الجمعة، 23 سبتمبر 2022 - 07:39 م

بقلم: يسري الفخراني

لا تجعل أحدًا يوقفك، كُن كمخلوقات ربنا الحُرة. الطيور في السماء لا يوقفها سياج أو سور أو سحابة متكومة على شكل ثعبان، والفراشات رغم ضعفها ورهافتها وعمرها القصير تُحلق دون صبر أو حساب من عاصفة فوق الزهور بكل ألوانها وعطورها.

لا تتوقف عن حلم راودك نهارًا أو ليلة، عن أُمنية ولو بَدت مستحيلة، عن خاطر عن خطوة عن رحلة عن بداية جديدة لا تخطر على بالك.
لا تسقط كطلاء هَش على سطح سفينة لم تُبحر منذ مواسم سفر، فلا أنت هَش ولا أنت سفينة مُعطلة ومجدافان مكسوران.
فى داخلك روح خُلقت لتنطلق فى أرض الله باتساعها، تُغير وتلمس وتَصنع وتحب وتعيش وتنجح.

إنك آدم، وعُلمت الأسماء كلها لكى تُهذب جَنتك وتروض أرضك وتُنبت شجرتك وتُشعل نارك وتَصنع بيتك وتَحمى حُبك وتَحتمى بقلبك.
خَلقك الله حُبا، الحب لك، ولَك الحب، فهل بعد الحب إلا الحب ؟ هل بعد الحب.. إلا أن نمتلئ يقينا أن من خلقنا حُبا وخلقنا بالحب وخلق لنا الحب.. منحنا حياة بأعينه نحيا وبرضاه.
افتح بابك ونوافذك، هِز تلك الخيالات التى تحبسك فى وهم لا أكثر، اهزم تلك الإحباطات والمرايا التى تعكس صورا غير حقيقية مخيفة. تحرك احلم اضحك تخيل، تلك القرارات الخجولة المؤجلة لا تعنى إلا موتك على قيد الحياة، فلا تكن مَيتا.. لا تُحب استسلامك، لا تعشق هزيمتك فى لا مبالاة.
أنت حُر، حُرا خُلقت، خُلقت تُحرك وتملأ الدنيا صخبا وأصداء وزهورا وصُنع يديك وموسيقى قلبك.
الراوى.. لا يملأ روايته بالحكايات إلا إذا تشجع وبدأ، حكى وتمادى حتى يكتب نهايات سعيدة.

لا يوجد راويا يائس أو جبان.. كما لا يوجد بحار بلا روح يشق زخم البحر وغموضه، لم يُخلق فلاح ليس لديه خيَال لملمس الشجرة ومذاق الثمرة، ولَم يولد رسام ليس شغوفا إلى ما لا نهاية بالألوان والورق الأبيض.
لم تَحبل امرأة لا يشتاق رحمها لمشقة حمل جنين وَونسه تسعة أشهر، ولَم يتعلم طفل حرفا لم يحلم يوما أن يقرأ هذه القصص الملونة التى لمسها ولعب بها وخبأها تحت وسادته قبل النوم.