كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: لك يا مصر السلامة

كرم جبر

الإثنين، 26 سبتمبر 2022 - 08:48 م

أكثر من يسىء إلى الإسلام هم بعض المسلمين أنفسهم، بإصرارهم على أن ينسبوا لديننا الحنيف أشياء ليست فيه، فالمسلم لا يريد من دينه أكثر من التحلى بأخلاق رسول الله، الذى بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، وأولى صفاته الصادق الأمين، والصدق عكس الكذب والأمانة عكس الخيانة، وهاتان المشكلتان أساس البلاء، الذى يلم بأمتنا، ويشوه صورة الإسلام الصحيح أمام الآخرين .

مكارم الأخلاق علامةً لكمال الإيمان وسمة من سمات المؤمن ومقصداً لرسالته ومهمته، فقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً»، وقال صلى الله عليه وسلم «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «..وخالق الناس بخلق حسن».

معنى ذلك أن الرسول جاء بالإسلام منفتحاً على الآخر حيث «وخالق الناس» وليس المسلم فقط، ولأن الرجل لا يقاس بصلاته وصيامه فقط، بل لابد من النظر فى أخلاقه وشيمه، وكم من أناس قد فوتوا على أنفسهم فائدة أعمالهم بسوء أخلاقهم.. قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فلانة تصوم نهارها وتقوم ليلها ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها» فقال (صلى الله عليه وسلم): (لا خير فيها هى من أهل النار).

ويقول قائل: دعنى أرى الدين فى سلوككم وأخلاقكم، ولا تزايدوا وتكذبوا وترمون غيركم بما فيكم، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »، « وإنك على خلق عظيم »، ولو اتبعنا ذلك « كنتم خير أمة أخرجت للناس ».

ما أقبح من ينصبون أنفسهم أوصياءً وجلادين وسيافين، وينشرون الخوف والذعر بين المواطنين الآمنين، ويدعون حدوداً ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاماً ومحبة وتسامحاً، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين، وما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدى للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيرا وليس ألغاماً ومتفجرات.

لا صلاح إلا إذا اغتسلت الأرواح وتطهرت القلوب، ورفعنا أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنا نسألك أن تطهر قلوبنا، وتكشف كرْبنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا وتغنى فقرنا، واجعل لنا من كل خير نصيبا، وإلى كل خير سبيلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين».. ولا تلهينا هموم الحياة ومشاغلها عن الاحتماء بسماحة الدين.
أقول ذلك لمن حاولوا اختطاف الوطن من هويته، وانتزاع علمه ورايته، فالأديان لا تحض على كراهية الأوطان، ومخطئ من يتصور أن حب الوطن يتعارض مع حب الدين، ولك يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة