الموسيقار الراحل على اسماعيل
الموسيقار الراحل على اسماعيل


عـبقـرى الأنغام الخالدة

فى مئوية «بيتهوفن العرب».. شجون ابنة الموسيقار الراحل: والدي يعيش بيننا بأغانيه الوطنية والدينية

أخبار اليوم

الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 10:42 م

يُعد الموسيقار الراحل علي اسماعيل، أحد أيقونات التأليف،والتوزيع الموسيقى وصانع أجمل الألحان التى تجمع بين البهجة والقوة والحماسة والرومانسية أطلق عليه لقب «بيتهوفن مصر والعرب»، وهو ظاهرة فنية ساطعة وملحن عالمى بمذاق مصرى خالص من جمله وافكاره الموسيقية العالية وهو صاحب فكر موسيقى وطابع وإبداع خالص، له العديد من الأعمال الموسيقية المميزة فى الإذاعة والسينما والمسرح والفرق الموسيقية.. مائة عام تمر على مولده «أخبار اليوم» تحتفل بمئوية عبقرى الألحان الخالدة.

لا شك أن الموسيقار الراحل على إسماعيل ساهم فى تشكيل وجدان أجيال مصرية من خلال الأغانى التى لحنها، فهو ليس مجرد ملحن عابر أو موزع منفذ أو موسيقار مبدع ، لكنه حالة موسيقية لن يعوض، قدم تراثا موسيقيا كبيرا ورائعا رغم أنه رحل عن عالمنا وهو فى بدايات الخمسينيات من عمره، هذا العام يكمل الراحل على اسماعيل مائة عام لذلك كان واجبا علينا فى «أخبار اليوم» أن نحتفل بمئوية مبدع قلما يجود الزمان بمثله .. التقينا بابنته «شجون» التى فتحت خزائن اسرار والدها فى هذا الحوار

- فى البداية سألتها.. كيف ترين الاحتفاء بمئوية الموسيقار الكبير على اسماعيل؟
سعيدة بالتأكيد بهذا الاحتفاء، وفى رأيى أن الساحة الفنية فارغة الآن، لذا فمع الوقت أصبح المستمعون يتكشفون هذا الجيل من المبدعين، فالأمر لا يتعلق فقط بـ «على اسماعيل» ولكن بباقى المبدعين من هذا الجيل مثل «بليغ حمدى ومنير مراد ومحمد الموجي»، فهؤلاء الأشخاص يستحقون الاحتفاء بهم، فقد شكلوا وجدان جيل بأكمله وتركوا بصمة واضحة، فأحيانا أتحدث مع والدى وأقول انه حاضر فى كل الأوقات بكل الأغانى التى قدمها فى المناسبات الوطنية كأعياد الثورة وأكتوبر، والدينية فى رمضان والهجرة، فعلى الرغم من ان شهادتى مجروحة الا انه كان «حدوتة كبيرة» فقد قدم كل شيء له علاقة بالموسيقى سواء موسيقى تصويرية أو تلحينًا أو توزيعًا أو تطوير فلكور وغيرها، فقد ترك علامة فى كل تلك المجالات. 

- هل كان يشعر الراحل بالتقدير هذا خلال حياته ؟
بكل تأكيد، فقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر ومن الأردن ومن اليونان وعدد كبير من الدول، وحتى بعد وفاة «عبد الناصر» كانت هناك علاقة احترام وحب بين والدى والرئيس السادات، حتى أنه كلفه بعمل «زفة» ابنته نهى السادات حيث قام بالتلحين بينما قامت والدتى بكتابة الكلمات ، وكرمه «السادات» بعد وفاته بعدما أطلق اسمه على الشارع الذى كنا نسكن فيه، وعقب إقامة والدتى للمتحف الخاص بوالدى حضر السادات مع زوجته السيدة جيهان السادات والرئيس الأسبق مبارك وحرمه ، وكانت جلسة ودية الى أقصى درجة .

- قبل الحديث عن «على اسماعيل» الفنان، ماذا عنه كـ «أب» خاصة وانه كان مشغولا طيلة الوقت؟
رغم ما ذكرته عن انشغاله طيلة الوقت بالإضافة الى سفره الدائم مع فرقة رضا ولكن كان حاضرا كأب، وهذا لغز بالنسبة لي، فأتذكر انه حين كان يسافر فى الخارج كان يرسل لى فى المدرسة «كارت» بأرق الكلمات ويتبعه نبذة جغرافية عن المكان الذى يتواجد فيه، فحتى الان أتذكر كلماته وتعليماته فى الكبيرة قبل الصغيرة، ولا يمكن أن أنسى انه فى بعض الأحيان كان يصطحبنى معه فى منتصف الليل فى السيارة لنزور معالم مصر القديمة بما فيها المنطقة التى عاش فيها وهى الحلمية .

- كيف كانت الأجواء فى المنزل الذى يضم موسيقارا كبيرا وشاعرة هامة؟
والدتى كانت كأى أم مصرية فى المنزل فلم تكن تسمح لاى احد مثلا بطهى الطعام، واتذكر ان أغنية «الأرض ولو عطشانة» التى قدموها فى فيلم الأرض، ولدت فى أحد أيام رمضان، حيث كانت والدتى تقوم بتحضير السحور بينما يقوم والدى بتلحينها، ثم نادى عليها من المطبخ وطلب منها وضع كلمات على اللحن، فقد كان بينهم عشق من نوع خاص، وهنا أحب ان أصحح أمرا ما وهو ان علاقة والدتى بوالدى بدأت حين تم الزواج بينهم دون موافقة أهلها بسبب فرق المستوى المادي، واتفقا على الزواج بعيداً عن الاسرة، ثم اقترحت السيدة هاجر حمدى على والدى ان يقوم بتعيينها كمطربة معه فى كازينو بديعة الذى يعمل به هو الاخر حتى يكونان فى حياتهما بشكل أسرع بعدما استمعت الى صوتها، ولكن والدى رفض بشدة فى البداية خوفا عليها ، وبعد إصرارها وافق ولكنها بعد ان ذاع صيت والدى اكتفت بدورها كزوجة وأم فى المنزل، الى ان اكتشف موهبتها فى مجال التأليف ودعمها.

- ماذا عن ابرز الاعمال التى جمعت بينهما؟
أعمال عديدة من أغنية أم البطل، والتى انتشرت عنها أحاديث غير دقيقة، فحقيقة الاغنية انه بعد وفاة ابن الفنانة شريفة فاضل وقد كانت صديقة مقربة للعائلة، ذهبت والدتى لمساندتها وتعزيتها، وكانت «شريفة» تردد اثناء العزاء جملة «ابنى حبيبى يا نور العين» فقد كانت مكلومة على استشهاد ابنها، وهنا دخلت والدتى فى مكان بجانب المطبخ وطلبت فنجان قهوة وكتبت الاغنية وبدأت بالكلمات التى رددتها «فاضل»، وبعد العودة الى المنزل قالت لوالدى هذه هدية شريفة لابنها، وعلى الفورقام بتلحينها، وبعد مرور 3 أيام على الوفاة تم اقناعها بالعدول عن فكرة الاعتزال وغناء الاغنية كهدية لابنها، أما عن الأغانى التى تعاونا فيها معاً فكان ابرزها أغانى رمضان مثل «اهو جه يا ولاد، اهلا بالعيد»، واغانى عديدة فى الاعمال السينمائية ولفرقة الثلاثى المرح .

- رغم الصداقة التى جمعت بين والدك وعبد الحليم الا أن الأخير رفض غناء أغنية «رايحين فى ايدينا سلاح» بعد النصر المجيد؟
لم تكن صداقة فقط ولكنها كانت علاقة أخوة، وقد اعتذر والدى عن قيادة الأوركسترا لحفلاته لانه رأى فى فترة أن علاقه العمل فى الأوركسترا من الممكن ان تؤثر على الصداقة بينهما، ففى إحدى المرات تدخل عبد الحليم فى عمل والدي، وهنا قرر والدى توجيه رسالة الى العندليب حتى لا يفعل ذلك مرة اخرى.

أما فيما يخص الاغنية فقد كنت شاهدة على هذا الموقف فتلك الاغنية كانت ضمن أحداث فيلم العصفور والذي لم يكن قد طرح فى السينمات بعد، حين حدث العبور قرر والدى مع يوسف شاهين ان يتم طرح الاغنية، وعرض عليه إعادة غنائها بعد تفريغها من الكورال، الا انه رفض تقديمها برفقة الكورال، وحين اذيعت الاغنية عاد«عبد الحليم» ليطلب غناءها الا ان والدى رفض لانها كانت قد سمعت بصوت الكورال. 

إسرائيل طلبت «رأسه» بعد تلحينه النشيد الوطنى الفلسطينى

- ماذا عن كواليس تلحينه للنشيد الفلسطينى ؟
والدى كان منغمسا فى القضية الفلسطينية وقدم فى هذا التوقيت مسرحية «النار والزيتون»، وقد تعرف حينها على أعضاء المقاومة بقيادة ياسر عرفات وذهب بنفسه الجبهة، وفى هذا التوقيت عمل النشيد الفلسطينى فدائي، وهنا طلبت إسرائيل رأس والدى، فأنا أراه شخصية محارب. 

اقرأ أيضًا

بسبب خان الخليلي.. أزمة بين نجوى فؤاد وعلي إسماعيل

موسيقار عالمى بروح «مصرية»

لقبه البعض ببتهوفن مصر لعبقريته الاستثنائية فى التأليف الموسيقى، ولكن الحقيقة أن الموسيقار على اسماعيل نموذج فريد لا يمكن حتى تشبيهه ببتهوفن ولكنه حدوتة مصرية خالصة تلخص شكل تطور الموسيقى المصرية فى ظل مجتمع متعدد الديانات والثقافات، على اسماعيل اسم لمع فى منتصف القرن الماضى بعدما قدم تجارب مختلفة بعضها استثنائى فى ذلك العصر مما ساهم فى تطوير الموسيقى المصرية بشكل كبير وملحوظ فى ذلك الوقت. 

وبمرور 100 عام على ميلاد الموسيقار الراحل على إسماعيل، الذى أثرى الفن العربى بأعماله المتميزة، فى الإذاعة والسينما والمسرح وفرقة رضا للفنون الشعبية، نرصد قصة حياة فنان استطاع التعبير من خلال الموسيقى على انواع مختلفة من المشاعر واستطاع ان يخرج من الشكل التقليدى للموسيقى الشرقية والشكل التقليدى للتوزيع الموسيقى الغربى وهو سر تميزه وانفراده باسلوب غير مكرر.

نشأ على اسماعيل، الذى ولد يوم 28 ديسمبر 1922، فى عائلة فنية، حيث كان والده إسماعيل خليفة مدرساً للموسيقى فى البداية وبعد ذلك قائداً لفرقة الموسيقى الملكية، وتدرج فى التعليم حتى حصل على دبلوم مدرسة الصناعات البحرية من السويس، وكان بحكم الموهبة والنشأة يتمتع بأذن موسيقية حساسة ودرس الموسيقى الغربية على يد الأستاذ «برنتى» والتحق بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية قسم الآلات إلى جانب عمله كموسيقى مجند بالجيش.

بدأ على إسماعيل مشواره فى فرقة محمد عبد الوهاب، كما أصبح رئيسا لفرقة الأختين رتيبة وأنصاف رشدى، وكان يعزف موسيقى الجاز على آلتى الساكسفون والكلارنيت فى الملاهى الليلية فى عدة فرق، شجعه محمد حسن الشجاعى الذى كان يشغل منصب مستشار الموسيقى فى الاذاعة المصرية فى ذلك الوقت، لأنه كان صديقا لوالده واشترك فى برامج كثيرة مثل «صواريخ» مع المأمون أبو شوشة، كما سمح له الشجاعى بتكوين فرقة كاملة بالإذاعة ولحن غنائيات راقصة مثل أغانى «يامغرمين»، و«حبيبى فى عنيه» لعبدالحليم حافظ.. توفى الموسيقار يوم الأحد 16 يونيو 1974.

مبدع الموسيقى التصويرية لـ360 أيقونة سينمائية

حالة موسيقية متفردة جسدها الموسيقار الراحل على اسماعيل فى اكثر من 360 فيلما سينمائيا ابدع فى تأليف الموسيقى التصويرية لها واصبحت موسيقاه بمثابة بصمة لا يمكن تكرارها حيث تستطيع تمييزها فور سماعها وقبل ان تعرف اسم مؤلفها، ولأنه تلميذ اسطورة الموسيقى التصويرية فى مصر الموسيقار اندريا رايدر فقد نجح التلميذ فى التفوق على استاذه فى العديد من الاعمال التى صنفت كأحد افضل الافلام فى تاريخ السينما العربية واولها فيلم الارض الذى تحول الى ايقونة سينمائية لم ولن تتكرر وايضا فيلم العصفور، ومولد يا دنيا، وغرام فى الكرنك، ومعبودة الجماهير، وصغيرة على الحب، وجناب السفير، ومراتى مدير عام، وادهم الشرقاوي، وقصر الشوق، وبين القصرين، وزقاق المدق، والخطايا، واه من حواء، وشفيقة القبطية، والسفيرة عزيزة، ووا اسلاماه، ويوم من عمري، وغزل البنات، وغيرها من الافلام التى اضاف لها روحا موسيقية خاصة، واستطاع الموسيقار على اسماعيل ان يوظف موسيقاه والحانه فى كل فيلم لتتحول تلك الموسيقى الى احد اهم ابطال كل عمل فتارة تبكيك وتارة تبعث السعادة فى قلوب المشاهدين، ولهذا تحول على اسماعيل الى صاحب طريقة ومنهج خاص به حاول البعض من ابناء جيله تقليده لكنهم فشلوا فى الوصول الى سر الصنعة ومقادير التوليفة الموسيقية التى كان يقدمها فى كل عمل سينمائى ويترك من خلالها بصمة واضحة فى كل عمل، ورغم عدد الافلام الضخم الذى قدم من خلالها الموسيقى التصويرية الا انه لم يلجأ للتكرار بل كان يقدم موسيقى تخدم الاحداث وترفع من اسهم العمل حتى اصبح المنتجون يبدأون كل عمل بوضع اسم على اسماعيل قبل اختيار الابطال ومخرج العمل، ورغم انه بدأ مشواره فى عالم تأليف الموسيقى التصويرية فى العقد الخامس من عمره الا انه استطاع ان يعوض ما فاته ويصنع لنفسه تاريخا مليئا بالاعمال التى مازالت حتى الان هى المحببه لقلوب المشاهدين رغم التطور الكبير الذى تشهده الموسيقى التصويرية، وهذا ما يؤكد على انه كان سابق لعصره وصاحب رؤية مستقبلية فى عالم الموسيقى والالحان.

 

مايسترو الأغانى الوطنية والحماسية

الأغانى الوطنية هى التى تعبر عن الأحاسيس ومشاعر الفرحة العارمة التى تمر بها الشعوب وتكون بمثابة نقطة الانطلاق التى من خلالها يستطيع المواطن أن يستعيد ذكريات وأحداثا وحروبا كثيرة ومواجهات هى الأصعب فى تاريخ مصر من خلال الأغانى وكلماتها وموسيقاها التى تصل إلى القلب وتسرع دقاته بمجرد سماعها ، والموسيقار على اسماعيل كان شاهدا ومؤلفا لأكثر من لحن لأغان موجودة بذاكرتنا وقلوبنا حتى الآن وعلى الرغم من أن هناك أجيالا لا تعرف مناسبة أو عاشت فترة خروج أغانيه إلا أنها مع ذلك تدخل إلى وجدانهم ويتفاعلون معها وتلهب روح الحماسة لديهم ، والموسيقار على اسماعيل لديه العديد من الاغانى الوطنية الهامة فى تاريخ مصر والوطن العربى وموسيقاها كانت محفزا فى كثير من الأحداث التى مرت بها مصر ومن أعماله «رايات النصر» والتى اشتهرت باسم «رايحين شايلين فى ايدنا سلاح» كما قام بتلحين أغنية «أم البطل» لشريفة فاضل وأيضا أغنية «دع سمائى»..

على اسماعيل لم يكن ملحنا عاديا للأغانى الوطنية ولكنه لم يستطع العمل إلا وفق إحساسه الخاص وإيمانه أو لفرحته العارمة بما حدث ولم يكن يقوم بألحان أى أغنية إلا بعد أن تلمس كلماتها قلبه ولم يكتف بذلك قط وإنما كان يحاول معايشة كلمات الأغنيات ومناسبة أحداثها ولذلك كانت تخرج من القلب لتصل إلى قلوب الجمهور والجميع يشعر بأنه تنطق وتعبر عما داخل الصدور والعقول فنجد أن أغنية «رايات النصر» خرجت بعد انتصارات حرب أكتوبر لتعبر عن الروح الحماسية للجيش والشعب المصرى والانتصار الذى ليس له مثيل بعد سنوات من المعاناة فى الحروب والدمار وكان من المفترض أن يغنيها عبد الحليم وبعد تردده فى غناءها قرر على اسماعيل أن تخرج للنور من خلال كورال مجمع لتنجح نجاحا ساحقا وتكون من أهم الأغانى الوطنية المحفزة ، وأيضا هو من قام بتلحين أغنية «ام البطل» التى كتبت كلماتها زوجته نبيلة قنديل بعد طلب من شريفة فاضل التى كانت تريد أغنية عن الشهيد وحقه وبمجرد سماع كلماتها واحساسه بها دخل الموسيقار على اسماعيل لغرفته ليخرج هذا اللحن الذى لاينسى ويتم تسجيلها فى اليوم التالى مباشرة ، كما انه قام بتلحين النشيد الوطنى لفلسطين «فدائى» ولكنه حتى يشعر بما يقدمه فضل أن يعيش كلمات «فدائى « بنفسه « فتوجه إلى جبهة التحرير الفلسطينية وقضى معهم اسبوعين حتى يتمكن من معايشة والاحساس بروح الفدائيين وبعدها اخرج هذا اللحن الذى يعيش حتى الآن.. الموسيقار على اسماعيل لم يكن ملحنا لبعض الأغانى الوطنية فقط بل كان قائدا لأوركسترا للحفل الذى اقيم يعد ثورة يوليو وقاد أيضا الفرقة الموسيقسة للاغانى الوطنية لعبد الحليم حافظ وكمال الطويل فى اعياد الثورة ومنهم اغانى صورة والمسئولية ومطالب شعب.

مؤسس ومكتشف الفرق الموسيقية

يعد الموسيقار على اسماعيل واحد من رواد الموسيقى الذى شارك فى تأسيس العديد من الفرق التى حققت نجاحا وشهرة كبيرة، وله مئات المؤلفات الموسيقية فى رحلة الفن والغناء المصرى فى العصر الحديث.

حيث بدأ على إسماعيل مشواره فى فى فرقة محمد عبد الوهاب، وعمل عازفًا للساكسفون والكلارينات مع فرقة الأختين رتيبة وإنصاف رشدى وفرقة ببا عزالدين وفرقة إحسان عبده، وتميز بالتأليف والتوزيع الموسيقي، وبعدها فى 1957، واعتمد ملحنًا بالإذاعة المصرية وعندما تكونت فرقة رضا للفنون الشعبية كان أحد أعمدتها وصاحب الدور الأكبر فى تلحين أشهر أعمالها، وجميع الأغانى والموسيقى التصويرية لأفلام فرقة رضا وهى «أجازة نصف السنة»، و«غرام فى الكرنك»، كما عمل فى عدة فرق منها فرقة «ببا عزالدين» و«إحسان عبده»، وأسس أكثر من فرقة منها الثلاثى المرح وثلاثى النغم.
قدم الكثير من المونولوجات الغنائية لكل نجوم فن المونولوج فى ذلك الوقت وأبرزهم: محمود شكوكو وسعاد وجدى وسعاد أحمد وثريا حلمى.

على ونبيلة .. ثنائية الحب والفن

قصة حب حياة على إسماعيل مع حبيبة عمره الشاعرة نبيلة قنديل؛ فتعد حكاية درامية رائعة حيث تبدأ قصة الموسيقارعلى إسماعيل بالتعرف على أسرة نبيلة قنديل، إذ كانوا من أعيان بلدية طنطا، بعد ذلك تعرف على حبيبة عمره نبيلة عن طريق صديقه الفنان الكبير العازف زكى غنيم، وفى ذلك الوقت كانت نبيلة قد شغلت وجدان الفنان فقرر أن يتعرف عليها، فأرسل لها أول جواب غرامي..

لم ترد نبيلة التى كانت تخجل من الحديث معه، فقرر أن يكتب لها خطاب الغرام الثاني، إذ لم يعد يحتمل الشوق والبعد والحرمان عن المحبوبة، فقرر أن يطلبها للزواج من أخيها يوسف الذى هاج وماج ورفض أن يزوج أخته لواحد من الجماعة بتوع الرقص، ثم كان قرار الحبيبين بالزواج بطريقة درامية، كانت صعوبة المهمة تكمن فى كون الحبيبة لم تكن قد بلغت السن القانونية للزواج.. تبقى لها عدة أشهر كان على على أن يوفر لها مكانا مناسبا لتقضى فيه تلك الفترة.. ونجح أخيرا فى ذلك بعد إصرار صديقه الفنان كمال الشناوى وزوجته الفنانة هاجر حمدى على استضافة نبيلة.. لم يعرف شقيقها مكانها حتى بلغت السن القانونية، وتم الزواج وكانت المفاجأة أن هاجر حمدى اكشفت حلاوة وجمال صوتها، وأقنعت زوجها بعملها مع بديعة مصابنى.. وسمعت بديعة صوت نبيلة وأعجبت به وضمتها لفرقتها وبقيت مشكلة؟ كيف ستظهر نبيلة للجمهور، وهى من أسرة كبيرة فوالدها من أعيان طنطا، وأمها من عائلة فرعون الشهيرة فى أسوان؟ وظهر اقتراح تغيير اسمها؛ ليكون سعاد وجدى، ووافق الجميع على الفكرة لتكون طريق دخول نبيلة كمطربة مونولوجات متميزة.. بعد نجاح نبيلة فى الفن مع زوجها وتوأم روحها على إسماعيل تغيرت الدنيا، وتصالحت مع شقيقها يوسف الذى صار فخورا بها، وكذلك أهلها لتكون ثنائيا ناجحا مع إسماعيل، وتدخل التاريخ معه من باب المجد ويسمعها ويشيد بها الفنان محمد عبد الوهاب وكل نجوم الفن.

عبدالناصر طلب منه حلاقة شعره والسادات كافأه بجنازة عسكرية

ارتبط الموسيقار على اسماعيل بعلاقة شخصية بالرئيس جمال عبد الناصر الذى أحبه للغاية وكان مهتما بأغنياته الوطنية التى يقوم بتلحينها لكبار النجوم، ومن خلال هذه العلاقة التى جمعت بينهما كان هناك احتفال يُقدم فيه إسماعيل موسيقى حفلات الثورة ووقتها طلب عبدالناصر من إسماعيل ممازحاً له أن يقوم بقص شعره، ورد وقتها إسماعيل على الرئيس الراحل بأن الحفل المقبل لن يكون شعره طويلا إستجابة لما طلبه الرئيس عبدالناصر الذى تم تكريم الموسيقار الكبير فى عهده بعدة جوائز أبرزها جائزة وسام العلوم والفنون.

وكان الرئيس أنور السادات مؤمنا به وبإنجازاته الموسيقية التى صاحبت الثورة وخرج من نبع موسيقى على إسماعيل الكثير من الأغنيات الوطنية الأمر الذى دفع الرئيس السادات حينما توفى الموسيقار الكبير لخروج جنازة عسكرية كبيرة له فى عام 1974 تقديرا لمجهوداته الكبيرة لما قدمه للوطن من موسيقى وتراث وطنى كبير، هذا إلى جانب إطلاق اسمه على أحد شوارع حى الدقى بمحافظة الجيزة، ومن ثم تكريم الموسيقار الكبير بعد وفاته بعام واحد بافتتاح متحف له فى منزله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة