جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

رسالة من «سمر قند»..!

جلال عارف

السبت، 17 سبتمبر 2022 - 07:17 م

 

بينما كانت أجهزة الإعلام الغربى تتابع تفاصيل توديع ملكة بريطانيا الراحلة، كانت أجهزة الرصد تتابع الحدث الأهم الذى كان يجرى فى مدينة «سمر قند»، الأوزبكية حيث كان الاجتماع الاستثنائى لدول منظمة «شنغهاى»، التى نشأت قبل عشرين عاما بزعامة روسيا والصين، والتى تدفعها الأحداث  الآن لتكون مرشحة للقيام بدور هام كلاعب سياسى واقتصادى مؤثر عالميا.

 الاهتمام الحالى بالمنظمة لا يصدر فقط لانها تضم أكثر من نصف سكان العالم، ولا لأنها تنتج أكثر من ربع الإنتاج العالمي وإنما أولا وقبل أى شيء آخر لأن الصين وروسيا هناك ولأن دولا مؤثرة كالهند بين الأعضاء المؤسسية، ولأن دولا مؤثرة مثل تركيا وإيران فى طريقها لاكتساب العضوية، ولأن دولا لها وزنها الاستراتيجى مثل مصر والسعودية أصبحت «شريكة حوار» مع المنظمة..

ثم لأن اللقاء يجرى فى ظل أوضاع دولية متفجرة ومع حرب أوكرانيا التى وصلت إلى نقطة شديدة الخطر.

استبق الرئيسان الصينى والروسى الاجتماع بالاعلان عن خطوات مهمة فى التعاون الاقتصادى بين الدولتين. وجاءت قرارات الاجتماع لتؤكد على التعاون بين دول المنظمة من اجل عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدلا.

ومع إدانة العقوبات الاقتصادية خارج قرارات الأمم المتحدة، إلا أن عدم التصعيد فى الحرب كان مسيطرا فى قرارات الاجتماع التى حذرت من خطورة تدهور الوضع الدولى وركزت على أن هدفها هو نظام عالمى أكثر عدلا ومتعدد الأطراف. وأقر الرئيس بوتين بوجود اختلافات فى الرأى حول حرب أوكرانيا مع الصين، بينما أكد رئيس وزراء الهند أن «الآن ليس وقت الحرب».

هل يلتقط الجانب الآخر فى الغرب إشارة «سمر قند»، بإيجابية ويتحرك نحو التهدئة.. أم أن التوسع فى التبادل التجارى بين دول المنظمة بعيدا عن الدولار سيخيف واشنطون أكثر من أى شيء آخر..

وإذا كانت أمريكا تعتبر المنافسة «أو الصراع»، مع الصين هو قضيتها الكبري. فهل تدرك أن استمرار الحرب فى أوكرانيا لا يخدم قضيتها؟

فى انتظار الإجابة.. نرجو أن ينتصر العقل وحده. وألا ينجر «الكبار» إلى ما هو أسوأ. وأن يدرك الجميع أن عالما جديدا يتشكل، وعلينا أن نكون فى قلبه ومن صانعيه.. أو ندفع الثمن!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة