والد أمينة فتاة القليوبية
والد أمينة فتاة القليوبية


حكايات| وداعا "أمينة القليوبية".. عشقت كتاب الله وتوفيت والمصحف بين يديها

أحمد عبدالفتاح- محمد هشام

الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 02:16 م

«بنتي كانت منحل عسل بتنقط في فمي نقطة كل يوم».. كلمات ما إن نطق بها  الحاج عمر عصفور، والد أمينة فتاة القليوبية، التي توفيت والمصحف بين يديها، حتى تعصر قلبه وتلعثم لسانه عندما تذكر اللحظات الأخيرة في حياتها.

جامعة الزقازيق حاولت التخفيف عن والد أمنية فدعته يوم تكريمها، التي وصفها بأنها كانت تداوم على حفظ كتاب الله حتى أتقنت حفظه وأصبحت حافظة له وكيف كانت فتاة صالحة تبر والديها في كل شئ.

 

فالحزن لم يسكن فقط منزل أمينة بل حزنت قرية كفر عطا الله التابعة لمدينة بنها، على فراق طالبة الدراسات الإسلامية، التي كانت تحفظ أبناءهم كتاب الله، وكانت تسير وسط أهالي القرية بابتسامتها البسيطة، وتساعد الأطفال في المذاكرة وحفظ القرآن.

احتفظت أمنية بسمعة طيبة وسط أسرتها وأهل قريتها، بأنها طالبة مجتهدة ومتفوقة طوال دراستها والكل كان يحبها، ولكن سرعان ما خطفها الموت قبل أن تفرح بيوم تخرجها وتتسلم شهادة الكلية مع زميلاتها.

 

 عمر عصفور والد أمنية تحدث والدموع تحاصره: «بنتي منذ والدتها وهي وش الخير علينا كلنا، ونقلت حياتي لمكان تاني، فدائما ما كنت أتمنى من الله أن أرزق بطفلة بعد أن رزقني الله بطفلين قبلها، وعندما جاءت إلى الدنيا جاء الخير معها، فكانت متفوقة في دراستها، تعشق حفظ القرآن والاستماع إليه، حتى تمكنت من حفظ كتاب الله كاملا على يد شيخ القرية.. وأيضا كانت متفوقة في دراستها، فكانت تذاكر ليل والنهار حتى أكرمها الله ودخلت كلية الدراسات الإسلامية، لكي تتعلم أصول دينها».

 

ويحكي أيضا: «الفرحة غمرتني لحظة نجاحها وتفوقها في دراستها، فكانت بارًا بوالديها، فلم يأتي يوم وأعطي لها مصروف إلا وأخذته ومشيت إلى كليتها، أمينة كانت طالبة مجتهدة ومتفوقة طوال دراستها والكل كان يحبها ولكن الموت خطفها دون أن تفرح بيوم تخرجها وتتسلم شهادة الكلية مع زميلاتها.. فقي يوم وفاتها، كانت عندى فى البيت وجت فطرت معايا وطلبت منى تروح شقة زوجها قبل صلاة الجمعة وبعد صلاة المغرب اتصلت بيها ولم ترد وبعت اختها للاطمئنان عليها ولم ترد وروحت فتحت الباب لقيتها نايمة على السرير حاضنة المصحف ومتوفية».

ويروي والد الطالبة المتوفية: «عاشت على حفظ كتاب الله وتوفيت والمصحف بين يديها، فعندما دخلت عليها وهي متوفية، وجدت المصحف في حضنها، فكانت تداوم على القراءة، فكانت خاتمتها أن توفيت وأخر كلمها ترتل كلمات الله.. وفي يوم العزاء لم تشهد القرية مثل جنازتها فالجميع كان حاضر وجاء أكثر من 10 من الشيوخ لكي يقرأوا القرآن لها بالمجان».

 

ولم تجد إحدى المسئولات في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الزقازيق، التي كانت تُقدم حفل التخرج، أفضل من هذه الكلمات لرثاء الفتاة الراحلة بكلماتٍ مؤثرة: بكامل الحزن والأسى ننعى وفاتها.. وقالت المقدمة وصوتها يكاد يبكي: ننعى وفاة زميلتنا الخريجة أمينة عمر محمد عصفور، ويتسلم التكريم نيابةً عنها والدها.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة