الباحثة مع لجنة المناقشة
الباحثة مع لجنة المناقشة


منى نور تكتب: فى جامعة حلوان دراسة نقدية تاريخية فى مسرح العرائس

أخبار الأدب

الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 03:08 م

 

مثل هذا المسرح إن وجد فى كل مدرسة بصورة مصغرة، سيكون أفضل من أى وسيلة تعليمية، نعتمد عليها اليوم. فهو وسيلة زهيدة التكلفة غير ضارة بالأطفال

مسرح العرائس فى مصر.. دراسة فى التاريخ والتشكيل، حصلت عنها الباحثة «الشيماء حاتم منازع»، على درجة الماجستير بامتياز، بإشراف د.سيد على اسماعيل، د.أحمد بهى الدين. تم مناقشة الدراسة بقسم اللغة العربية، بكلية الآداب جامعة حلوان.


فى معرض سردها لدراستها، أكدت الباحثة أن فن العرائس ومسرحها وان كان مسرح العرائس حديثا - فالعروسة قديمة قدم مصرالفرعونية، ليس ذلك فحسب، بل عرفتها الشعوب جميعا لما تشتمل عليه من تقنيات عديدة للتعبير عن الأحداث الواقعة.


وأكملت فى مقدمتها التاريخية، تناولت فى البحث المسرحيات العرائسية المصرية المقدمة على مسرح القاهرة، أى فن العرائس على المسرح منذ أنشأه جمال عبدالناصر حتى عام 2011 قمت فى الدراسة بعرض النصوص المسرحية التى قام بتأليفها واخراجها رواد هذا الفن، وكل من كان له السبق فى وضع بصمة للعلو به.


فى الفصل الأول قدمت فيه الباحثة رؤية نقدية لمسرحيات العرائس فى فترة الستينيات فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر وهي:
الشاطر حسن، الليلة الكبيرة، عقلة الصباع، حمار شهاب الدين، صحصح لما ينجح، قاهر الأباليس، مع العروسة والعريس، الفيل النونو كوكو، الأميرة والأقزام السبعة.


فى هذا الانتاج المسرحى فى فترة الستينيات،وهى فترة أوج وازدهار لمسرح العرائس، حيث أغدق عليه المؤلفون والمخرجون بأفكارهم ومواهبهم المكبوتة، فكان المسرح، هو ساحة التعبير وإلقاء الأفكار، لذلك عندما أنشىء قدمت عليه العديد من المسرحيات، ثم عرضها فيما بعد، ونجد أن هذه المسرحيات. كانت متنوعة الأفكار، أغلبها كان معبرا ومتأثرا بالأحداث التى مرت فى هذه الفترة.


فنجد أن أول مسرحية كانت الشاطر حسن، التى تتحدث عن التقدم الصناعى العظيم فى كافة المجالات فى عهد عبدالناصر، والتى تحث على التقدم والتطور، ونجد - أيضا - مسرحية «أحلام سقا» التى تلقى الضوء على مشكلات المجتمع التى يجب معالجتها، وكذلك مسرحية «الليلة الكبيرة» التى لازالت وستظل أوثق تعبير عن مسرح العرائس.


معظم مسرحيات هذه الفترة تصدرها الهدف السياسى، وكانت رؤيتها سياسية حيث تأثرا الفنانون بالواقع، الذى كان جليا فى أعمالهم.


وفى الفصل الثانى، تناولت الباحثة بالمنهج النقدى التحليلى، مسرحيات فترة السبعينات وهى مسرحيات:
رجل الأحلام الطيب، على بابا والأربعين حرامى، مقالب صحصح وتابعه دندش، سمسم وحماره تمتم، أبوعلى، بعد التحية والسلام، شقاوة سمسم، عودة الشاطر حسن، سمسم العجيب، سفروت والمزمار، حابى وش الخير.


ترى الباحثة فى مسرحيات هذه الفترة أن نصوص هذه الفترة بها تنوع فى الأفكار، منها ما هو تعليمى مثل صحصح وجميلة، ومنها ما هو تربوى مثل شقاوة سمسم ومنها ما يتناول قضية الخير والشر مثل «على بابا والأربعين حرامي»، وغيرها من الأفكار التى تغذى عقل الطفل وتغرس فيه العديد من القيم والمبادىء.


وجاء الفصل الثالث والأخير، لتتناول فيه الباحثة عروض مسرح العرائس فى فترة الثمانينيات والتسعينيات وتضمنت عروضه المسرحية، مسرحيات:
على فين يا عروسة، جحا والأميرة بنورة، اخترنا لك، صحصح المصحصح، سندباد الأمير، شهر زاد، أراجوز على لوز، مغامرات الشاطر حسن، حلم الوزير سعدون، نورهان والأمير مرجان، الرحلة العجيبة، المغامرون، شبكى والبحارة الثلاثة، نمنم، شخابيط لخابيط.


وترى الباحثة خلال رؤيتها النقدية لهذه العروض أن هذه النصوص تهتم اهتماما كبيرا بالعلم وأهمية التعلم، لأن أولادنا بناة المستقبل، ويحذر من خلالها مؤلفوها من الجهل، وأهمية العلم. وثمة ظاهرة أخرى فى مسرحيات تلك الفترة، فهى ظاهرة الإلهام فمعظم المسرحيات تحتوى على الملهم الذى يقوم بتقديم المساعدة والنصيحة، بدون انتظار أو مقابل.


وتختتم الباحثة دراستها بقولها:
أن مسرح العرائس مسرح أطفال هادف يسعى إلى غرس القيم والأخلاق، ويضع الأسس والمبادىء، ولعله أكثر أهمية من المسرح الآدمى، ليس لقدمه عنه، بل لأنه أوثق وأقرب للطفل من المسرح البشرى.


وتؤكد أن مسرح العرائس هو عالم الأطفال الذى يستطيع أن يرى فيه الطفل الرفيق الخيالى الخاص به على أرض الواقع، ويرى كنوزه تتحرك وتعبر عما يفعل هو معها، وذلك لأن هدف المسرح هو الخلق وليس النقل، ويستطيع مسرح العرائس بدُماه الصغيرة أن يخرج ما فى الطفل من مشاعر وأحاسيس ويندمج معه اندماجا كليا فعوامل الإيهام المسرحى تتعاون مع خيال الطفل وموقفه الاندماجى وحالات التعاطف الدرامى إلى أن تصل به إلى قمة المتعة والانفعال والتأثر إذا أحسن الربط بينها.


مشيرة إلى أنه يسيطر على الطفل سيطرة كلية خلال المدة القصيرة التى يقضيها بداخله، هذه السيطرة الوجدانية تؤثر فى الطفل، فى انفعالاته وردود أفعاله تأثيرا ايجابيا، إن كان العرض جيدا، ومستوفى الشروط، فإذا قام المؤلف بعزل الطفل عن عالمه، ووضعه فى عالم يتوافق مع خيالاته.

وفى نفس الوقت معبرا عن الواقع، ولكن بطريقة الخلق، لا التعبير، سيستطيع التأثير فى الطفل ليس كفكرة فقط، بل بكل ما تتضمنه المسرحية من شخصيات تشبهه، يستطيع أن يرى فيها ما ينقصه، أو ما يحتاجه، وحوار يشبه حواره، ولسانه الذى يتحدث به.

وعقدة كالتى يواجهها فى حياته، تعالج أمامه، فيستطيع أن يتعرف على حلها، كل هذه  المقومات تساعد على النضج الفكرى للطفل باعتباره مادة خام، علينا تشكيلها، وتقويمها وتوجيهها فى الاتجاه الأمثل، لخلق جيل جديد واع مثقف، يعتمد عليه، فعرض المسرحيات للأطفال يخلق منهم فى المستقبل جمهورا مسرحيا ناضجا، يتذوق الرفيع ويزدرى منها الردىء.


وأكدت الباحثة أنه إذا أحسن المؤلفون اختيار مسرحيات تتناسب فى مضمونها وفكرتها مع الأطفال، ومراحل نموها، ومراعاة المرحلة العمرية، حيث لكل مرحلة عمرية أنواع من المسرحيات تناسبها، وليس معنى ذلك أن مسرح العرائس خلق من أجل الطفل، بل الحقيقة أن المسرح خلق من أجل الكبار، حتى أن مسرح العرائس الذى وجد فى آثار قدماء المصريين.

كان مسرحا للكبار، يعرض فيه مسرحية «ايزيس وأوزوريس» وغيرها مما كان يقدم، وحتى فى عصر الإغريق والرومان كانت المسرحيات للكبار، فالمسرح فى أساسه للكبار.


وخلصت الباحثة فى دراستها إلى أن مسرح العرائس ليس أداة للمتعة والترفيه، بقدر ما هو وسيلة للتعبير عن الواقع بصورة درامية فى إطار فنى، يجعل من العمل الأدبى، ليس مجرد صورة طبق الأصل، ولكنه صورة مستقلة عن الأصل فى ثوب جديد.

وبرؤية جديدة تناسب الكبار والصغار، لذلك حاول الكثير والكثير فى ضوء الاهتمام به، ووجود الرعاية اللازمة التى يستحقها، وإذا نحينا كل ما ذكرته سابقا من الناحية الفنية، التى يشتمل عليها العمل الأدبى، فيكفينا أن هناك وسيلة تربوية جيدة، وغير مكلفة، تساعدنا فى تربية أولادنا بالطريقة التى يجب أن تكون.


وتشير الدراسة إلى أن مثل هذا المسرح إن وجد فى كل مدرسة بصورة مصغرة، سيكون أفضل من أى وسيلة تعليمية، نعتمد عليها اليوم. فهو وسيلة زهيدة التكلفة غير ضارة بالأطفال، ليس بها مضيعة للوقت أو تستطيع أن تحصل منها على ما هو سيىء، كمثل الأجهزة الالكترونية المنتشرة فى مجتمعاتنا، إضافة إلى أنه لا يوجد فى جمهوريتنا ما يعطى هذا الفن حقه فى جامعة أو معهد.


وتطالب بأن نلحق ما فاتنا، فهذا الفن فى طريقه للاندثار بمؤلفيه ومؤسسيه، علينا أن نعطى من وافتهم المنية حقوقهم، وأن نقدر ما هم على قيد الحياة، نقدر من بذلوا هذا الجهد العظيم لإخراج هذا الفن للضوء، ومحاولة مضاهاته فى يوم من الأيام بمسارح أوروبا.


جاءت الرسالة فى ثلاثة فصول ومقدمة احتوت العرض التاريخى لنشأة مسرح العرائس، وأهم  الفرق الزائرة والرواد المجهولين، الذين كان لهم بصمة فى معرفة العرائس لنا.


حاولت الباحث فى دراستها جمع أكبر قدر من النصوص المسرحية لهذا الفن، حيث غابت العديد من النصوص، لاحتراق مسرح القاهرة  سابقا عام 1984، وللإهمال المتعرض له هذا الفن.
ولفتت الباحثة أن هذا الفن يستطيع أن يعلم الأطفال ما لا يمكن أن تعلمه المدرسة، فالعروسة وسيلة تواصل جيدة للطفل، فهى لعبة يستطيع أن يتحدث معها ويشتكى لها، ويجمع معها بخيالاته بعيدا؛ لذلك قام العديد من مؤلفى العرائس باستخدامها فى مسرحياتهم العلمية حيث قاموا بعرض مسرحيات تعليمية للأطفال بها معلومات كثيرة مما يدرسونها فى مناهجهم التعليمية.


تم مناقشة الرسالة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة حلوان بإشراف الدكتور سيد على، أستاذ الأدب المسرحى بالكلية، والدكتور أحمد بهى الدين العساسى «مشرف مشارك»، د.سحر فتحى حجازى «مناقش من الداخل»، د.شيماء فتحى عبدالصادق «مناقش من الخارج، جامعة الزقازيق».

اقرأ ايضا | «الليلة الكبيرة» تمثل مصر بمهرجان نيابوليس الدولي بتونس

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة