المجنى عليه وصديقة القاتل
المجنى عليه وصديقة القاتل


قتلوا صديقهم ودفنوا جثته.. عصابة عائلية للتخلص من صاحب الشركة

أخبار الحوادث

الخميس، 15 سبتمبر 2022 - 06:50 م

إيمان البلطي

 صديقان عاشا سويًا يخلص كل منهما للآخر. وصديقان أحدهما باع العشرة من أجل حفنة من الجنيهات، المثال الأول موجود وإن قل، والمثال الثاني موجود ولافت للنظر. لكن يظل الغدر سهلًا إن لم يأخذ في طياته روح، بمعنى أدق، لو لم يزهق فيه دم، وهذا ما حدث بين صديقين تعاهدا على الوفاء والأمل، تعاهدا أن يكون أحدهما سندًا للآخر، تعاهدا على العمل من أجل حياة أفضل لهما، وفي خضم عملهما طمع أحدهما في الآخر، فقتله، ودفن جثمانه وألقى عليه صبة خرسانية حتى يواري سوأة صديقه. تفاصيل تلك الجريمة البشعة التي قتل فيها الصديق صديقه في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

أخبرها أنه ذاهب لصديقه، فودعته وداع من يطمئن اللقاء، لم تدر أن صديقه هذا هو الطعنة التي نفذت في قلب زوجها، لم يمت «تامر» عندما قتله صديقه، بل مات عندما عرف من قتله!. حتى أنت يا «بروتوس».. إذًا فليمت «قيصر».

تحكي «أميمة» زوجة «تامر»، تفاصيل اللحظات الأخيرة التي جمعتها بزوجها لـ «أخبار الحوادث» قائلة: «تامر كان شخصًا مسالمًا جدا، يحب الخير للجميع، ويتعامل مع الأشخاص كأنهم أشخاص مثالية، لم يخطر بباله أن هناك أشخاصًا مثل الأفاعي، ملمسها لين وأنيابها مليئة بالسم القاتل. تزوجت تامر منذ ١٦ عامًا، وكان يعمل بشركة توريدات، بجانب أنه وكيل مباشر لفرع اتصالات مصر، فكر فى عمل بيزنس بجانب عمله، فقرر تأسيس شركة توريدات، وأخذ «على» صديقه شريك معه فى المكان، وكدعم له بعد انفصال صديقه عن زوجته، وكان دائما يسعى لسعادته، ولم يدرك أنه يضمر الشر بداخله لصديقه، شر إلى حد إزهاق الروح.

رعب

وأضافت زوجة المجني عليها: «فى يوم الحادث اتصل «على» بزوجى «تامر» وأبلغه بالحضور عنده ليشاهدا سويًا المباراة، وبالفعل الساعة ٩ ونصف مساءً خرج زوجى من الشقة وقاد سيارته وذهب إلى شقة زميله بشبين الكوم، وبعد نصف ساعة اتصلت به فوجدت هاتفه مغلقًا، كررت اتصالاتي لكن هاتفه لا يزال مغلقا، حتى جاءت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عندها دخل الخوف قلبى، وأصبح كل ما يدور بعقلي أن زوجى حدث له مكروه، لأنه غير معتاد أن يتأخر لهذا الوقت، وليس معى رقم زميله «على»،  لكني استطعت من خلال صفحته على الفيس، أرسلت له رسالة ماسنجر قلت له فيها «أنا زوجة تامر،ولا اعلم لماذا تأخر عند حضرتك وتليفونه مغلق لو موجود ياريت يكلمني»، ووصلت الرسالة وقرأها ثم قام بحظري، هنا شعرت بالخوف على زوجي فلماذا يقوم صديقه بعمل حظر لي وكان الأولى أن يرد عليّ ويطمئنني. وبعد ٥ دقائق استلمت رسالة بأن هاتف زوجي قد عاد للخدمة، فاتصلت به وقلت: «أنت فين وإيه اللى حصل»..  فأجابني أنه سوف يبيت الليلة خارج البيت، وقبل أن أسأله عن السبب أغلق الخط».

واستكملت: «سيطر علي الخوف أكثر، خصوصا بعد طريقته التي تحدث بها معي، وأنه من المستحيل أن يغلق الاتصال هكذا فجأة، لكن فسرت هذا بأنه ربما كان التليفون خالي شحن فانتظرت حتى الصباح، وعندما استيقظت من نومي وجدت صديقه «علي» قد فك الحظر، وكتب لي رسالة مفادها أن «تامر» قال له أنه سيأتى الساعة العاشرة عنده ولم يأتِ. عندها اتصلت بوالدة زوجى وأشقائه، واتصلت بمحام زوجي وذهبت إلى قسم الشرطة لعمل بلاغ، وبالفعل تحركت الشرطة إلى شقة زميله «علي»،  ورصدت كاميرات المراقبة بالمكان، والتى كشفت بوجود أربعة أشخاص قاموا بسرقة سيارة زوجى، واستقلوها ولاذوا بالفرار، وهنا تأكدت ظنونى وشكوكي فى صديقه «على» الذي أغلق هاتفه بعد معرفته بتفريغ الكاميرات، واختفى، واستمرت جهود رجال المباحث والنيابة باستجواب بواب العمارة والبحث عن الأشخاص الذين سرقوا السيارة، والبحث عن «على» صديق زوجى إلى أن توصلوا إلى أحداث القصة، ومعرفة تفاصيلها».

هروب

واختتمت: «على عندما استدعى تامر لشقته رتب مع عدد ٥ أشخاص، وهم ابن أخوه عمار البرى و٢ أولاد عمه أحمد حسين، ومحمود حسين، وصهره محمد عبدالغفار، ومحمد الدالى حارس العمارة، وكانوا جميعا بانتظاره بالشقة، وما أن وصل حتى قام أحمد حسين بخنقه وضربه عددا من الضربات ووضعه على كرسى، وأحضر لاصقا ووضعه على فمه، وقيده بالحبال، وأخذ مفاتيح السيارة وهاتفه المحمول وكل الأوراق الخاصة به فى السيارة، حتى خطوط المحمول التى كانت معه فى السيارة المتعاقد عليها بحكم عمله في شركة فودافون أخذها، ولم يكتفوا بذلك بل أرغموه على التوقيع على تنازله عن كل مستحقاته وأمواله بالشركة. وبعد أن تم كل ذلك خرج جزء من المتآمرين عليه واشتروا طعاما وتركوه بالشقة مكتفا بالحبال، ولما حاول فك نفسه واستطاع ان يهاتفني حدثت مشادة بينه والموجودين بعدما عادوا ووجدوه يحاول الهرب، وقبل أن يلحقوا به قفز من الطابق السادس».

قال حارس العقار أثناء التحقيق معه أمام النيابة العامة؛ إن «تامر» عندما سقط من الطابق السادس لم يمت، وأنه ما زال بعد على قيد الحياة، لذلك طلب من شركائه أن ينقلوه إلى المستشفى، لكنهم رفضوا، ووضعوه في سيارته وأخذوه معهم بعد أن هدد «على» حارس العقار إن هو أفصح عن شيء سيكون مصيره الموت، له ولأولاده، وطلب منه أن ينظف الدماء، وبعد أن ذهبوا بسيارة «تامر» وأخذوه معهم دخل الحارس نظف آثار الدماء وأعاد كل شيء إلى سابق عهده حتى لا يشك أحد في الأمر، ثم دخل على زوجته وأولاده وقال لهم إن عليهم الذهاب الى الاسكندرية، وبالفعل سافروا دون أن يعرفوا ما فحوى هذا القرار المفاجئ.

صبة خرسانية

وتبين من محضر التحقيقات، مع المتهمين فور القبض عليهم واعترافهم، أن «على» أخذ صديقه وهو ما زال حيًا ورأى مع شركائه أن يتخلصوا منه في إحدى الترع أو المصارف، لكنهم اتجهوا به إلى قرية كفر دقماق ببيت عائلة «علي»، وهناك تركوا السيارة وفيها «تامر» حتى مات، وظل داخل السيارة قرابة ٢٠ساعة متواصلة، وهم يفكرون في الطريقة الأمثل للتخلص منه، خصوصا أن تراجعوا عن فكرة إلقائه في المياه خوفًا من طفو الجثمان على سطح المياه ومن ثم يفتضح أمرهم، وأخذت الأفكار الشيطانية تدور في مخيلتهم حتى طرح عليهم أحمد حسين، ابن عم «علي»، أن يستأجروا بيتًا في قرية «اصطبارى» ثم يقومون بدفن تامر داخل البيت، وبالفعل ذهبوا واستأجروا البيت، بحجة أنهم شباب وسوف يفتتحون مشروع سمان، وبعد أن دخلوا البيت قاموا بالحفر داخله ووضعوا جثة «تامر»، ووضعوا عليها التراب وبعد أن انتهوا من دفنه، صبوا الأرض طبقة خرسانية إمعانًا في الهروب من جريمتهم.

بعد تكثيف جهود رجال الشرطة، تم إلقاء القبض على بعض الأشخاص الذين سرقوا السيارة، والتى قد تم تفكيكها لبيعها مفككة، وهم محمود حسين وعمار البرى ومحمد عبدالغفار، وبعد استجوابهم تم معرفة مكان الجثمان خلال ٧ أيام، وتم استخراج الجثة التى قد بدأت بالتحلل، وقبل الهروب إلى العين السخنة استطاعت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على أحمد حسين، وعلى حدود ليبيا تم إلقاء القبض على «علي».. الصديق الخائن.

تم توجيه تهمة القتل العمد لكل من علي وأحمد حسين ومحمد الدالى (حارس العقار)، أما باقى المتهمين فتعددت التهم الموجهة لهم من اختطاف واحتجاز مواطن وترهيبه وسرقة بالإكراه وإخفاء جثة.

محامي المتهمين حاول المراوغة بأن «تامر» لقى مصرعه بعد سقوطه من الطابق السادس، وبالتالي ينفي تهمة القتل العمد عن المتهمين، لكن كان قرار الطب الشرعي قد نهى هذه القصة من البداية عندما أثبت أن «تامر» مات متأثرًا بإصابته وأنه كان ما زال حيًا بعد سقوطه بأكثر من ١٠ ساعات، المدة التي لم يفكر فيها المتهمون بإسعافه، وإنما فكروا بدفنه حيًا.

«الآن، وان بقيت لنا كلمة فهي أن هذه الجريمة كانت جريمة في شرف معنى هو من أسمى المعاني، ألا وهي الصداقة».. تلك كانت رسالة «أميمة» قبل شهور قليلة من النطق بالحكم على قتلة زوجها، حيث حددت المحكمة يوم 7 فبراير المقبل ميعاد النطق بالحكم.

اقرأ أيضأ l مباحث شبين الكوم تنجح فى القبض على تشكيل عصابي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة