موضوعية
موضوعية


إشادات واسعة بمبادرة «المتحدة» لدعم وترسيخ المبادئ المجتمعية الصحيحة

حملة «أخلاقنا الجميلة».. رسالة عاجلة لاستعادة القيم المصرية

وائل ثابت- محمد العراقي- سحر شيبة

الخميس، 22 سبتمبر 2022 - 08:24 م

عبد الصبور بدر

أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حملة «أخلاقنا الجميلة»،  تستهدف تلك الحملة التأكيد على الأخلاق التى تربينا عليها وتأمر بها جميع الأديان السماوية والإنسانية من احترام الكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب فى التعامل، وتربية أجيال جديدة على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة وتذكر الأجيال الحالية بالقيم الإنسانية.

وتنطلق الحملة على عدة مراحل عبر رسائل المتحدة للخدمات الإعلامية المختلفة.. «الأخبار» ناقشت الخبراء والمتخصصين فى أهداف هذه الحملة وكيف تساهم بشكل كبير فى الارتقاء بالسلوك المجتمعى وترسيخ العادات والتقاليد المصرية الأصيلة.

الإعلاميون يرحبون| حائط صد أمام اختراق منظومة القيم ونواة لكيان ضخم لنشر الأخلاق

عمرو خليل: نواجه غزوًا ثقافيًا مرعبًا والحملة استشعار للمسئولية الوطنية
القرموطى: يميزها رسائلها غير المباشرة ولدينا تراث فنى عظيم يمكن الاستفادة منه

عيد: نجاح «المتحدة» فى الدراما الوطنية يبشر بتأثير كبير للمبادرة
فتحى سليمان: أتمنى أن تتضمن جزءًا لتصحيح سلوكيات الشارع وعلى صناع الدراما الانضمام لها

يؤكد خبراء، وإعلاميون، وكتّاب، على أهمية حملة «أخلاقنا» التى تبنتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بهدف تثبيت منظومة الأخلاق التى تنادى بها الأديان السماوية، فى مواجهة الاختراق القيمى الذى تعمل عليه بعض الجهات عبر العديد من الوسائل وخاصة السوشيال ميديا لمحو مفاهيم أصيلة فى مقدمتها: احترام المرأة، والعطف على الصغير، ومساعدة كبار السن وغيرها.

فى هذا التحقيق يتحدث المتخصصون عن فوائد الحملة، ومدى تأثيرها على المواطن، ومصادفة توقيت طرحها مع جلسات الحوار الوطني، واقتراحاتهم لتطويرها وتوسيعها لتنتقل من الشاشة إلى الشارع. 

يصف د. محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د. محمود علم الدين حملة «أخلاقنا» التى تتبناها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بأنها شديدة الأهمية والشواهد على هذا كثيرة، ويرى أنه أنها تأخرت، لافتا أن المسألة لا يمكن ربطها بحدث معين، فعندما يكون هناك خلل فهو لا ينتهى بعد يوم أو اثنين أو ثلاثة.

وقال: هناك أمور كثيرة انتشرت فى المجتمع المصرى أدت فى النهاية إلى حدوث هذا الخلل بداية بتأثير نكسة 67، ومرورا بأحداث 25 يناير التى أدت إلى سقوط تابوهات ومحظورات عديدة لدى الشباب.

ويرى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن خطورة الحملة أنها تأتى فى هذا التوقيت، ما يعنى أنها رسالة للحوار الوطنى للاهتمام بمنظومة القيم فى مصر، لافتا أنه كتب مقالا يطالب فيه الحوار الوطنى بمناقشة موضوع القيم والأخلاق التى تحدث عن أهميتها الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا. 

ويرى الإعلامى عمرو خليل أنها حملة مهمة فى توقيت مهم للغاية أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهى استشعار منها للتحديات التى تواجه مجتمعنا، خاصة فى ظل الغزو الثقافى الموجود على السوشيال ميديا والمنصات الإعلامية التى غزت الفكر وتحاول تغيير أخلاقياتنا وعاداتنا وتقاليدنا، فهى خطوة هامة وتوقيتها هام جدا فى الفترة الحالية.

وتمنى أن يكون الإعلام بشكل عام الرسمى العام والخاص وحتى المنصات والسوشيال ميديا مهتمة بتقديم ما يدعم الوعى المجتمعى بأهمية الأخلاق، وأن تكون الحملة شاملة غير مقتصرة على برامج وقنوات بعينها، ولكن ممكن أن تصبح أعم وأشمل ليكون لها ثمار وتستطيع أن تواجه التحديات التى تمس أخلاقياتنا فى الفترة الحالية.

ويشير إلى أن هناك جهدًا متكاملًا من الدولة ككل لطرح هذه الحملة تزامنا مع توقيت الحوار الوطني، وهو للتأكيد على فكرة الوعى فالحوار الوطنى بالتأكيد له محور سياسى محور اقتصادى وآخر اجتماعى ويعتقد أن من أساسيات المحور الاجتماعى هى الوعى والأخلاقيات ومحاربة الظواهر السلبية فى المجتمع.
أما أهم ما يميز حملة أخلاقنا وفق رؤية الإعلامى جابر القرموطى أنها درامية أكثر من كونها مباشرة، فهى تحضر جزء من الدراما المصرية وتركز على مشهد معين أو ممثل صاحب تأثير، وهذه الأشياء تجعل منها تجربة جيدة جدا وفكرة عظيمة، وهى أن نقدم هذه النصائح من خلال الدراما.

وأضاف: لدى ثقة تامة أنه كما قال السيد الرئيس عندما تحدث عن بعض الأعمال الدرامية التى يتم طرحها وعلى سبيل المثال «الاختيار» ووصفه بأنه أفضل من ألف كتاب، لأنه يصل بشكل أسرع للمشاهد أو للمواطن.

وتابع: أما إذا لجأنا للأفلام التى لها تأثير على الحالة العامة للمواطن أو للبلد كلها سنحصل على «شغل» تسويقى كبير، فمثلا فيلم نستطيع الاستعانة بمشاهد من فيلم «الحرام» أو «أفواه وأرانب» إذا أردنا التحدث عن الزيادة السكانية، مع القيام بعملية دمج المشاهد، ما يؤدى إلى وصول الرسالة بسهولة للناس، وهو ما حدث مع مسلسل «الاختيار» وخاصة الجزء الأول فقد كان له تأثير ضخم على المشاهدين، خاصة مع تصوير الحالة فى سيناء وقام أمير كرارة بتقديم شخصية البطل المنسى وبذل مجهودا عظيما ومعه المخرج الموهوب بيتر ميمي.

وتمنى القرموطى أن تقدم هذه النصائح فى حملة «أخلاقنا» فى إطار الدراما وليس فى إطار مباشر لأنه ليس كل من يعملون فى المجال الإعلامى لهم نفس تأثير الدراما، فليس كل ممثل سيكون جيدا وليس كل مذيع جيد وليس كل البرامج جيدة، فيجب التنقية من بين كل هذا وأعتقد أن هناك لجنة تقوم بالاختيارات وأن الامر لا يكون اختيار شخصي، وأعتقد انها تجربة جيدة من الممكن أن نحصل منها على فوائد كبيرة، ونحن بالفعل نمتلك رصيدا هائلا من الأعمال الفنية التى تسمح لنا بتقديم هذا النوع من حملات التوعية.

واقترح القرموطى أن نستعين بالأعمال الإذاعية أيضا، مثل برنامج «كلمتين وبس» للراحل العظيم فؤاد المهندس، وبرنامج «طريق السلامة « الذى كانت تقدمه أيات الحمصانى وكان لها تأثير رائع، إضافة إلى « وقال الفيلسوف» الذى كانت تقدمه سميرة عبد العزيز وإسلام فارس، كل ذلك وسيلة رائعة لعمل حملة توعية خاصة إذا تم دمج الأصوات الإذاعية بمشاهد من السينما.

وأشار إلى أن الصحافة أيضا بإمكانها أن تلعب دورا فى حملة «أخلاقنا» عن طريق التقليب فى الأرشيف، ونشر حوارات وتحقيقات فى أزمنة سابقة كان لها مردود أخلاقى على الناس، خاصة أن لسابقين أبدعوا ونحن نعرض إبداعهم بما يتلائم مع المشكلات التى نمر بها ونعيشها، لأننا نمتلك أرشيفا هائلا من الأعمال ذات المستوى العالى للغاية وهو تراث عظيم نمتلكه ويجب استغلاله ولو لجأنا له سينفعنا كثيرا، وهذا لا يقلل من الموجود حاليا ولكن يمكننا أن نقوم بدمجهما معا ونستفيد من كل الخبرات، فالاستعانة بالقديم المؤثر أفضل من الحاضر الغائب وهذا أفضل للمصلحة العامة.

أما وجهة نظر الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد فهى أن الفكرة جيدة، ولكنه لا يظن أن الأخلاق تتغير بالاعلانات، مشيرا إلى أن الأعمال الفنية الراقية تستطيع ان تقدم نموذجا يحتذى للناس، لافتا إلى أعمال كثيره تقدم هذه النماذج.

وأضاف: إذا كنا نتحدث مثلا عن احترام المرأة أظن أن مسلسلا مثل «قاسم أمين» أو «مشرفة» يقدما نموذجا للسلوك الذى ينبغى أن يكون مع اتجاه المرأة سواء كانت أما أم زوجه أم بنتا، راجيا أن تكون هناك أعمالا تقدم القدوة فى هذا المجال، فى مقابل الإعلانات السريعة التى لا تستطيع وحدها أن تؤثر فى أخلاق المشاهدين.

وتابع: قدمت الشركة المتحدة أعمالا تحتوى على الكثير من النماذج الإيجابية للتعامل مع المرأة وفيما يخص الإنتاج الوطني، إضافة إلى أنها قدمت عددا من الأعمال الفنية الجيدة التى تطرح نموذجا للتعامل الصحيح ونشر القيم الجيدة بل وللتضحية من أجل الوطن والمبادئ، فى مقابل أعمال كثيرة نرى فيها خللا فى القيم.

وتتذكر الكاتبة سلوى بكر أنهم كانوا يكتبون لهم على ظهر الكراسات التى يتم توزيعها مجانا على التلاميذ فى الماضي، عبارات مثل: العمل حق، العمل شرف، العمل واجب، لا تكن ثرثارا بين الناس، اغسل يديك قبل الأكل وبعده.. ومجموعة من العبارات التى تحض على محاسن السلوكيات والأخلاق الحميدة، وتتساءل: لماذا لا يعاد هذا التقليد، ولماذا لا تقوم الشركة المتحدة بعمل توصية لمن يطبع الكراسات المدرسية بوضع عبارات من هذا النوع بجانب ما تقدمه على الشاشة الصغيرة؟.

 وتطالب الشركة المتحدة ببث القيم عبر المسلسلات وبرامج التليفزيون تحض على عدم الكذب وإتقان العمل الذى أصبح قيمة غائبة عن حياتنا، وعدم النفاق ومعاملة الأخرين بالتى هى أحسن، وأن النظافة من الإيمان، والتأكيد على كا يكتب من عبارات على أسوار المدارس من عبارات مثل: مدرستى نظيفة وجميلة ومتطورة، لماذا لا يكتبون النظافة من الإيمان وهو حديث نبوى شريف ولا يختلف عليه أحد.

وقالت: هناك عشرات الطرائق لعودة الأخلاق ولكن أولا وقبل كل شيء عمود الأخلاق هو عدم الفساد الاجتماعى مثل الرشوة والمحسوبية وتفضيل الأنا على الآخر وحب الذات، وكل هذه الأشياء للأسف أصبحت وكأنها بديهيات موجودة فى حياتنا، فمن البديهى أن تدفع رشوة لتعيين ابنك وقد وقع المجتمع كله ذات مرة لأن فلان كان يرغب فى توظيف ابنه، فقد كان لدينا رئيسا يرغب فى تعيين ابنه مثل باقى الناس خاصة أن دكتور الجامعة يعين ابنه مثله والطبيب كذلك وحتى الممثلين والمغنيين يورثون أبناءهم المهنة، وما أدى لتفشى هذا الفساد الفاحش هو غياب القيم الأساسية التى تبنى المجتمع وفى مقدمتها أن يوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وقد كان هذا الشعار مطروحا فى فترة ما وهو ما نتج عنه إظهار أفضل الأشخاص، فيجب منح فرص للجميع وهو أهم شيء فى المنظومة الأخلاقية «عدم تفضيل الأقارب الفاشلين على الأشخاص النادرين والمميزين».

تابعت الكاتبة سلوى بكر: يجب أن تركز الحملة على أن المال ليس القيمة الأساسية، خاصة النفط بقوته الهائلة قلب موازين القيم الأخلاقية أى أنه إذا كان معك قرش فتساوى قرشا، وهذا هو الشعار الذى يطرحه الكثيرون، إنما إذا قلنا أن الإنسان يساوى الكثير بأخلاقه وسلوكه واستقامته سيكون من أهم شعارات المرحلة، بالإضافة إلى أنه على المؤسسة الإعلامية «الشركة المتحدة» أن تنظم اجتماعا مصغرا لعدد معين من عشرات الكتاب والمثقفين والمبدعين على مائدة مستديرة وتستمع لأرائهم حول كيفية طرح الجمل التى يريدون تقديمها للناس سواء بالموسيقى أو الأدب أو الفن التشكيلى وغيره، ولكن لا يمكن ان يسير الامر بشكل جيد إذا كانوا هم فقط من يقومون بالتفكير والتنفيذ.

ويقترح الروائى فتحى سليمان على الشركة المتحدة فى حملتها الدعائية « أخلاقنا» أن تتبنى حملة عشوائية فى الشارع وتمنح من خلالها جائزة عينية للسلوكيات الصحيحة مثلا لسائق يربط حزام الأمان، أو لشابة تساعد سيدة مسنة على عبور الطريق، أو لمشجع ألقى زجاجة مياة باردة فى إحدى المباريات لجندى يحمى الأمن فى الاستاد.

وأضاف: كما يجب أن تلقى الحملة الضوء على متطوعى جمعية أولادنا الذين لا يتقاضون مقابلا وهم يساعدون ذوى الاحتياجات الخاصة فى مهرجانهم السنوي، والشباب الذين يساعدون مرضى الزهايمر فى جمعية أو دار مسنين.

وأخيرا الطلب الصريح لكل كاتب وسيناريست بالشركة المتحدة أن تشمل أعمالهم الأدبية بعض المشاهد غير المباشرة التى تحرض على الأخلاق عمليا وليس بخطاب دعوي فقط.

قدرات هائلة فى مواجهة هجمات مستمرة.. القعيد: وصلت للمواطن والقدرات الهائلة لـ «المتحدة» ضمان لنجاحها
الشوباشى: مطلوب التأكيد على وحدة الأمة ونبذ الأفكار الدخيلة

أكد الكاتب والروائى يوسف القعيد، أن الحملة جاءت فى وقت مهم للغاية، فى محاولة لإصلاح عدد من المشكلات التى يعانى منها المجتمع بعد اعوجاج وانحراف عن المسار الصحيح لقيم المجتمع المصرى السامية، والتى تأثرت بالعديد من المداخلات ساهمت فى انحرافها عن طريقها خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن التحرك الآن لمواجهة هذا الاعوجاج تحرك محمود، ووجه الشكر إلى شركة المتحدة والقائمين عليها.

وأكد أن المتحدة بما تملكه من قنوات ومواقع إخبارية منصات إعلامية مختلفة، قادرة من خلال الحملة على إعادة الأخلاق الجميلة إلى المجتمع من خلال بثها والتأكيد عليها من خلال منصاتها الإعلامية، وكذلك من خلال الأفلام والمسلسلات التى تنتجها، مشيرا إلى قدرة الشركة على إنجاح هذه المبادرة، مؤكدا أن الحملة جيدة وسهل الوصول إلى المواطنين من خلالها، ويجب أن تصل إلى كل ما هو معوج ومحتاج تعديل وإعادة نظر ولابد ان يتم.

موضحا أن إنجاح الحملة يحتاج إلى كل ما يمكن عمله فهو مطلوب حتى لو تخلل نشرات الأخبار بهدف الحفاظ على قيم المجتمع ومطلوب فى هذه المرحلة.
وحذر من تزايد الفجوة بين المجتمع واخلاقه مؤكدا أن الهجمة تزداد وتوحش وقد تصل إلى مرحلة لا يمكن مواجهتها.

من جانبها قالت الكاتبة فريدة الشوباشي، إن الأخلاق فى المجتمع المصرى بدأت تتدهور منذ السبعينات وكان هناك ضرورة لتدخل سريع لمواجهة الأفكار الدخيلة على المجتمع، مؤكدة أن تدخل المتحدة حيوى وضرورى ولكنه غير كافٍ.

مؤكدة أن المبادرة شديدة الأهمية وتأخرت كثيرا ولكن يجب مساندتها والعمل على إنجاحها، لأن الفن والعلم لهم تأثيرات كبيرة على الإنسان فى تشكل الوعى المجتمعي، ولابد أن ما يقدم للمواطن لابد أن يمر من فلتر قيمى يضمن أن المادة المقدمة اخلاقية ولائقة للمجتمع، لأن المحتوى له تأثير إيجابى أو سلبي
وأوضحت أن المتحدة تدير مجموعة إعلامية مميزة وتستطيع أن تكون المؤثر فى محاولة إصلاح هذا الخلل المجتمعي، لمواجهة ما يبث للشباب من خلال الفيس بوك، وغيرها من المنصات الأخرى، والمتحدة لديها قدرة على تقديم محتوى جيد يتناسب مع قيم المجتمع وأفكاره بل نحتاج إلى مبادرات أخرى تقدر على استكمال هذه المبادرة، وأضافت أن كافة المبادرات التى قادتها المتحدة كانت مؤثرة إيجابيا.

وطالبت بضرورة اليقظة إلى ما كان يدبر لمصر، والتأكيد على أننا جميعا شعب واحد ولسنا عنصرين للأمة، وجماعة الإخوان حاولت أن ترفع راية التفرقة بين الشعب المصرى بعضه ببعض، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى أن وحدتنا هى قوتنا الحقيقية.

وأكدت على أهمية إحياء الرموز والقدوة فى وقت سعت السوشيال ميديا إلى تشويه الرموز الثقافية والفنية وخلق رموز أخرى وهمية.

ومن جانبها قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الإجتماع، أن الإعلام هو جزء أصيل من تكوين الفكر الشعبى المصري، مؤكدا أن الحملة شىء إيجابى ومحمود ويساهم فى التذكير بالأخلاق المجتمعية، وطالبت بضرورة العمل بشكل متناسق مع كافة المؤسسات فى الدولة، وأشارت إلى أن هذه الحملات تتعامل مع الذكاء الفطرى للشعب المصرى، وتواجه النماذج السلبية المطروحة من خلال الأعمال الفنية التى تبرز الشخصية السلبية التى تتخلى عن الأخلاق والقوانين لتعيش دور البطل.

وأضافت أن الجميع يتحدث بشكل جيد عن الأخلاق ولكن الحملة تعمل على الإعلام بهدف التذكرة، ولكن لابد أن يكون هناك تحرك من المؤثرات الأخرى، مثل الدراما والسينما والتى تكون قادرة على تأثير بشكل أكبر على المواطن، لأن التأثير يكون بشكل غير مباشر.

وطالبت بضرورة أن يكون هناك جهة تمنح موافقة أخلاقية للأعمال الفنية التى تنتج، بهدف التأكيد على القيمة والمخرجات من العمل الفني، وهذا جزء من دور المتحدة خلال الفترة المقبلة، كما أكدت أهمية مشاركة المدارس والمساجد والكنائس فى هذه الحملة ليكون تحرك من جميع الجهات بما يحقق النتائج المرجوة.

المشاركة للجميع
فرج: التوقيت هام وعلى المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية الانضمام
فهمى: نمتلك منظومة قيم متحضرة نحتاج إلى إحيائها 

 

يقول اللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية سابقا «حملة» أخلاقنا الجميلة التى أطلقتها شركة المتحدة هى حملة فى غاية الأهمية تستهدف ترسيخ القيم والمبادئ المصرية الأصيلة ونحن فى أمس الحاجة لهذا النوع من الحملات فى هذا التوقيت خصيصا، ولكن علينا ان نعلم جيدا ان ترسيخ المبادئ والقيم وغرس الاخلاق الجميلة هو دور يقع على عاتق كل مؤسسات الدولة وليس وسائل الإعلام فقط، كما يحتاج أيضا ان يبدء منذ النشأة فى المدارس والنوادى والمساجد والكنائس فهى جهات كلها لا تقل أهمية ابدا عن وسائل الإعلام ولها دور كبير فى تعليم النشأ وغرس المبادئ والقيم الأساسية بهم، وأضاف اللواء سمير فرج ان هذه الحملة لها دور فى غاية الأهمية وهو استرجاع التقاليد المصرية الجميلة، والتأكيد على تجانس العائلة وحب الأخوات وصلة الأرحام، واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير، ومن ثم العودة للحياة القديمة الجميلة التى نشأ آباؤنا وأجدادنا عليها.

ومن جانبه يضيف الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية «أن المبادرات التى تطلقها شركة المتحدة هى مبادرات جيدة جدا تأتى فى سياقها وتحاول ان تقدم افضل ما لدينا من قيم وموروثات اجتماعية وثقافية، وتقديم رسائل إيجابية تحاول تنبيه قطاعات المجتمع والرأى العام للتأكيد على ان هذا البلد لا تزال به العديد من القيم الأخلاقية الجميلة التى يجب التركيز عليها، والتنويه عنها فى إطار مبادرة او توجيه رسائل الانتباه فى سياقها الإعلامى هذا امر جيد جدا، وأوضح أستاذ العلوم السياسية انه يجب على جهات اخرى متعددة ان تتبنى هذه الفكرة وبالتالى توسيع نطاقها، فالقضية فى تقديرى ليست مقتصرة على الأخلاق الحميدة، بل نحن نحتاج إلى مبادرات لإعادة قيم المصريين الحميدة والتى تؤكد على النسيج المجتمعى لهذا البلد، ولذلك فنحن يمكننا القول بأن شركة المتحدة بهذا النوع من المبادرات تقوم بإحياء فكرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى التى طرحها من قبل وهى فكرة الوعى لدى المصريين، وهو ما تقوم به الأن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات وهو التجاوب مع فكرة الوعى لدى المصريين سواء كان هذا الوعى بقيمهم او اخلاقياتهم وثقافتهم أيضا التى تتعرض الأن لاستهداف من المنصات المعادية، والتى تحاول ان تظهر ان المصريين مختلفين وليس لديهم دراية بما حولهم، ولكن دور هذه المبادرات ان تتصدى لمثل هذه الصور السيئة بل وتؤكد على ما يمتلكه المصريون من عمق فى الثقافة والتاريخ.

وفى الإطار نفسه أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور الأستاذ الجامعى وعضو مجلس العلاقات الخارجية أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ظهرت فى وقت دقيق فى مصر ولعبت دورا متصاعدا فى حماية وتشكيل الوعى المصرى وسط فيضان من الأعمال المعادية التى وصلت إلى أطراف المجتمع، مؤكدًا على أن تدشين مبادرة أخلاقنا الجميلة برعاية المتحدة للخدمات الإعلامية بمصداقيتها وثقلها ونجاحاتها على الصعيد السينمائي، والدراما، والوثائقيات وسلسلة القنوات التليفزيونية، يأتى فى توقيت مهم أيضا، فهى محاولة للتوعية والتحصين فى الحوارى والقرى والنجوع قبل غيرهم، خاصة وأنها كما هو مأمول ستسعى وبشكل غير مباشر على العودة للسلوك المصرى المتميز فى نقاط وملفات محددة منها فى تصوري: دماثة الخلق، وقبول الآخر.

مساعدة الجار فى نفس الشارع ونفس الحي، إعلاء قيم الانتماء، ونبذ التطرف والعنف والاساءة للسيدات أو الفتيات، تنظيم حملات للنظافة، ونبذ ورفض شعبى لمن يتجاوز ويلقى بالقمامة أو مخلفات البناء فى الشوارع سواء بالنصح ولفت النظر، أو الابلاغ والاستعانة بكاميرات المحلات التجارية للوصول لمن لا يحافظون على نظافة الشوارع.

كل ما سبق يمكن أن تروج له أعمال المتحدة، وكبار نجومها سواء داخل الأعمال الدرامية بشكل غير مباشر.. أو بإنتاج مادة توعوية .. أو التوجه مباشرة للأندية ومراكز الشباب والجامعات للحوار مع الشباب وتوجيههم لفن مصر الراقى وتاريخها المتسامح وضرورة الغيرة على مكانة مصر وهى كذلك تشجع الإعراض عن كل ما يشوه الصورة..

سعيًا لتضافر الجهود الشعبية مع الجهود الحكومية والمؤسسية لتقديم حياة كريمة حضارية لكل المواطنين وهذا يستلزم أكبر قدر من الالتزام بالقانون والأخلاق. وسينجم عنه الحد من العنف والتلوث ومظاهر التدنى والفوضى.

وأوضح الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية «إن حملة أخلاقنا الجميلة خطوة جيدة تقدمها شركه المتحدة للخدمات الإعلامية وستسهم هذه المبادرة بشكل كبير فى استعادة المجتمع المصرى لـ «أخلاقنا الجميلة» ومواجهة الأفكار الغريبة التى تداهم عقولنا خاصه الشباب والتأكيد على الأخلاق التى تربينا عليها، وتأمر بها جميع الأديان السماوية والإنسانية، من احترام الكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب فى التعامل وتغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة.

 مضيفا أن أجمل ما فى المبادرة انها تأتى من خلال مشهد من فيلم او مسلسل مما يؤكد ان الفن يحمل رسالة وهدف وان سمو الاخلاق والذوق احد اهداف الفن المصري، ولا شك أن هذه المبادرة تهدف الى تربية أجيال جديدة على القيم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، وتذكير الأجيال الحالية بما تربينا عليه من قيم إنسانية والابتعاد عن التنمر ولمواجهة مساوئ السوشيال ميديا وربما تساهم هذه الحملة فى تخفيض معدلات الفساد والرشاوى وتحسين الأخلاقيات وأن تتحلى المعاملات التجارية والاقتصادية بالأخلاق وبالتالى يكون هناك محاربه لسياسات مثل الاحتكار والغش التجارى وغيرها من السياسات التى من شأنها الإضرار باقتصاد الدولة خاصه فى الوقت الحالى الذى يعانى العالم فيه من ازمات اقتصادية واجتماعية عالمية.

 ونتمنى أن تكون المراحل الأخرى من هذه المبادرة موجهة بحكمة الهدف منها نبذ التعصب والعنف وأيضا توجيه المجتمع لتقليل الظواهر الاقتصادية السيئة.

 

إقرأ أيضاً| حزب المؤتمر يعقد لقاءات جماهيرية لمناقشة كافة المشكلات ونقلها للحوار الوطني

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة