جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

نحتفل بالقناة.. وبالإرادة المصرية

جلال عارف

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 - 06:49 م

.. وهذا عيد ينبغى أن نحتفى به كما ينبغي، اليوم تمر 66 سنة على معركة المرشدين التى كانت حاسمة فى تقرير مصير قناة السويس. كان المقرر التاريخى بتأميم القناة واستعادتها للوطن يواجه كل المؤامرات الممكنة والتى وصلت بعد ذلك إلى المؤامرة الكبرى بالعدوان  الثلاثى بمشاركة فرنسا وبريطانيا مع إسرائيل.

لم يكن قد مر إلا خمسون يوما على قرار التأميم، والإدارة المصرية للقناة تحقق المستحيل لضمان النجاح حتى لا تعطى فرحة للمتربصين. وكان هذا الفصل من التآمر مخططا له بدقة ليقول للعالم إن مصر لا تستطيع ضمان الملاحة فى القناة. تم سحب المرشدين الأجانب وكبار الفنيين والإداريين الذين يرتبط عملهم مباشرة بتسيير الملاحة فى القناة. وفى نفس الوقت كانوا قد ضاعفوا السفن التى ترابط على مداخل القناة وتطلب العبور. وكانت كل تقديراتهم تؤكد أن الإدارة المصرية لن تستطيع مواجهة الموقف.

لم يكن قد بقى فى الخدمة إلا ربع عدد المرشدين «52 من أصل 207» ولم يكن هناك مفر من النجاح. وبينما جلس المرشدون الأجانب المنسحبون على شاطئ القناة ينتظرون عودة سريعة ومظفرة بعد أن تحدث الأزمة وتفشل الإدارة المصرية، كان المصريون يكتبون ملحمة النجاح الباهر ومعهم الأصدقاء من  المرشدين اليونانيين الذين رفضوا الانسحاب ووقفوا بجوار مصر.

فشل هذا الفصل من المؤامرة.. والأهم - بالنسبة لنا- أن هذه الروح المنتصرة ظلت قرينة قناة السويس حتى الآن.

وبهذه الروح عبرت القناة كل الأزمات، واستطاعت أن تقدم دائما النموذج الأفضل للإدارة المصرية الناجحة.. وللإرادة المصرية القادرة على مواجهة التحديات.

هذا العام حققت القناة لمصر إيرادا يفوق السبعة مليارات دولار ليصل ما حققته منذ التأميم إلى 135 مليار دولار. والأهم أن قصة النجاح مستمرة، وأن التطوير لا يتوقف، وأن القادم - بإذن الله- أفضل، وأن كل ذلك يتحقق بأيادى المصريين القادرة على صنع المعجزات.

نحتفل بهذا اليوم لأن مصر قادرة على الدوام أن تتصدى للتآمر، وأن تواجه التحديات، وأن تقدم الأفضل كما فعلت حين  «راح الدخيل.. وابن البلد كفي»، كما قال «صلاح جاهين»، فى وصف ملحمة المرشدين!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة