أحمد السرساوي
أحمد السرساوي


أحمد السرساوي يكتب: نشاط ثقافى إيطالى رفيع بالقاهرة

أخبار اليوم

الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 08:03 م

أتابع باهتمام النشاط الرفيع الذى يقدمه المركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة، خاصة خلال العامين الماضيين رغم ما تخللهما من حظر صحي.
فلم يتوقف المركز أبدا عن القيام برسالته ومسئولياته، فى الارتقاء بأجنحة الانفتاح الثقافى بين مصر وإيطاليا.. يقف وراء هذا الجهد مؤسسات مرموقة على الجانبين، وشخصيات دؤوبة لديها رؤية، فى صدارتهم د.دافيدى سكالمانى رئيس المعهد الثقافى الإيطالي، وهو فى الأصل أستاذا للتاريخ، وصاحب خبرات عميقة فى الحقل الثقافى.
بالطبع ظلت الثقافة ولأزمنة بعيدة جسرا ومعبرا للتعايش والتفاهم والترابط بين ضفتى بحرنا الأبيض فى الشمال والجنوب.

روابط تمتد لما قبل ميلاد المسيح.. حتى أثرت العمارة المصرية القديمة فى مثيلتها الإيطالية.. ثم تبادلنا الأدوار فمثلت الثقافة الإيطالية رافدا مهما من روافد الفن المصرى منتصف القرن التاسع عشر خصوصا فى مبانى القاهرة «الخديوية»، التى مازالت تمثل أحد عناصر الجمال فى عاصمتنا حتى اليوم.
يكفى كذلك أن واحدة من أجمل عروض الأوبرات وأكثرها شهرة فى العالم، وهى أوبرا «عايدة» تمثل تحفة فنية قائمة ومستمرة منذ ١٥٠ عاما.. وهى من ابداعات الموسيقى الإيطالى العظيم فيردي.

وكانت أحد العروض التى أبدعت خصيصا لافتتاح دار الأوبرا الخديوية بعد تدشين قناة السويس للمرة الأولى أمام الملاحة العالمية عام ١٨٦٩م.
والمفاجأة التى أقدمها هنا للسيدة د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أن «الماكيت الأصلي» لدار الأوبرا الخديوية، الذى يمثل نسخة طبق الأصل من مبنى الأوبرا القديم وبنفس نسب تصميها الأصلية كان موجودا ومهملا فى مخازن إحدى هيئات الوزارة.. وقمت بتصويره بنفسى فيها.

وأنا على ثقة أن السيدة الوزيرة ستعمل على إنقاذ هذا الأثر الفريد وترميمه تمهيدا لعرضه فى مكان يليق به، فربما نفكر يوما «بالتعاون مع أصدقاءنا الإيطاليين» فى إعادة بناء المبنى الذى احترق، وبنفس الوقت أخشى أن نكون فُقدناه بفعل الإهمال أو الضياع أوالكسر أو... !!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة