لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة
لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة


تعزيز التبادل الثقافى والاستفادة المتبادلة بين الصين ومصر لتوطيد علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين

الأخبار

الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 12:03 ص

بقلم: السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانغ
إن الصين ومصر دولتان ناميتان لديهما آلاف السنين من التاريخ والحضارة العريقة، وكلاهما يواجه مهمة النهضة الوطنية. عندما زار الرئيس الصينى شى جينبينغ الأقصر فى عام 2016، أشار إلى أن «الصين ومصر حضارتان عريقتان لهما تاريخ طويل. وينبغى للحضارتين تعزيز التواصل والتبادل والاستفادة المتبادلة بينهما». فى السنوات الأخيرة، يتميز التبادل الثقافى والحوار الحضارى بين الصين ومصر بالمحتويات الخصبة والأشكال المتنوعة والآليات والوسائل المختلفة؛ مما عمّق المشاعر والصداقة بين الشعبين،  وأرسى أساسا متينا لتطور علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة وللتعاون فى بناء «الحزام والطريق» بين البلدين.


أرشدت قيادة البلدين منهاج تطور التبادل الثقافى والحوار الحضارى بين مصر والصين. فى عام 2016، حضرا الرئيس شى جينبينغ والرئيس عبد الفتاح السيسى معًا حفل افتتاح العام الثقافى الصينى المصري. أقامت الصين ومصر فى هذا العام الثقافى أكثر من 100 فعالية متبادلة فى 25 مقاطعة ومدينة بالبلدين فى مجالات الثقافة والفنون، والنشر، والإذاعة والتلفزيون والسينما، والحوار الأيديولوجي، والشباب والرياضة، والسياحة والآثار وغيرها، مما سجل  صفحة باهرة فى تاريخ التبادلات الثقافية الصينية المصرية. فى عام 2022، توجه الرئيس السيسى خصيصا إلى الصين لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين، مما يعكس الرغبة الإيجابية من قبل رئيسى البلدين لتعميق التبادلات والتعاون فى المجالات الثقافية والرياضية وغيرها.


أمدت الفعاليات الثقافية المتنوعة جسورا للتعارف والتفاهم بين شعبى البلدين. فى عام 2002، تم افتتاح المركز الثقافى الصينى بالقاهرة رسميًا، لقد مضى عليه 20 عامًا حتى الآن. على مدار العشرين عامًا الماضية، يشارك البلدان بالتبادل فى المهرجانات الفنية الدولية، والمسابقات الرياضية الدولية، والمنتديات الأيديولوجية الدولية، ويتم تنظيم بمتوسط أكثر من 100 فعالية للتبادل الثقافى الثنائى سنويا. قد لاقت كثير من فعاليات المركز المميزة  ترحيبا من قبل الأصدقاء المصريين يتزايد يوما بعد يوم  مثل: «مهرجان عيد الربيع الصيني»؛ «مصر تتغنى»؛ «أنا والصين»؛ «الصين فى عيون المصريين» وغيرها. وخاصة  ندوات «الصين فى عيون المصريين» التى  تقدم منبرًا للسياسيين ورجال الأعمال والمثقفين والفنانيين المصريين لتبادل خبراتهم والتعرف على قصصهم حول الصين. خلال فترة الوباء، تحولت بعض أنشطة المركز الثقافى تدريجيًا إلى مجموعة من الأنشطة عبر الإنترنت التى تسمى بـ»الفعاليات السحابية». لا يزال المصريون يحبون الفعاليات السحابية مثل: المعارض السحابية؛ الدورات التدريبية السحابية؛ المأكولات السحابية؛ العروض السحابية؛ والندوات السحابية. سرعان ما ازداد عدد المعجبين على المنصات الإعلامية الجديدة للمركز الثقافى الصينى بالقاهرة إلى أكثر من 230 ألف شخص. خلال عيد الربيع فى عام 2022، لم يشاهد الكثير من الأصدقاء المصريين النسخة العربية من احتفال مهرجان الربيع من خلال منصة البث المباشر للمركز فحسب، بل تفاعلوا أيضًا مع موظفى المركز بشكل مباشر، وفازوا بهدايا «رأس السنة الصينية الجديدة». فى شهر رمضان وعيد قوارب التنين وعيد منتصف الخريف 2022، قضينا كل عيد تقليدى مهم فى الصين ومصر مع الأصدقاء المصريين. لحسن الحظ، وقبل نهاية العام، سيتمكن الشعب الصينى من الاستمتاع بالعروض الفنية المصرية الرائعة ومعارض التراث الثقافى من خلال «مهرجان الفنون العربية» الذى سيقام فى الصين. كما سيتمكن الأصدقاء المصريون من خلال «معرض السيلادون الصيني» الذى سيقام فى مصر من التعرف على «لغة السيلادون» التى تعود إلى ألف عام، وقصص الصداقة بين منطقة الفسطاط المصرية ولونج تشيوان فى تشجيانغ الصينية.


أضاف شباب البلدين حيوية نشطة للتبادل الثقافى والحوار الحضارى بين مصر والصين. فى السنوات الأخيرة، شاركت الصين ومصر بإيجابية فى الفعاليات الدولية للشباب التى عقدتها كل منهما مثل: منتدى شباب العالم ومنتدى تنمية الشباب العالمي، وتضافرت جهودهما فى مجالات الشباب والرياضة  لتبادل الدعم والتطور معًا. منذ تولى مهام عملى فى مصر، استقبلت لعامين على التوالى فى بيتى شباب مصريين فائزين بلقب «سفراء الثقافة الصينية الصغار» ومنحت جوائز لهم. هم فعلا يعجبوننى كثيرا برؤيتهم المبتكرة والمنفتحة، وذلك تعبير مُبَشر عن مستقبل القوة الثقافية الناعمة لمصر. منذ بداية هذا العام، شاركت الثقافة الصينية عدة مرات فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؛ معرض الإسكندرية للكتاب؛ «اليوم العالمى للثقافات المتعددة» وغيرها مما تنظمه العديد من الجامعات والأندية والمؤسسات التجارية المصرية، مما يوفر فرصًا ثرية للشباب المصرى للتواصل وفهم الثقافة الصينية. ذلك بالإضافة إلى عدد من المسابقات التى تم إقامتها خصيصًا لجيل الشباب مثل: مسابقة وندوة الفيديو القصير للشباب الصينى والمصري؛ مسابقة الفيديو القصير لأجمل فصول الصين الأربعة، مما خلق تجربة فريدة للتبادلات الثقافية بين شباب البلدين من خلال مقاطع الفيديو القصيرة ووسائل الإعلام الجديدة.


أولئك الذين يتواصلون مع القلوب، تدوم صداقتهم. أثبت الزخم الحضارى وتاريخ التنمية المميز لكل من الصين ومصر بوضوح أن التطور والتقدم البشرى لا يستغنى عن التواصل والتبادل والتلاحم بين الحضارات. فى العصر الجديد، وبفضل قيادة الرئيس شى جينبينغ والرئيس عبدالفتاح السيسي، تحرص الصين على العمل مع مصر، وعلى الالتزام بالرؤية الحضارية المتمثلة فى المساواة والاستفادة المتبادلة والحوار وقبول الغير، وتعزيز التبادل الثقافى والحوار بين حضارتى الصين ومصر، وترسيخ أسس شعبية لشراكتنا الاستراتيجية الشاملة، للمضى قدمًا جنبًا إلى جنب نحو إقامة مجتمع صينى مصرى ذى مستقبل مشترك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة