كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: ذكريات لا تنسى

كرم جبر

الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 09:16 م

كان الخوف ممزوجاً بالدموع والأمل مختلطاً بالرجاء «متسيبوش مصر»، «مصر أمانة فى أعناقكم»، «مصر مش ممكن تضيع»، وسمعنا عبارات تفتت الصخر فى القلوب، خوفاً على بلد عزيز، يهون على بعض أبنائه، فيضمرون له الشر، ويسعون لإسقاطه.

كان ذلك فى حفل عيد تحرير سيناء، بمسرح الجلاء فى إبريل 2013، الذى شهده الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وسجلت مخاوف الحضور ملحمة الأمل فى انقاذ مصر.
 لم يجد المصريون سوى الجيش، الأمان والطمأنينة والإنقاذ، وثقتهم فيه تنبع من إيمانهم بالله والوطن، فهذا الجيش العظيم لم يكن يوماً إلا فى صف الشعب، مدافعاً عن ثراه، ويفتديه بالأرواح والدماء.

وخرج قائد الجيش من بين الصفوف، باعثاً روح الأمل والطمأنينة «متخافوش على مصر»، «تتقطع ايد أى حد يمدها على المصريين»، ومن أحضان الخوف ولد الأمل، أمل استرداد الوطن العظيم، الذى كان على شفا الضياع.

كان صادقاً ووطنياً وشريفاً وعزيز النفس، ويعرف قدر بلدك، ويضع كرامته وكبرياءه فوق رأسه، ويسعى إلى استعادة أمجاده بين الأمم، وكانت صيحات الحق فى 30 يونيو، عالية ومدوية وزلزلت أركان الباطل.

فى حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية، تكون فيها على موعد مع زعماء عظام، يضربون الأمثلة فى التضحية والعطاء، ويسابقون الزمن للإصلاح والنهضة، ويختصرون الأيام ويعملون ليل نهار، من أجل أن تلحق دولهم بركب التقدم والإنسانية.

كان الرئيس كذلك وتولى المسئولية فى لحظات تاريخية، وكانت مصر على المحك، إما أن تعيش وتبقى أو يكتب عليها الفناء، وكان لها عمر جديد على يد ابنائها الأحرار، شعباً وجيشاً وشرطة.
 رئيس مصر يجوب الدنيا شرقاً وغرباً، يحمل اسم مصر كريماً، ويرفع رايتها عالية وخفاقة، ويثنى عليه زعماء، ويشيدون بالتجربة المصرية الأسرع إنجازاً فى العالم. كنا فى أيام الفوضى موضع شفقة وسخرية ويتحدثون باستهزاء عن المكانة التى فقدتها، وللأسف الشديد كان يفعل ذلك بعض أبناء الوطن، نكاية فى بلدهم وصراعاً مريضاً على السلطة.

البديل كان الجماعة الإرهابية، التى أرادت أن تسلخ الوطن من جلده، وتصنع له عباءة على مقاسها، نسيجها التخلف والرجعية وقانون المرشد، والحكم بالسيف والجلاد، وصعود المنتقمين لقمة السلطة، وتصفية الحسابات مع جموع المصريين.

عشنا أياماً اندلعت فيها الفوضى كالنار فى الهشيم، وعانى إخواننا الأقباط من أكبر عمليات فى التاريخ، لحرق منازلهم وكنائسهم وتهجيرهم من قراهم، بضوء أخضر من تلك الجماعة، التى رأت أن تثبيت جلوسها على مقعد السلطة  لا يتأتى إلا بإشعال الفتن الدينية بين المصريين.

ولو عدنا للوراء قليلاً، وتخلصنا من داء النسيان، نقول إن عناية الله كانت السند والعون لإنقاذ وطنهم وشعبهم الطيب، ونركع للمولى حمداً وشكراً، وندعوه أن يديم علينا نعمة الأمن والطمأنينة.. كتبت هذا المعنى منذ عدة سنوات، وأرى ضرورياً استرجاعه الآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة