كتاب العيون الخمس للكاتب ريتشارد كربج
كتاب العيون الخمس للكاتب ريتشارد كربج


كيف جندت المخابرات الكندية عميلًا سريًا لإمداد تنظيم داعش بفتيات بريطانيات؟

أخبار الحوادث

الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 10:56 ص

دينا‭ ‬جلال

هل قامت ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الكندية‭ ‬بإمداد‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‭ ‬بفتيات‭ ‬بريطانيات؟، سؤال كشف عن إجابته «كتاب التاريخ السري للعيون الخمس» حيث كشف الكتاب عن‭ ‬هوية‭ ‬العميل‭ ‬السري‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬مهام‭ ‬تهريب‭ ‬البشر‭ ‬عبر‭ ‬تركيا‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬وأمام‭ ‬تلك‭ ‬الفضيحة‭ ‬الأمنية‭ ‬قررت‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الكندية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬بالصمت‭ ‬التام‭ ‬بدعوى‭ ‬التزام‭ ‬السرية‭ ‬الأمنية‭ ‬ليقرر‭ ‬الإعلام‭ ‬البريطاني‭ ‬تحليل‭ ‬وكشف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة‭.‬

توجهت‭ ‬انظار‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬كتاب‭ ‬التاريخ‭ ‬السري‭ ‬للعيون‭ ‬الخمس‭ ‬بقلم‭ ‬ريتشارد‭ ‬كربج‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬ومراسل‭ ‬صحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬قرر‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬الإرهاب‭ ‬لكشف‭ ‬مخططات‭ ‬قادة‭ ‬الشر‭ ‬وضخ‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

عميل‭ ‬مزدوج

اقتحم‭  ‬ريتشارد‭ ‬كربج‭ ‬الملف‭ ‬الشائك‭ ‬ليكشف‭ ‬هوية‭ ‬عميل‭ ‬سري‭ ‬مزدوج‭ ‬يدعى‭ ‬محمد‭ ‬راشد،‭ ‬عمل‭ ‬لسنوات‭ ‬لصالح‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الكندية،‭ ‬ويأتي‭ ‬اسمه‭ ‬ضمن‭ ‬كشوف‭ ‬رواتب‭ ‬المخابرات‭ ‬الكندية‭ ‬وقوائم‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬ايضا،‭ ‬تولى‭ ‬راشد‭ ‬مهمة‭ ‬تهريب‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وساعد‭ ‬فتيات‭ ‬بريطانيات‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬التنظيم،‭ ‬واتهم‭ ‬الكاتب‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الكندية‭ ‬بتجنيد‭ ‬محمد‭ ‬الراشد،‭ ‬واعتباره‭ ‬عميلا‭ ‬سريا‭ ‬بعد‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬السفارة‭ ‬الكندية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬لطلب‭ ‬اللجوء،‭ ‬وعلمت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬أنه‭ ‬يساعد‭ ‬العشرات‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالتنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬والسفر‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬وكان‭ ‬راشد‭ ‬يقدم‭ ‬معلومات‭ ‬للمخابرات‭ ‬الكندية‭ ‬بينما‭ ‬يقود‭ ‬عصابة‭ ‬تهريب‭ ‬البشر‭ ‬لإمداد‭ ‬داعش‭ ‬بعناصر‭ ‬إرهابية‭ ‬ينقلها‭ ‬عبر‭ ‬تركيا،‭ ‬وقام‭ ‬بتسهيل‭ ‬سفر‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفال‭ ‬بريطانيين‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وآخر‭ ‬عملياته‭ ‬كانت‭ ‬تهريب‭ ‬البريطانية‭ ‬شاميما‭ ‬بيجوم‭ ‬وصديقتيها‭ ‬وتم‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تهريبهن‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬حين‭ ‬عثرت‭ ‬قوات‭ ‬الامن‭ ‬بحوزته‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬سفر‭ ‬تخص‭ ‬الفتيات‭ ‬البريطانيات‭ ‬الثلاث‭ ‬المراهقات‭.‬

تطرح‭ ‬تلك‭ ‬الاتهامات‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬معرفة‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬البريطانية‭ ‬وردود‭ ‬أفعال‭ ‬حكومتها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وبالفعل‭ ‬فجر‭ ‬الكتاب‭ ‬مفاجأة‭ ‬حول‭ ‬تستر‭ ‬كندا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬اثناء‭ ‬خوض‭ ‬شرطة‭ ‬سكوتلانديارد‭ ‬البريطانية‭ ‬عملية‭ ‬بحث‭ ‬دولية‭ ‬ضخمة‭ ‬عن‭ ‬الفتيات‭ ‬الثلاث‭ ‬الشهيرات‭ (‬شاميما‭ ‬بيجوم‭ ‬وصديقتيها‭)‬،‭ ‬واعترفت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الكندية‭ ‬بصحة‭ ‬الاتهامات‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬ثم‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬بالتستر‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬لتتم‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬كندا‭ ‬فى‭ ‬تهريب‭ ‬البريطانيين‭ ‬إلى‭ ‬داعش،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬يشير‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬الاجهزة‭ ‬الامنية‭ ‬الكندية‭ ‬الصمت‭ ‬التام‭ ‬بشأن‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬حيث‭ ‬لجأت‭ ‬تلك‭ ‬الاجهزة‭ ‬إلى‭ ‬الموقف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يحمي‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الحرج‭ ‬وهى‭ ‬التزام‭ ‬السرية‭.‬

فيديوهات‭ ‬سرية

واجه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الكندي‭ ‬جاستن‭ ‬ترودو‭ ‬انتقادات‭ ‬واتهامات‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬حكومته‭ ‬في‭ ‬ايذاء‭ ‬دولة‭ ‬حليفة‭ ‬وكذلك‭ ‬التستر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬ليتعهد‭ ‬بمتابعة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬أو‭ ‬العمليات‭ ‬السابقة‭ ‬وألمح‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحلى‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬بالمرونة‭ ‬والتزام‭ ‬قواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬صارمة‭ ‬يجب‭ ‬احترامها‭.‬

لم‭ ‬يكتف‭ ‬الإعلام‭ ‬البريطاني‭ ‬بعرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الشهير‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬أمد‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭ ‬ونشرتها‭ ‬لتؤكد‭ ‬الاتهامات‭ ‬نحو‭ ‬محمد‭ ‬راشد‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتهريب‭ ‬شاميما‭  ‬بيجوم‭ ‬أو‭ ‬العروس‭ ‬الارهابية‭ -‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬الاعلام‭ ‬البريطاني‭- ‬إلى‭ ‬سوريا‭  ‬لتنضم‭ ‬إلى‭ ‬داعش،‭ ‬ونجحت‭ ‬الكاميرات‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬تحركات‭ ‬العميل‭ ‬الكندي‭ ‬محمد‭ ‬الراشد‭ ‬ويظهر‭ ‬برفقة‭ ‬ثلاث‭ ‬فتيات‭ ‬يتنقلن‭ ‬بين‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬الحافلات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬التركية‭ ‬اسطنبول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬طريقهن‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭.‬

تناولت‭ ‬الصحف‭ ‬الانجليزية‭ ‬جانبًا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬بسبب‭ ‬تداعياته‭ ‬نحو‭ ‬قضية‭ ‬شاميما‭ ‬بيجوم،‭ ‬وهى‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬هربت‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬برفقة‭ ‬صديقتين‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وأجرت‭ ‬الشرطة‭ ‬البريطانية‭ ‬تحقيقًا‭ ‬موسعًا‭ ‬لتتبع‭ ‬الفتيات‭ ‬الثلاث‭ ‬والعثور‭ ‬عليهن،‭ ‬وتعتقد‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬الفتاتين‭ ‬المصاحبتين‭ ‬لشاميما‭ ‬هما‭ ‬خديجة‭ ‬سلطانة،‭ ‬16‭ ‬سنة،‭ ‬ترجح‭ ‬قتلها‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬كما‭ ‬اختفت‭ ‬أميرة‭ ‬عباسي،‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬عن‭ ‬الانظار‭.‬

عودة‭ ‬الارهابيات

تظل‭ ‬أزمة‭ ‬عودة‭ ‬شاميما‭ ‬بيجوم‭ -‬23‭ ‬سنة‭- ‬هى‭ ‬القضية‭ ‬الاهم‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬تستقر‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬وتم‭ ‬تجريدها‭ ‬من‭ ‬جنسيتها‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬بعد‭ ‬هربها‭ ‬وزواجها‭ ‬من‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬اصل‭ ‬هولندي‭ ‬انضم‭ ‬للتنظيم‭ ‬قبلها،‭ ‬وقررت‭ ‬شاميما‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بسحب‭ ‬جنسيتها‭ ‬البريطانية،‭ ‬وطلبت‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لمتابعة‭ ‬استئنافها،‭ ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬وافقت‭ ‬عليه‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭  ‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تدخلت‭ ‬ورفضت‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬امام‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬ضمن‭ ‬قضية‭ ‬الإرهابيات‭ ‬الأوروبيات‭ ‬العائدات،‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021‭ ‬برفض‭ ‬منح‭ ‬بيجوم‭ ‬إذن‭ ‬لدخول‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لمتابعة‭ ‬استئنافها‭ ‬دون‭ ‬الاكتراث‭ ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬عودتها‭ ‬بمصدر‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭.‬

مصدر‭ ‬قوة‭ ‬شاميما‭ ‬هو‭ ‬اعترافاتها‭ ‬المثيرة‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬سابقة‭ ‬حيث‭ ‬اعترفت‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬بدون‭ ‬مساعدة‭ ‬العميل‭ ‬السري‭ ‬لدى‭ ‬كندا‭ ‬محمد‭ ‬راشد‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬الرحلة‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬واعترفت‭ ‬الكثيرات‭ ‬باستحالة‭ ‬وصولهن‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬دون‭ ‬مساعدة‭ ‬مهربي‭ ‬البشر،‭ ‬واكدت‭ ‬شاميما؛‭ ‬انها‭ ‬وغيرها‭ ‬كانوا‭ ‬يفعلون‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬للقيام‭ ‬به‭ ‬لأن‭ ‬المهرب‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

تلقى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬السابق‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬تساؤلات‭ ‬هامة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬علمه‭ ‬بالتقارير‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية،‭ ‬واشار‭ ‬موقع‭ ‬ديلى‭ ‬ميل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كندا‭ ‬دولة‭ ‬حليفة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬لحماية‭ ‬مواطني‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬حسابات‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬دفعت‭ ‬كندا‭ ‬إلى‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الاطفال‭ ‬البريطانيين‭ ‬للخطر،‭ ‬أما‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬البريطاني‭ ‬السابق‭ ‬ساجد‭ ‬جافيد‭ ‬فيصر‭ ‬على‭ ‬تمسكه‭ ‬برأيه‭ ‬وقراره‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لمنع‭ ‬دخول‭ ‬الإرهابيات‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭.‬

العبودية‭ ‬الحديثة

اعتقد‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬عرض‭ ‬قصة‭ ‬تاجر‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬سيدين‭ ‬فتيات‭ ‬داعش‭ ‬الأوروبيات‭ ‬ممن‭ ‬يرغبن‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلادهن‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولكن‭ ‬انقلبت‭ ‬الامور‭ ‬تماما‭ ‬لتزيد‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬موقفهم‭ ‬قوة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬تسنيم‭ ‬أكونجي‭ ‬محامي‭ ‬شاميما‭ ‬بيجوم‭ ‬لصحيفة‭ ‬ديلي‭ ‬ميل‭ ‬ليشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬الجديد‭ ‬عزز‭ ‬قضية‭ ‬موكلته‭ ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬موقفها‭ ‬امام‭ ‬المحاكم‭ ‬البريطانية،‭ ‬وقد‭ ‬تضطر‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬القضية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬العبودية‭ ‬الحديثة‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬شاميما‭ ‬إلى‭ ‬ضحية‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬تم‭ ‬الإتجار‭ ‬به،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬يصبح‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬التزامات‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬السابق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيتم‭ ‬الضغط‭ ‬القانوني‭ ‬عليه‭ ‬حيث‭ ‬تلتزم‭ ‬المملكة‭ ‬بإعادة‭ ‬الشخص‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحالة،‭ ‬واشار‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬واثق‭ ‬من‭ ‬النصر‭ ‬باستغلال‭ ‬قضية‭ ‬العميل‭ ‬الكندي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتهريب‭ ‬بيجوم‭ ‬وغيرها‭ ‬واستخدام‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬دفاع‭ ‬وكفاح‭ ‬بيجوم‭ ‬القانوني‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭.‬

دفعت‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬منظمة‭ ‬مراقبة‭ ‬الإرهاب‭ ‬للتحذيرمن‭ ‬موجة‭ ‬جديدة‭ ‬وقوية‭ ‬للارهابيات‭ ‬العائدات‭ ‬ممن‭ ‬سيطالبن‭ ‬بمعاملتهن‭ ‬كضحايا‭ ‬إذا‭ ‬استغلوا‭ ‬قوانين‭ ‬العبودية‭ ‬الحديثة،‭ ‬ويشير‭ ‬جوناثان‭ ‬هول‭ ‬كيو‭ ‬سي،‭ ‬المراجع‭ ‬المستقل‭ ‬لتشريعات‭ ‬الإرهاب،‭ ‬إن‭ ‬تعريف‭ ‬العبودية‭ ‬الحديثة‭ ‬واسع‭ ‬جدًا‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬المشتبه‭ ‬بهم‭ ‬بالإرهاب‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارهم‭ ‬ضحايا‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات،‭ ‬واعرب‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬لصحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬القائلة؛‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬قاصر‭ ‬يتم‭ ‬تجنيده‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬يكون‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬ضحية‭.‬

‭ ..‬مطب‭ ‬أمني‭ ‬حرج‭ ‬تقع‭ ‬فيه‭ ‬كندا،‭ ‬الدولة‭ ‬الصديقة‭ ‬والحليفة‭ ‬لبريطانيا،‭ ‬انكشفت‭ ‬تفاصيله‭ ‬عبر‭ ‬كتاب‭ ‬شهير‭ ‬اجتاح‭ ‬العالم‭ ‬مؤخرًا‭ ‬ليكشف‭ ‬تو

أقرأ أيضأ l وزارة الخارجية الكندية تقيم حفلًا لتوديع السفير أحمد أبو زيد

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة