كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: سيناريوهات فاشلة !

كرم جبر

الإثنين، 19 سبتمبر 2022 - 07:54 م

التركيز الآن على استغلال القضايا الجماهيرية مثل ارتفاع الأسعار، وافتعال أزمات معيشية يجرى ترويجها على نطاق واسع، مثلما كانوا يفعلون فى الخبز وأنابيب البوتاجاز والدولار والدواجن والسيارات وغيرها قبل 25 يناير، للإيحاء الكاذب بأن البلاد فيها أزمة مواد تموينية، ولأن الناس يشهدون بأعينهم توافر السلع، يلجأ أهل الشر إلى اللعب على نغمة زيادة الأسعار.

من المفيد تكرار الصور والمشاهد للأزمات التى يعانى منها العالم كله، وأن مصر جزء من هذا السياق، ولكن الزيادات هنا ليست كبيرة مثلما يحدث فى دول أخرى، والحكومة تتحمل جزءاً والمستهلك جزءاً، حتى لا يحدث عجز وعدم قدرة على الاستمرار.

ويتم توزيع الأدوار بسيناريوهات مختلفة، بخريطة مستوحاة بما حدث فى يناير، ومحاولة توسيع رقعة الغضب بين قطاعات من الجماهير، وابتكار أكاذيب جديدة، بهدف ضرب الثقة بين الناس وأجهزة الدولة، وهذا يتطلب اليقظة التامة ومكافحة الشائعات وعرض الحقائق أولاً بأول.

ويحاول أهل الشر إطلاق مبادرات مجهولة الهوية، ظاهرها فتح صفحة جديدة مع سائر القوى السياسية، وباطنها إعادة الإخوان إلى المسرح السياسي، تحت شعار «لم الشمل»، وكانت الخطوة الضرورية هى إعلان الرئيس عن الحوار الوطنى الذى يضم جميع ألوان الطيف السياسي، وفتح كل الملفات ويشارك فيها الجميع.
سيناريو مكرر ومعاد لإعادة أجواء القلق والتوتر وتوسيع الهوة بين الدولة والمواطنين، ثم يصعدون بالأحداث تدريجياً دون أن يدركوا أن قبضة الدولة القوية لها القدرة على التعامل مع مختلف الأزمات بكفاءة كبيرة.

ليس فى مصلحة أحد أن تحدث أزمات فى دولة كبيرة بحجم مصر، ويزداد سكانها بمعدل 2.5 مليون سنوياً، وتحتاج جهوداً جبارة لتوفير احتياجات الحياة للناس، ويتطلب الأمر أقصى درجات الاستقرار.

لا تنمية ولا تقدم دون استقرار، وأن يفهم الناس المشاكل والتحديات التى تمر بها بلادهم، والجهود التى تُبذل لتخطيها، ولولا ذلك لكان من الصعب تدبير الاحتياجات الضرورية لـ 105 ملايين مواطن.

سيناريوهات تآمرية ، لأنهم يحاولون استعادة الزمن، والزمن لا يعود أبداً للوراء، ويستخدمون نفس الخطط الفاسدة، ولا أظن أن الفتنة الدائرة بين العناصر الإخوانية ، وتبادلهم الشتائم والاتهامات صحيحة، والأقرب أنها تمثيلية معدة بإحكام، وفاتهم أن الدولة يقظة تماماً، والناس لدغوا منهم مرة ومرتين وعشرة، ولن يكرروا المأساة.

الهدف من الحملات المسعورة ، إحباط عزيمة الناس ، وأن الذى اكتوى بالنار لن يلعب بها مرة أخرى، إلا هذه الجماعة التى تتوارث الغباء التاريخى فى التعاطى مع الأحداث وتصعد دائماً إلى الهاوية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة