جانب من الحضور  خلال الافتتاح
جانب من الحضور خلال الافتتاح


«شجرة مـريم».. بركة فى مسـار العائلـــة المقدسة

آخر ساعة

الخميس، 22 سبتمبر 2022 - 09:08 م

محمد مخلوف

تحظى مصر بالعديد من المواقع الأثرية الدينية التى تحمل روائح الخير والبركة ويمكن أن تضعها على رأس الدول التى تحقق مكاسب هائلة من وراء استقطاب السياحة الدينية إليها، ويأتى مسار العائلة المقدسة، ليشكِّل واحدًا من أبرز تلك المعالم التى جرى الاهتمام بها أخيرًا، حيث بدأت أعمال التطوير عام 2021 بافتتاح أعمال تطوير موقع اسمنودب بمحافظة الغربية، كأول نقطة يتم تأهيلها، تلاها عدد من النقاط فى عدد من المحافظات، وفى مطلع الأسبوع الجارى جرى افتتاح أعمال ترميم وتطوير موقع شجرة السيدة العذراء مريم بمنطقة المطرية.

يضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كم ذهاباً وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوى كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار فى صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقى للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادى النطرون بالصحراء الغربية، حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء االسريانب، والبراموس، والقديس أبو مقار.ت

واتجهت بعد ذلك لمنطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد اشجرة مريمب، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادى وهى نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه، مشيرة إلى المقولة الشهيرة امبارك شعبى مصرب، وصولا إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت لمغارة درنكة، ثم العودة مجددا لأرض الموطن فى بيت لحم.

اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، أكد أن مسار العائلة المقدسة من المشروعات القومية التى بذلت فيها الدولة جهداً كبيراً ليصبح مشروعاً سياحياً ودينياً يجذب ملايين السياح من كل دول العالم خاصة، مشيراً إلى أن شجرة العذراء مريم من أبرز نقاط مسار العائلة المقدسة وتعرف بـالشجرة المباركة ، حيث استظلت بها مريم العذراء وابنها السيد المسيح عليهما السلام.

وأوضح أن عملية التطوير شملت توفير مظلات ومقاعد للزائرين بما يتفق مع الجو العام للمنطقة، بالإضافة لوضع لوحات إرشادية وتعريفية للمكان، وإتاحة الموقع للسياحة الميسرة من ذوى الهمم، كما تم إعداد مطويات باللغتين العربية والإنجليزية بطريقة برايل ، وتوفير نظام تأمين من خلال تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، ونظام حديث للإضاءة لإنارة المنطقة ليلا وإظهار مواطن الجمال بها، بالإضافة لرفع كفاءة الشوارع المؤدية للشجرة.

وأشار المحافظ إلى أن عملية التطوير الذى قامت بها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة شملت عمل مشروع لمعالجة مشكلة الصرف الصحى بشارع المطراوى ومنطقة شجرة مريم بتكلفة ٧٠ مليون جنيه، وتطوير المظهر الحضارى والهوية البصرية للمكان، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة، وطلاء جميع العقارات المطلة على المزار، وإجراء صيانة وترميم ورصف للمنطقة المحيطة بشجرة مريم وشارع المطراوى المؤدى للشجرة، وطلاء واجهات العقارات المحيطة بها وتغيير أعمدة الإنارة، وتوحيد شكل اللافتات أعلى المحال بمنطقة الشجرة.

من جانبه، أعرب أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، عن سعادته بتطوير شجرة مريم، واصفا إياه بـالمكان المهيب، الذى سيقدِّم للزائرين تجربة سياحية وروحانية متميزة، لافتًا للتعاون المثمر مع وزارة التنمية المحلية فى مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة الذى تم افتتاح عدد من نقاطه فى الفترة الماضية، ما يؤكد سير العمل بالمشروع على قدم وساق للانتهاء منه فى التوقيتات المحددة طبقا لتوجيهات القيادة السياسية وما توليه الحكومة من أولوية لهذا المشروع.

وأوضح أن هذا المشروع يعد من أهم المشروعات التراثية والحضارية، مشيرًا إلى أن وزارة السياحة والآثار تولى اهتماما كبيرا له، حيث يقوم المجلس الأعلى للآثار بترميم المواقع الأثرية الواقعة على هذا المسار، بالإضافة لقيام الوزارة بتطوير الخدمات السياحية حول هذه المناطق ورفع كفاءة الطرق المؤدية لها بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية وجهاز التنسيق الحضارى لتأهيل كافة نقاط رحلة العائلة المقدسة وتكوين بنية تحتية، وإنشاء طرق جديدة لتمهيد دخول السيارات والأتوبيسات السياحية، وتوفير كافة الخدمات السياحية اللازمة.

من جانبه، أعرب اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، عن سعادته بافتتاح واحدة من أهم نقاط مسار العائلة المقدسة فى موقع شجرة مريم، الذى يحتل مكانة خاصة فى قلوبنا جميعاً. وأشاد بالدعم والجهد والتنسيق الذى شهدته عملية تطوير نقاط المسار الـ25 فى 8 محافظات (شمال سيناء، الشرقية، الغربية، كفر الشيخ، القاهرة، البحيرة، المنيا، أسيوط)، وبدعم وتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، وبجهود ومتابعة مستمرة من المحافظين الذين أشرفوا على إتمام تأهيل تلك النقاط بمحافظاتهم، لافتاً إلى أن هذا الجهد تم بالتعاون والتنسيق مع الكنيسة القبطية وتحت رعاية وإشراف مباشر من البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية.

وأضاف: نحن أمام إعلان استكمال ترميم وتأهيل أحد أركان مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة لتكتمل الصورة الكلية للمشروع الذى تم تحت رعاية وتوجيه مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبدعم كامل من كافة وزارات وأجهزة الحكومة وبمتابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء، الذى قدم كل الدعم لإنجاح المشروع ووصوله للمرحلة الحالية، التى يمكن بعد افتتاحها أن نؤكد أن خط المسار بات مهيأً لافتتاح عالمى لواحد من أهم المعالم التراثية والإنسانية المتصلة بشعوبنا وبثقافتنا.ت

وساهمت جهود محافظة القاهرة وقياداتها التنفيذية بشكل فعال ليس فقط فى عملية تأهيل منطقة شجرة مريم وتطويرها، ولكن امتدت تلك الجهود لإتمام مشروع للصرف الصحى بشارع المطراوى بتكلفة حوالى 70 مليون جنيه، بالإضافة لما شهدته المنطقة عموماَ ضمن خطة الدولة من تطوير مرافق وطرق وكبار ومحاور من بينها (محور المطرية ومحور ابن الحكم)، جعلت منطقة شجرة مريم قريبة وسهل الوصول إليها ومحاطة بنطاق حضرى يليق بمقام المكان، وما يمكن أن يحققه من مكاسب للسياحة.

وقد تم الانتهاء من طلاء 37 منزلا بالمنطقة المحيطة بمزار شجرة مريم، وساهمت الجهود الذاتية من أهالى المنطقة والمجتمع المدنى فى ذلك، خاصة الجمعية الشرعية بالمطرية، حيث بلغت تكلفة عملية الطلاء حوالى 5 ملايين جنيه، التى يحمل إسهامها دلالات ورسائل تعكس قيمة مبادئ التعايش والتسامح والمحبة التى تجمع أهل مصر مسلمين وأقباطا، وحرص مصر على الحفاظ على هذا الإرث العالمى الفريد.

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن افتتاح شجرة مريم والمنطقة المحيطة بعد تطويرها سيكون نقطة جذب للسياحة خاصة فى ظل الدور الدينى الكبير والقدسية له كأحد نقاط رحلة العائلة المقدسة، متوقعا أن تشهد المنطقة رواجا كبيرا وأن تستقبل شريحة كبيرة من عشاق السياحة الدينية، مشيراً إلى أن المجلس يعمل على قدم وساق لسرعة الانتهاء من أعمال ترميم باقى المواقع الأثرية بالمحافظات الثمانى التى تحتوى على نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة.

فيما قال العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، إن أعمال تطوير شجرة السيدة مريم والمنطقة المحيطة بها شملت تخفيض منسوب المياه الجوفية والصرف الصحى، حيث تم تركيب طلمبات لشفط المياه، بإلاضافة لتنظيف ودهان سور المنطقة الأثرية من الداخل والخارج، وإجراء صيانة كاملة للأرضيات داخل أسوار المنطقة، وتم استبدال بعض الدعامات الحاملة للشجرة وتركيب سور خشبى حولها لحمايتها بشكل دائم، وتطوير ورفع كفاءة منظومة الإضاءة بمنطقة الشجرة وتطوير منظومة التأمين، عبر تزويد الموقع بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار.ت

وأوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن شجرة السيدة مريم تعد إحدى النقاط الهامة التى مرت بها العائلة المقدسة فى مصر، وتم تسجيلها فى عداد الآثار المصرية عام 1966، مشيرًا إلى أن الموقع الأثرى يتضمن الشجرة والبئر والمغارة، وأن مشروع التطوير شمل أيضا تطوير البطاقات التعريفية للأيقونات الموجودة بالساحة الخارجية للمنطقة الأثرية، ووضع لوحات تعريفية لمسار الزيارة بالشجرة من الداخل مع وضع خريطة عامة لمسار الرحلة المقدسة ونقاطه.

من جانبه قال المهندس عادل الجندى، مدير عام الإدارة العامة للاستراتيجية بوزارة السياحة والآثار والمنسق الوطنى لمشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة، إن مشروع تطوير شجرة السيدة مريم والمنطقة المحيطة شمل تطوير الممرات التى تصل بين موقع شجرة مريم والكنيسة الكاثوليكية المجاورة للموقع، ما يعمل على إثراء التجربة السياحية لزيارة منطقة شجرة مريم،تلافتا إلى أن فلسفة تطوير تلك النقاط تقوم على تطوير الموقع ومحيطه العمرانى من حيث طرق الوصول والخدمات السياحية والهوية البصرية للموقع والمنطقة المحيطة ككل.

أقرأ أيضأ l وزير السياحة والأثار يعقد ثاني اجتماعاته مع ممثلي اللجان النقابية للعاملين بالمجلس الأعلى للآثار

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة