صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الطلب الآسيوي على النفط مرشح للنمو بـ 510 آلاف برميل يوميا

عبد النبي النديم- عواد شكشك

الأحد، 25 سبتمبر 2022 - 06:24 م

 

توقع تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن تشهد آسيا نموا في الطلب يزيد على مليون برميل يوميا في 2023، فيما يزداد تدفق النفط الروسي إلى الهند والصين، مرجحا تأخر إحياء الطلب الآسيوي على النفط إلى مستويات ما قبل الوباء حتى 2023، حيث إن توقعات الاستهلاك الأسوأ من المتوقع في الصين على خلفية الإغلاق الناجم عن الوباء سيعوض المكاسب حسبما نشر موقع جريدة الاقتصادية السعودية .


وأكد أن الطلب الصيني على النفط متزامن مع مخاوف الضيق من عمليات الإغلاق التي لا تنتهي وسيكون التأثير في الاستهلاك الكلي للخام في آسيا هائلا ونتيجة لذلك سيكون من الصعب على الطلب الآسيوي على النفط هذا العام أن يرتفع إلى المستوى الذي رأيناه عام 2019 قبل الوباء.


وتوقع التقرير أن ينمو الطلب الآسيوي على النفط بمقدار 510 آلاف برميل في اليوم في 2022 بعد تعديله بالخفض مرة أخرى بسبب الصين بشكل أساسي، لكن من المتوقع أن يرتفع نمو الطلب في آسيا مرة أخرى فوق مليون برميل في اليوم في 2023، حيث يبدأ محرك الصين في العودة إلى طبيعته، وهو ما يمثل 45 في المائة من النمو الإقليمي.


وسجلت أسعار النفط الخام انخفاضات حادة في ختام الأسبوع الماضي بسبب مخاوف الركود وضعف الطلب العالمي، خاصة مع رفع الفائدة الأمريكية وزيادة توقعات الركود المحتملة، حيث خسر الخام الأمريكي 6.1 في المائة بينما تراجع خام برنت 5.3 في المائة على أساس أسبوعي، وسجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في عقدين ما يضغط على النفط.


وأضاف، أنه مع ذلك لا يزال هناك خطر حدوث مزيد من التعديل النزولي بسبب الإغلاق المتقطع للصين ومع تزايد المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي والإقليمي، وإضافة إلى ذلك واجهت عملية الإنعاش الاقتصادي العالمي عدة حواجز هذا العام ومن بين هذه التحديات ارتفاع معدلات التضخم والتداعيات السلبية المستمرة للحرب في أوكرانيا.


واعتبر التقرير أن ارتفاع أسعار الطاقة عقد مهمة صانعي السياسة الآسيويين فقد أجبر البنوك المركزية على التركيز على احتواء التضخم حتى مع استمرار الطلب في مواجهة مشكلة تجدد الوباء في أجزاء كثيرة من المنطقة.


من جانبه، أوضح تقرير "أويل برايس" الدولي، أن أسعار النفط الخام تراجعت بنسبة 5 في المائة مع تراجع المؤشر الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ يناير على خلفية المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي والركود الذي يلوح في الأفق.


وأشار إلى تفوق المخاوف من تباطؤ الطلب على النفط وسط ركود محتمل على تصعيد الحرب الروسية في أوكرانيا لافتا إلى قفزة سابقة في أسعار النفط الخام جاءت عقب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعبئة جزئية" لـ300 ألف جندي لإرسالهم للقتال في أوكرانيا، وذلك في أول تجنيد جماعي في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.


وركز على تأثير قوة الدولار واشتداد المخاوف من حدوث ركود مع قيام البنوك المركزية الرئيسة برفع أسعار الفائدة مرة أخرى لمحاربة التضخم حيث رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 75 نقطة أساس أخرى للمرة الثالثة على التوالي، كما شهد اليوم التالي رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 2.25 في المائة، وهو أعلى معدل منذ بداية الأزمة المالية 2008.


ونوه التقرير إلى اتجاه النفط الخام هبوطيا بعد انخفاض الرغبة في المخاطرة في السوق مع تأكيد "ساكسو بنك" أن القلق من النمو قد زاد قليلا، حيث استمر الدولار والعوائد في الارتفاع، معتبرا أن الاقتصاد العالمي والسوق النفطية اجتازا ربعا صعبا وذلك في الوقت الذي يتم فيه تسعير مخاطر النمو حيث تم ترك السوق للقلق بشأن تأثير خفض العرض الناتج عن حظر الاتحاد الأوروبي على النفط والوقود الروسيين، فضلا عن انعكاس جزئي لبيع الولايات المتحدة 180 مليون برميل من إنتاجها.


وذكر أن المعنويات في أسواق النفط كانت هبوطية في الأسابيع الأخيرة بسبب خطر تصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا.


وأشار التقرير إلى أن "الفيدرالي الأمريكي" أوفى بوعده بمعالجة التضخم بقوة ورفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008 برفع 75 نقطة أساس ما يؤكد مخاوف المحللين من أن هدفه الأساسي لكبح التضخم سوف يتجاوز أي مخاوف متعلقة بالنفط ومع ذلك أدى التصعيد هذا الأسبوع في الحرب الروسية - الأوكرانية إلى تجدد المخاوف من خفض الإمدادات الروسية التي جنبا إلى جنب مع الأخبار عن فتح الصين أخيرا لمدنها بعد عدة أشهر من الإغلاق حيث تصدت لضغوط الهبوط على الأقل في الوقت الحالي.


وذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد حزمة العقوبات الثامنة لروسيا مع توقع ضم روسيا لأجزاء من شرق أوكرانيا بعد الاستفتاءات التي تجرى حاليا فيما يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى وضع حزمة عقوبات أخرى من شأنها أن تضع قيودا أكثر صرامة على صادرات التكنولوجيا الفائقة وتنفذ سقفا لأسعار النفط على مستوى المجموعة.


وتوقع التقرير أن يقوم للاتحاد الأوروبي بإعفاء الولايات المتحدة من قواعد الكربون حيث يعفي الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة من ضريبة حدود الكربون التي من المتوقع أن تبدأ في 2026 شريطة أن يكون للولايات المتحدة المسار نفسه من حيث خفض الانبعاثات.


وأشار التقرير إلى أنه بمجرد توقف إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي من المتوقع أن تضاعف مصافي التكرير الأمريكية شراء النفط الثقيل الكندي الرخيص من ألبرتا.


من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط خلال تداولات أمس الأول على نحو واسع النطاق وذلك ‏في ظل المخاوف بشأن الطلب العالمي نتيجة إشارات الركود المحتملة.‏


يأتي ذلك في أعقاب قرار الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية العالمية ‏التي شددت سياساتها النقدية برفع ملحوظ في معدلات الفائدة بشكل تدريجي، وتثير هذه القرارات المخاوف بشأن ركود الاقتصاد العالمي ما يؤثر بدوره سلبا ‏في الطلب على السلع والخدمات وكذلك على الإنفاق.‏
وعلى صعيد التداولات، هبطت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم ‏نوفمبر بنسبة 6.1 في المائة، إلى ‏‏78.4 دولار للبرميل.‏ وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم نوفمبر بنسبة 5.3 في المائة، ‏إلى 85.6 دولار للبرميل.‏ وتراجعت عقود أقرب استحقاق لخام برنت والخام الأمريكي 3.78 في المائة، و5.37 في المائة، على الترتيب خلال الأسبوع المنصرم.


وسجلت الأسهم العالمية أدنى مستوى في عامين، الجمعة، في حين سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في عقدين، ما يضغط على النفط.


من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد أجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بواقع حفار واحد هذا الأسبوع، حيث ارتفع إجمالي عدد الحفارات إلى 764 هذا الأسبوع - 243 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
وأشار تقرير شركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع لتصل إلى 602، بينما تراجعت حفارات الغاز بمقدار اثنين إلى 160 وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين.


ولفت إلى زيادة عدد الحفارات في حوض بيرميان من حفار واحد إلى 344 هذا الأسبوع بينما بقيت الحفارات في إيجل فورد على حالها عند 72 فيما سجلت حفارات النفط والغاز في بيرميان 84، موضحا أنه أثناء ارتفاعه عاما بعد عام ظل الحفر النشط في بيرميان بالقرب من المستوى الحالي منذ منتصف مايو.


ونوه إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في حالة ركود عند 12.1 مليون برميل يوميا للأسبوع الرابع على التوالي للأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر ، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية.
وأشار التقرير إلى زيادة مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام، وزادت 1.5 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

 

إقرأ أيضاً

 

الطلب الآسيوي يُحبط جهود الغرب لوقف زيادة أسعار النفط الروسي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة