استرداد قطع أثرية مهمة من بلجيكا
استرداد قطع أثرية مهمة من بلجيكا


باحث أثري:استرداد كنوز مصر من قطع أثرية مهمة من بلجيكا

شيرين الكردي

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022 - 12:18 م

لا يخلو متحف من متاحف العالم إلا وبه أثر ناطق باسم الحضارة المصرية القديمة، فيوجد أكثر من 100 صالة مزادات في دول أوروبا وحدها، تعرض يومياً آثار مصرية للبيع، ومن أشهر تلك الصالات صالات: «لندن، فرنسا، نيويورك، سويسرا، برلين»، حيث أتت إليها الآثار مهربة.

صالات ومزادات بيع القطع الأثرية على مستوى العالم :

 وقد رصدت أجهزة الأمن من جانبها العديد من محاولات تهريب الآثار، بجانب البيع عبر الإنترنت والمواقع التي تعرض حضارتنا للبيع، بجانب خدمة التوصيل للمنزل، بعد أن أصبح هناك «دليفري» لتوصيل الآثار، إلى الآن لا تملك مصر، «حصرا ورصدا» للقطع الأثرية المهربة سوي ما يتم عرضه في صالات ومزادات بيع الآثار، كما ذكره الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة. 

وأوضح الدكتور محمود حامد، أن الدولة المصرية تسعي جاهده لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج، وهناك دور كبير تقوم به وزارتي الخارجية والسياحة والآثار ومكتب النائب العام في مجال استعادة الآثار المصرية المهربة للخارج وذلك للحفاظ على التراث والتاريخ الحضاري،

جهود مؤسسات الدولة في استرداد تمثالين أثريين من بلجيكا:

نجحت مؤسسات الدولة المصرية في استعادة تمثالين أثريين من بلجيكا تم عرضهم للبيع في صالة مزادات لبيع الآثار في بلجيكا عام 2016م ، حيث قامت السلطات البلجيكية بضبط التمثالين وأثبتت التحقيقات أن مالك المعرض لا يملك أوراق أو مستندات ملكية للقطعتين الأثريتين.

وقامت وزارة الخارجية بالتنسيق الكامل مع إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام المصري ووزارة السياحة والآثار بجهد متواصل حيث تم إرسال طلب مساعده قضائية إلى السلطات البلجيكية في هذا الشأن، حتى تم استصدار قرار قضائي بعودة التمثالين إلى الحكومة المصرية وتم تسليمهما إلى السفارة المصرية ببلجيكا خلال عام 2021م، وعودتها إلى أرض الوطن وتسليمهما لوزارة السياحة والآثار بمقر وزارة الخارجية، بحضور شعبان عبد الجواد، المشرف العام على الإدارة العامة للآثار المستردة وبحضور ممثل عن وزارة الداخلية.

القطعتين اللتين تم تسليمهما لمصر عبارة عن تمثال من الخشب الملون لرجل واقف يرتكز على قاعدة من عصر الدولة القديمة؛ وتمثال آخر صغير من "الأوشابتي" المصنوع من الخشب من العصر المتأخر.

لم يوجد بمصر أخشاب جيدة للصناعة وكان يتم استيراد معظمها من الخارج :

تم استخدم الأخشاب منذ أقدم العصور في الصناعات القديمة لما يمتاز به من خصائص طبيعية ولسهولة قطعه وتشكيله مقارنة بالمواد الأخرى، ونجد أن المصريون القدماء استخدموا خشب الأرز المستورد من فينيقيا في صناعة السفن لندرة الأخشاب في مصر وعدم صلاحية الأخشاب المحلية كالسنط والجميز والصفصاف، كما جلبوا خشب الأبنوس من النوبة وبلاد بونت لصناعة أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء وبرع المصري القديم في حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس واستخدم أدوات النجارة كالأزميل والمنشار وغيرها من الأدوات المستخدمة في تسوية الخشب وصقله.

الأشجار المجلوبة من الخارج:

ظلت مصر منذ أقدم العصور حتى الآن في حاجة إلى جلب الأخشاب من البلاد المجاورة لها، وأهم البلاد التي كانت تجلب منها الأخشاب: بلاد آشور، وأرض الإله (بلاد بونت)، وبلاد الحيثيين، ولبنان، والنهرين، وبلاد زاهي (سوريا) وفلسطين، وكل هذه البلاد ما عدا بلاد بونت التي كان يأتي منها خشب الأبنوس، وبعض الأخشاب ذوات الروائح العطرية التي كانت تستعمل "بخورًا" واقعة في غرب آسيا، وأهم الأخشاب التي جاء ذكرها في نصوص الدولة القديمة ما يأتي: الأرز، والسرو، وشجر العرعر، والبلوط، والصنوبر.

صناعة التماثيل الخشبية :

بالنسبة للتماثيل الخشبية فنتيجة لليونة نحته مع عدم سهولة تعرضه للكسر تحرر الفنان من القيود التي كانت تعترضه فتمكن من إخراجها بطريقة لم تكن تباح له في نحت التماثيل الحجرية فانفصلت الأيدي والأقدام نتيجة تحللها من الحشو؛ ومثلت في أوضاع مختلفة حرة الحركة، حيث كان الفنان المصري القديم يصنع التماثيل الخشبية من عدة أجزاء ثم يقوم بتثبيتها ببعضها فكان يقوم بصناعة منطقة الصدر من قطعة واحدة، ثم يصنع الذراعين على حدة ويتم تثبيتهما بواسطة التعاشيق أو باستخدام الكوايل وكان يستخدم المسامير والخوابير الخشبية المستديرة أو مربعة القطاع لعملية التثبيت.

تماثيل الأوشابتي :

تماثيل الأوشابتي هي تماثيل صغيرة الحجم تشبه المومياوات كانت توضع في المقابر المصرية القديمة بملامح تشبه ملامح المتوفى (صاحب المقبرة). 

وكانت تصنع من الحجر أو الفيانس أو الخشب أو البرونز وفي بعض الأحيان من الطين المحروق، كلمة أوشابتي مشتقة من الفعل المصري القديم (وشب) بمعنى يُجيب أو مجيب ومن هنا أتت تسمية تماثيل أوشابتى بمعنى "المجاوبين"، وكان يسجل على هذه التماثيل في البداية اسم المتوفى وبعض ألقابه وأعماله، ثم أصبح يسجل عليها بعض النصوص الدينية الهامة، مثل الفصل السادس من كتاب الموتى لمساعدة المتوفى صاحب المقبرة في إنجاز أعماله في العالم الآخر.

في عصر الدولة الوسطى كان يتم وضع تمثال واحد ثم أصبح العدد يزداد تدريجياً وأصبح 365 أو 366 كعدد نموذجي لكل أيام السنة ثم وصل العدد إلى 403 في عهد الدولة الحديثة لا تشمل فقط تمثالا واحداُ لصاحب المقبرة بل تماثيل تشبهه تكفي أيام السنة بكاملها وتحتوي أيضا على تماثيل الكتبة والرؤساء والمشرفين (أوزير). 

وبذلك لدينا 360 تمثالًا لكل أيام السنة، ولكل 10 منهم رئيس، فيكون هناك 36 تمثالا آخر، ثم 5 بمعدل واحد لكل يوم من أيام النسيء الخمسة، ثم رئيس لهؤلاء الخمسة فيكون العدد 402، ثم كاتب يسجل خروج كل منهم إلى مهمته في يومه المحدد، فيكون العدد 403 إجماليًا، أما في العصور المتأخرة فقد عثر على صناديق خشبية بها أعداد كبيرة وصلت إلى نحو 700 أوشابتي. 

وأجمل النماذج التي عثر عليها مجموعات توت عنخ آمون التي تشير إلى الاعتقاد بأن الأوشابتى كان يشمل الملوك وباقي الرعية كجزء من الاعتقاد في عدالة أوزوريس الذي يكلف الملك بالعمل في الحقول مثل رعيته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة