كتاب العيون الخمس للكاتب ريتشارد كربج
كيف جندت المخابرات الكندية عميلًا سريًا لإمداد تنظيم داعش بفتيات بريطانيات؟
الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 10:56 ص
دينا جلال
هل قامت أجهزة الاستخبارات الكندية بإمداد تنظيم داعش الإرهابي بفتيات بريطانيات؟، سؤال كشف عن إجابته «كتاب التاريخ السري للعيون الخمس» حيث كشف الكتاب عن هوية العميل السري الذي تولى مهام تهريب البشر عبر تركيا ومنها إلى سوريا، وأمام تلك الفضيحة الأمنية قررت أجهزة الأمن الكندية الخروج من المأزق بالصمت التام بدعوى التزام السرية الأمنية ليقرر الإعلام البريطاني تحليل وكشف المزيد من التفاصيل عن تلك المؤامرة.
توجهت انظار العالم نحو كتاب التاريخ السري للعيون الخمس بقلم ريتشارد كربج المتخصص في الأمن الدولي ومراسل صحيفة التايمز السابق الذي قرر فتح ملف الإرهاب لكشف مخططات قادة الشر وضخ تنظيم داعش الإرهابي بالمزيد من العناصر الإرهابية لإقامة دولة الإرهاب في سوريا.
عميل مزدوج
اقتحم ريتشارد كربج الملف الشائك ليكشف هوية عميل سري مزدوج يدعى محمد راشد، عمل لسنوات لصالح الاستخبارات الكندية، ويأتي اسمه ضمن كشوف رواتب المخابرات الكندية وقوائم تنظيم داعش ايضا، تولى راشد مهمة تهريب البشر إلى سوريا وساعد فتيات بريطانيات على الانضمام إلى التنظيم، واتهم الكاتب أجهزة الاستخبارات الكندية بتجنيد محمد الراشد، واعتباره عميلا سريا بعد زيارته إلى السفارة الكندية في الأردن لطلب اللجوء، وعلمت الاستخبارات أنه يساعد العشرات للالتحاق بالتنظيم الإرهابي والسفر إلى سوريا، وكان راشد يقدم معلومات للمخابرات الكندية بينما يقود عصابة تهريب البشر لإمداد داعش بعناصر إرهابية ينقلها عبر تركيا، وقام بتسهيل سفر رجال ونساء وأطفال بريطانيين إلى داعش على مدار ثمانية أشهر على الأقل منذ سنوات، وآخر عملياته كانت تهريب البريطانية شاميما بيجوم وصديقتيها وتم اعتقاله في تركيا بعد أيام من تهريبهن إلى داعش حين عثرت قوات الامن بحوزته على وثائق سفر تخص الفتيات البريطانيات الثلاث المراهقات.
تطرح تلك الاتهامات تساؤلات عديدة حول مدى معرفة أجهزة المخابرات البريطانية وردود أفعال حكومتها في ذلك الوقت، وبالفعل فجر الكتاب مفاجأة حول تستر كندا على تلك المعلومات اثناء خوض شرطة سكوتلانديارد البريطانية عملية بحث دولية ضخمة عن الفتيات الثلاث الشهيرات (شاميما بيجوم وصديقتيها)، واعترفت الاستخبارات الكندية بصحة الاتهامات إلى بريطانيا مؤخرًا ثم نجحت في إقناع الحكومة البريطانية بالتستر على تلك المعلومات لتتم التغطية على دور كندا فى تهريب البريطانيين إلى داعش، وعلى المستوى الرسمي يشير الكتاب إلى التزام الاجهزة الامنية الكندية الصمت التام بشأن تلك القضية حيث لجأت تلك الاجهزة إلى الموقف الوحيد الذي يحمي وكالات الاستخبارات في هذا الموقف الحرج وهى التزام السرية.
فيديوهات سرية
واجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو انتقادات واتهامات عديدة حول دور حكومته في ايذاء دولة حليفة وكذلك التستر على هذا الدور ليتعهد بمتابعة هذا الملف وغيره من الحوادث أو العمليات السابقة وألمح إلى ضرورة تحلى أجهزة الاستخبارات بالمرونة والتزام قواعد ومبادئ وقيم صارمة يجب احترامها.
لم يكتف الإعلام البريطاني بعرض الكتاب الشهير فقط، وإنما أمد الرأى العام بالمزيد من الفيديوهات التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية ونشرتها لتؤكد الاتهامات نحو محمد راشد الذي قام بتهريب شاميما بيجوم أو العروس الارهابية -كما يطلق عليها الاعلام البريطاني- إلى سوريا لتنضم إلى داعش، ونجحت الكاميرات في رصد تحركات العميل الكندي محمد الراشد ويظهر برفقة ثلاث فتيات يتنقلن بين السيارات في محطة الحافلات الرئيسية في العاصمة التركية اسطنبول في عام 2015 في طريقهن إلى سوريا.
تناولت الصحف الانجليزية جانبًا آخر من الكتاب بسبب تداعياته نحو قضية شاميما بيجوم، وهى البريطانية التي هربت عندما كانت في الخامسة عشرة برفقة صديقتين لها من لندن إلى سوريا، في عام 2015، وأجرت الشرطة البريطانية تحقيقًا موسعًا لتتبع الفتيات الثلاث والعثور عليهن، وتعتقد الشرطة أن الفتاتين المصاحبتين لشاميما هما خديجة سلطانة، 16 سنة، ترجح قتلها في هجوم على التنظيم كما اختفت أميرة عباسي، 15 سنة، عن الانظار.
عودة الارهابيات
تظل أزمة عودة شاميما بيجوم -23 سنة- هى القضية الاهم في بريطانيا، تستقر حاليًا في مخيم للاجئين في شمال سوريا، وتم تجريدها من جنسيتها البريطانية في 2019 لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد هربها وزواجها من إرهابي من اصل هولندي انضم للتنظيم قبلها، وقررت شاميما الطعن في قرار وزارة الداخلية بسحب جنسيتها البريطانية، وطلبت السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة لمتابعة استئنافها، وهو الامر الذي وافقت عليه محكمة الاستئناف في يوليو 2020 الا ان وزارة الداخلية تدخلت ورفضت القرار في دعوى امام المحكمة العليا ضمن قضية الإرهابيات الأوروبيات العائدات، قضت المحكمة في فبراير 2021 برفض منح بيجوم إذن لدخول المملكة المتحدة لمتابعة استئنافها دون الاكتراث إلى وصف عودتها بمصدر قوة في الحرب ضد الإرهاب.
مصدر قوة شاميما هو اعترافاتها المثيرة في لقاءات سابقة حيث اعترفت أنه كان من المستحيل انضمامها إلى داعش بدون مساعدة العميل السري لدى كندا محمد راشد الذي نظم الرحلة بأكملها من تركيا إلى سوريا، واعترفت الكثيرات باستحالة وصولهن الى سوريا دون مساعدة مهربي البشر، واكدت شاميما؛ انها وغيرها كانوا يفعلون ما يطلب منهم للقيام به لأن المهرب يعرف كل شيء.
تلقى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون تساؤلات هامة حول مدى علمه بالتقارير إلا أنه رفض التعليق على المعلومات الاستخبارية، واشار موقع ديلى ميل إلى أن كندا دولة حليفة كان من المفترض أن تعمل لحماية مواطني بريطانيا، ولكن هناك حسابات أخرى نحو المخاطر المحتملة دفعت كندا إلى تعريض حياة الاطفال البريطانيين للخطر، أما وزير الداخلية البريطاني السابق ساجد جافيد فيصر على تمسكه برأيه وقراره الذي اتخذه في السابق لمنع دخول الإرهابيات إلى المملكة المتحدة.
العبودية الحديثة
اعتقد الكثيرون أن عرض قصة تاجر البشر في الكتاب سيدين فتيات داعش الأوروبيات ممن يرغبن في العودة إلى بلادهن من جديد، ولكن انقلبت الامور تماما لتزيد تلك القضية موقفهم قوة، وهو ما صرح به تسنيم أكونجي محامي شاميما بيجوم لصحيفة ديلي ميل ليشير إلى أن التطور في تلك القضية وما جاء في الكتاب الجديد عزز قضية موكلته وزاد من قوة موقفها امام المحاكم البريطانية، وقد تضطر المحكمة إلى قبول القضية من جديد بموجب قانون العبودية الحديثة حيث تحولت شاميما إلى ضحية أو شخص تم الإتجار به، وفي تلك الحالة يصبح لدى المملكة المتحدة التزامات مختلفة تمامًا عن السابق وهو ما سيتم الضغط القانوني عليه حيث تلتزم المملكة بإعادة الشخص إلى وطنه في تلك الحالة، واشار إلى انه واثق من النصر باستغلال قضية العميل الكندي الذي قام بتهريب بيجوم وغيرها واستخدام تلك القضية ضمن خطة دفاع وكفاح بيجوم القانوني للعودة إلى المملكة المتحدة.
دفعت تلك التصريحات منظمة مراقبة الإرهاب للتحذيرمن موجة جديدة وقوية للارهابيات العائدات ممن سيطالبن بمعاملتهن كضحايا إذا استغلوا قوانين العبودية الحديثة، ويشير جوناثان هول كيو سي، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب، إن تعريف العبودية الحديثة واسع جدًا لدرجة أن المشتبه بهم بالإرهاب يمكن اعتبارهم ضحايا في لحظات من قبل السلطات، واعرب في تصريحاته لصحيفة التايمز عن قلقه من وجهة النظر القائلة؛ بأن أي قاصر يتم تجنيده في منظمة إرهابية يكون بشكل تلقائي ضحية.
..مطب أمني حرج تقع فيه كندا، الدولة الصديقة والحليفة لبريطانيا، انكشفت تفاصيله عبر كتاب شهير اجتاح العالم مؤخرًا ليكشف تو
أقرأ أيضأ l وزارة الخارجية الكندية تقيم حفلًا لتوديع السفير أحمد أبو زيد
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة