السبت، 24 سبتمبر 2022 - 09:01 م

مخطئ من يظن أن القضية انتهت، فأفكار التطرف لا تزال تسرى تحت جلد البعض، فى التصرفات والسلوكيات والأقوال والأفعال، ويتم تمريرها بشعارات دينية، استغلالا لعشق الناس للأديان، واللجوء إلى المولى عز وجل فى كل الأوقات.

حب الوطن درجة من درجات الإيمان، ومن يموت مدافعا عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما الذين يرسمون الطريق إلى الإرهاب، فهم فئة تعبث ضد الحياة.

نزلت الأديان السماوية لما ينفع الأوطان والعباد وإسعاد البشرية، وواجب الجميع هو تحصين الشباب ضد ما يخرب عقولهم، فليس من التعاليم الدينية نشر ثقافة الموت التى يروج لها أصحاب العقول المحشوة بالمتفجرات والألسنة التى تطلق فتاوى دموية.

لعبت الجماعات المتطرفة على مقولة أن حب الأوطان يتعارض مع الأديان، فخلقت هواجس من الشك فى نفوس قلة من الناس، وإقناعهم بأن أرض مصر لدولة الخلافة المزعومة وأن البلاد يمكن أن يحكمها من غير أبنائها حتى لو جاء من أى دولة، رغم أن صحيح الدين يؤكد أن الأديان لا تتعارض أبدا مع الأرض والعلم والنشيد.

وأن الحدود التى لا يعترفون بها هى تحمى الأوطان والاستقلال والهوية، وليست تستوجب قتل من يحميها. أو أن يقتل المسلم أبناء وطنه تحت زعم الجهاد، ومن يفعل ذلك مجرم وإرهابى ولا علاقة للإسلام بجريمته النكراء.

الصحوة ضد أفكار التطرف يجب أن تكون مستمرة، وليست فقط حين يقع حادث إرهابى لا قدر الله، فالأفكار المتطرفة تظل تعشعش فى العقول، حتى يجيء وقت انطلاقها.

ذكّروا شبابنا بحكايات أولاد وبنات وآباء وأمهات الشهداء، هم منا ونحن منهم، يعيشون بلوعة من فقدوا ويعتصمون بالصبر والإيمان، ويحجون بيت الله الحرام، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

ذكروهم بملاحم الشهداء وهم شباب من خيرة أبناء الوطن، يضحون بأرواحهم ودمائهم، حتى تعيش بلادهم عزيزة بين الأمم، ويتمتع شعبهم بالأمن والسلام والطمأنينة.

قولوا لشبابنا إن من يقول الأوطان بدعة وضلالة عدو لبلده وأهله ودينه، وأن الجهاد ليس القتل والدماء ونشر الخوف والرعب بين الناس، وأن كراهية الأوطان ضد الأديان، وأن مصر لن يرتفع فوقها علم غير علمها، ولن يحكمها إلا مصرى من أبنائها.

العقول فى أمس الحاجة إلى التفكير السليم، والعودة الدائمة إلى الرسائل السامية للأديان، التى تحض على السلام والمحبة والرحمة، وتنشر العدل بين الناس.