تخلو من الشرف والنخوة والرجولة ..

«كنت بربيها»!، هكذا برر الأب المتهم بقتل ابنته (١٥ عامًا) جريمته الشنعاء، ضربها بالشومة فسَقَطَت مُدَرَّجة فى دمائها، ولفظت أنفاسها، ودفن جثتها فى قعر بيته، حتى فاحت ريحتها..
حدث هذا فى قرية «العديسات قبلي» بمحافظة الأقصر، ويحدث فى قعور البيوت مغلقة على ما فيها من قهر وهوان،ونحن عنه غافلون.

بكل غلاظة يعترف الأب القاتل، كنت بربيها، التربية بالضرب، بالشومة، بكسر الرأس، تطبيقًا للمبدأ الشعبى العنيف، أكسر للبنت ضلع، والبنات من ضلع أعوج، والفرع لو مال، وهكذا متوالية أمثال تحض على كسر رقبة البنت حتى تظل ذليلة، تعانى من رهاب الشومة.

تشيع فى البعض ثقافة العار، و «البنت تجيب العار والعدو لباب الدار»، و «عقربتان عالحيط ولا بنتان بالبيت»، و«صوت حيّة ولا صوت بنيّة»، تخيل فحيح حيّة ولا صوت بنيّة، الحية تطرب أسماعهم الثقيلة، ولكن صوت البنية يقض مضاجعهم !!

توقف أمام هذا الإرث الشعبى المتوارث، طالما هذا الإرث الكريه مستبطن فى النفوس، ومستقر فى العقول، وتتوارثها الأجيال، لن تأمن البنات على حياتهن فى بيوتهن، مثل هذه التربية (بالشومة) لا تنتج سوى القهر، قهر النساء أمر منقهر الرجال، ولكن الأجداد عنوا بقهر الرجال وهم يقهرون النساء.

تجديد «الخطاب المجتمعى» ضرورة واجبة، لمثل هذه الأمثال السوداء واجب مراجعتها، على الأقل فى هذاالعصر الذى سافرت البنت بدون محرم إلى الفضاء .
البعض يتعاطى مع الأمثال الموروثة وكأنها مقدسات «المثل ما قال شى غلط»، و الأمثال تعبّر عن حالة ما أو مناسبة أوظرف ولا يصح سحبها على الظروف والأزمنة كافة.
أغلب الظن، وسوء الظن غالب، أن تلك الأمثال التى تستبطن تمييزا صدرت ربما عن جهل أو عدم إدراك ومفاهيم اجتماعية»بالية».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة