محمود سالم
محمود سالم


محمود سالم يكتب: وزير المهام الصعبة

أخبار اليوم

الجمعة، 23 سبتمبر 2022 - 06:11 م

بقلم: محمود سالم

أول مرة يستضيف مجلس الأعمال المصرى الكندى د. على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية كانت فى إبريل 2017 وقت ذروة تداعيات قرار تحرير سعر الصرف وبدء برنامج الإصلاح الاقتصادى وما حدث من انفلات فى الأسعار واختفاء السلع، وكان الأمر يحتاج إلى يد خبيرة لاحتواء تلك التداعيات وتحقيق الاستقرار بالسوق وقد نجح الوزير بالفعل فى هذا التحدى .

واللقاء الثانى حدث فى يناير 2020 وكان وقتها يخوض معركة تنقية بطاقات التموين ذلك الملف الشائك الذى لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه لعقود طويلة لكنه اقتحمه بكل جرأة رغم الانتقادات الشديدة من الشارع وكان لديه هدف وحيد هو وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين .

ومنذ أيام كان اللقاء الثالث الذى يأتى فى ظل التحدى الأكثر صعوبة والأشد تعقيدا فالأزمة التى تواجهنا لا تواجه مصر بمفردها وإنما بلدان العالم أجمع والذى لم يكد يفيق من جائحة كورونا إلا واصطدم بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وهى الأشد قسوة والأكثر تهديدا بتوسيع رقعة الجياع حول العالم .

ومن هنا جاء وصف المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال له بأنه وزير المهام الصعبة، جاء ذلك الوصف خلال اللقاء الذى شارك فيه برافين أجراوال ممثل ومدير برنامج الغذاء العالمى بمصر والمهندس على عيسى رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين بجانب نخبة من المسئولين والخبراء الذين استمعوا إلى الأوضاع الحالية الخاصة بأزمة الغذاء الراهنة وهى الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية التى تواجه العالم حيث اجتمعت كل الظروف لتعمق من تداعيات هذه الأزمة وقد تشابكت الخيوط وتعقدت بتوقف سلاسل الإمداد وارتفاع معدلات التضخم وهو ما جعل التنبؤ بمستقبل الغذاء فى العالم مستحيلا فى حالة استمرار تلك الأوضاع الأمر الذى يهدد نحو مليارى شخص بالجوع عام 2050 وهى أرقام مخيفة وهناك 323 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة و49 مليونا على أعتابها . وكما يقول المهندس رسلان فإنه فى ظل عدم وضوح الرؤية وحالة الاضطراب التى يعيشها سوق الغذاء العالمى تسارع الحكومة المصرية من خطواتها للتعامل مع الأزمة بتوفير السلع وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية .

وهى إجراءات تدعونا للتفاؤل فلا خوف على مصر وهى دائما محروسة والتاريخ حافل بقصص النجاح وتجاوز أعتى الأزمات، وكما يقال فإن التفاؤل هو الميزة الأكثر ارتباطا بالنجاح . وهنا يأتى كلام د. مصيلحى الذى يزيد من حالة الاطمئنان بقوله إنه كان يقال إن مصر ستعانى بشدة من أزمة الغذاء لكن الحقيقة تقول العكس فلم يحدث نقص ملموس فى السلع، صحيح حدثت زيادات فى الأسعار لكن السلع متوافرة وكان وراء ذلك إجراءات جاءت على لسان رئيس مجلس الأعمال .
وبعد .. بالطبع كلام جميل ولكن طالما أنت وزير المهام الصعبة لعلك تعطى أسعار السلع الاهتمام الأكبر بعد انفلات عيارها حتى لا يكتفى المواطن بمشاهدتها والتحسر عليها!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة