جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: زلزال «ميلونى» يضرب أوروبا!

جلال عارف

الإثنين، 26 سبتمبر 2022 - 08:46 م

بينما أوروبا تستعد لشتاء صعب، وتواجه التطورات الخطيرة فى حرب أوكرانيا والمخاوف من دخول السلاح النووى على الخط. ها هى تواجه صدمة جديدة مع نتائج انتخابات إيطاليا التى تذكر أوروبا من جديد بأن مستقبل اتحادها فى خطر!! ورغم أن كل التوقعات كانت تشير إلى ما تحقق فى انتخابات إيطاليا من فوز كبير لليمين المتطرف، فإن صدمة أوروبا كبيرة مع سقوط القوة الثالثة فى أوروبا فى قبضة اليمين المتطرف بقيادة «جورجيا ميلونى» التى ترشحها نتائج الانتخابات لتكون رئيسة الحكومة الجديدة بعد أن فاز حزبها «إخوة إيطاليا أو إخوان إيطاليا» بالمرتبة الأولى بين الأحزاب، وضمن مع حلفائه من اليمين المتطرف الأغلبية البرلمانية.

«ميلونى» القادمة من حزب له جذوره الفاشية حققت نصرا كبيرا وقفزت بحزبها من ٤٪ فى الانتخابات السابقة إلى أكثر من ربع الأصوات. كانت قد اختارت أن تبقى خارج الحكم لتستفيد من غضب الشارع بسبب الأزمة الاقتصادية. ولتحصد نتيجة فقد الأحزاب التقليدية لثقة الناخب، ولتستغل موجة صعود اليمين المتطرف فى أوروبا، لتصل إلى حكم إيطاليا فى ظروف بالغة الدقة داخليا وخارجا.

اليمين المتطرف حقق انتصارات فى العديد من دول الاتحاد الأوروبى آخرها السويد، لكن إيطاليا أمر آخر.. إنها القوة الثالثة فى أوروبا، وهى الدولة التى كانت منذ الحرب العالمية الثانية حريصة على استبعاد الفاشية والتعلم من درس وصول موسولينى للحكم وما جرى عليها.

الآن تعود «ميلونى»، بموقف حاسم ضد الهجرة، وبرؤية محافظة فى الداخل وعنصرية فى الخارج. أول ما قالته بعد الانتخابات: انتهى العيد، وستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية. وكان الرد سريعا من رئيسة المفوضية الأوروبية «فون دير لاين»، بأن الاتحاد الأوروبى لديه أدواته لمعاقبة الدول الأعضاء التى تنتهك سيادة القانون وقيمة المشاركة فى إشارة إلى أن إيطاليا لن تستطيع الاستغناء عن الدعم المالى الأوروبى. قد يكون ذلك صحيحا، لكن الصحيح أيضا أن الخطر أكبر من ذلك.. الأزمة الاقتصادية تتصاعد، وتكاليف حرب أوكرانيا وتوابعها تزداد، واليمين الفاشى أو النازى ينتظر الاحتفال بالانتصار فى عواصم أخرى بعد روما، وبتوابع عديدة لزلزال «ميلونى»!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة