الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 08:51 م

أن تقرأ كتابا وأنت مسافر على متن الطائرة، فهذا أمر طبيعى، يفعله الكثيرون من المسافرين فى القطارات والحافلات وفى رحلات الطيران التى تستغرق ساعات طويلة، لكن أن تسمع رواية طويلة أو مجموعة قصصية لأشهر أدباء العالم على الطائرة، فهذا أمر مستحدث يدعم فكرة القراءة فى كل مكان.

فكرة ابتدعتها شركات الطيران العالمية لمزيد من جذب انتباه المسافر لأقصى وسائل المتعة، بعد ابتكارات عروض الافلام الحديثة والمسلسلات والالعاب الذهنية وأفلام الكرتون وغيرها، جاء الكتاب المسموع على الطائرة على قائمة الاختيارات. سعدت بسماع رواية لجين أوستين الروائية البريطانية المعروفة أثناء رحلتى من القاهرة إلى امريكا لرواياتها الشهيرة «Sense and Sensibility» وهى من أجمل الروايات التى تدور حول الصراع بين العقل والعاطفة، ما أبهرنى ليس وجود الرواية مسموعة على الطائرة فهذا تطور طبيعى لتعميم فكرة القراءة، وإنما أن تقرأ بأحاسيس أبطالها، مجسدة لأحداث الرواية كأنك تقرأها بصوتك. لم تكن رواية جين أوستين الوحيدة الموجودة على قائمة الروايات، بل هناك قائمة بكل أعمال الكاتبة البريطانية لتختار منها ما يروق لك، ثقافة مفتوحة وقراءة حرة على الطائرة واتساع للمعرفة وفكرة القراءة أينما كنت بطريقة جذابة.

هناك عقول تفكر كيف تروج لإبداعاتها ومبدعيها لقارئ لا تعرف اسمه ولا جنسيته ولا حتى الواجهة التى يتجه إليها، فعل القراءة المسموعة على الطائرة فعل حضارى مستنير، يمكن أن نفعله نحن لأعمال محفوظ ويحيى حقى وطه حسين وكل رواد الادب وما أكثرهم لدينا من رواد معاصرين بجانب تلك الافلام العربية الغريبة التى تعرض على طائراتنا أو على الطيران الاجنبى من الرحلات القادمة إلينا أو المسافرة من القاهرة إلى أى منطقة فى العالم لدعم ثقافتنا وفكرنا وأدبنا وخاصة أن لدينا ما نفخر به أمام العالم من مبدعين وإبداع.