عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

زهور وصخور!

عمرو الديب

الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 08:54 م

تفور أشواقها المتقدة، وتمور رغباتها المتأججة فى بلوغ الغايات والوصول إلى المرافئ، أمواج هادرة مسكونة بالتميز وبالبهاء، تمضى - فى قوة- نحو الشواطئ البعيدة كى تغسل أدرانها، وتنعش رمالها، تنطلق الأمواج الفتية الواعدة، مشتاقة إلى الموانئ التى تلوح بعيدًا، وتظهر - بين الفينة والأخرى- فى إلتماعات الأشعة الشمسية، وتتدفق هذه الأمواج - فى خفة ولهفة- ولكنها فجأة تبطئ المسير، وتفقد جذوة تحمسها وبريق إصرارها، فما لها ينطفئ لمعانها بغتة حين تقترب من موانئ الوصول، لا تسل تلك الأمواج الهادرة ما لها، بل سل هذه الصخور الرهيبة الكئيبة المنتشرة على امتداد البحر الشاسع، ووجه سؤالك إلى «المصدات» الحجرية والفخاخ الجهنمية وتتبع طريقة توزعها قرب شواطئ الوصول ستجدها ملتفة لتمنع وصول الأمواج الفتية إلى غاياتها، وعرقلتها عن بلوغ أهدافها، وهكذا يقع دائمًا المتدفقون الموهوبون حقًا صرعى الإحباط ويضحك هاهنا المجرمون - فى شماتة وتشف- وهم كأى تشكيل عصابى يمنعون الحقيقة من الظهور،

ويدفعون المستحقين بعيدًا عن الوصول، وهؤلاء فى عالم الكتابة والأدب شرسون جدًا للأسف، ينشطون لاستنزاف الموارد وابتلاع الفوائد، وجنى المكاسب والأرباح، وكى تصفو لهم أيامهم وتخلو لهم الساحة، فهم حريصون جدًا على إبعاد الحقيقيين، وطرد الموهوبين، وإحباط المخلصين الجادين، وهؤلاء المجرمون من مرتزقة الأدب وأدعياء الكلمة يشبهون الخلايا «السرطانية» التى تنتشر فى الجسد المسكين فتوهنه، وتمتص قواه، وتستلب طاقاته، والنتيجة أننا لا نحقق شيئًا، حيث تظل الساحة خاوية من قيمة حقيقية، على الرغم من الكثرة الظاهرة الزائفة، والزحام المفرغ من المضمون، وتبدو الساحة فى الحقيقة مليئة بالأنقاض وشظايا الخراب، ولا يستمتع بهذه الأحوال سوى المخربين من أهل «السبوبة» فى عالم الثقافة والأدب الذين ينسجون خيوط الفوضى والخراب فى ساحاتنا، تمامًا كالعناكب فى البيوت المهجورة، والدور الخربة الخاوية!.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة