أهرامات  الجيزة
أهرامات الجيزة


في اليوم العالمي للسياحة ..

مصر تخطو نحو 30 مليار دولار إيرادات من السياحة 

مي سيد

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022 - 12:55 م

تحتفل وزارة السياحة والآثار اليوم، بيوم السياحة العالمي، لذلك نبرز أهم إنجازات  القطاع السياحي المصري و المقترحات المقدمة من أجل تحقيق هدف الحكومة المصرية لزيادة إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار خلال الـ3 سنوات المقبلة، لمواجهة الفجوة في النقد الأجنبي، واستغلال مقومات البلاد السياحية لزيادة عائدات القطاع والذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية.

وكان د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء طلب من المستثمرين بقطاع السياحة إعداد قائمة بجميع الطلبات والمقترحات للنهوض بالقطاع، قائلا: ولو لبن العصفور هييجي دعما لهذا القطاع.. احلموا واحنا نحقق الأحلام دعما لهذا القطاع الحيوي.

انجازات قطاع السياحة 
يذكر أن إجمالي عدد المتاحف في مصر بلغ 43 متحفًا في 2021، بالإضافة إلى 145 منطقة أثرية على مستوى محافظات الجمهورية في 2020، ونحو 886 فندقًا ثابتًا وقرية سياحية بنهاية 2021، وقرابة 88 فندقًا مشاركًا ببرنامج النجمة الخضراء في مصر في 15 وجهة على مستوى الجمهورية حتى الآن، وأكثر من 20 مركزًا أخضر للغوص، كما وصل عدد المطارات المدنية في مصر إلى 26 مطارًا في يونيو 2022، بينهما مطاران، بنظام الـBOT، وهما: مطار مرسى علم، ومطار العلمين، ومطارات أخرى جديدة، كمطار سفنكس، ومطار العاصمة الإدارية، وغيرها.

وتضمن التقرير أبرز جهود الدولة لدعم وتطوير قطاع السياحة في ظل ما تعرض له العالم من أزمات صحية واقتصادية، خاصة توجيه 50 مليار جنيه لدعم قطاع السياحة ضمن مبادرة البنك المركزي لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، و50 مليار جنيه لتمويل إحلال وتجديد الفنادق، إلى جانب إطلاق العديد من الحملات الترويجية لتنشيط السياحة، مثل: مبادرة "اكتشف مصر من بيتك"، كما كانت مصر ضمن أكثر دول العالم أمانًا وفقًا للمؤشرات الدولية؛ حيث جاءت في المرتبة الـ 65 من بين 134 دولة في 2021 في "مؤشر أكثر دول العالم أمانًا" متقدمة 38 مركزًا عن عام 2019. 

كما سعت مصر إلى تطوير البنى التحتية وتحقيق طفرة في تشييد الطرق، لتخفيف الكثافات المرورية والارتقاء بجودة حياة المواطنين وخدمة الأغراض السياحية، بجانب تنفيذ مشروعات النقل الحديث، مثل: المونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف، وتطوير السكك الحديدية. وكذلك الاهتمام بإنشاء وتطوير المدن، مثل: مدينة العلمين الجديدة، والتي تُعد نموذجًا جديدًا لمدن الجيل الرابع، ومدينة الجلالة الجديدة والتي ينظر لها كمدينة ذات إمكانات عالمية، بجانب ترميم وتطوير الكثير من المناطق السياحية والأثرية، أبرزها: مسار العائلة المقدسة، والذي يستهدف تنشيط السياحة الدينية وتنويع مصادر السياحة في مصر، وافتتاح المتحف القومي للحضارة، كأول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية في مصر والمنطقة العربية.

وسلّط الإصدار الجديد من سلسلة "جهود على طريق التنمية"، الضوء أيضًا على مجموعة من الاكتشافات والفعاليات الأثرية التي أبهرت العالم، وفي مقدمتها "المدينة الذهبية المفقودة" بالأقصر، والتي يعود تاريخها إلى عهد الملك "أمنحتب الثالث"منذ 3000 عام، ليتم اكتشافها بواسطة البعثة المصرية برئاسة د. "زاهي حواس"، وإحياء طريق الكباش بالأقصر، الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، ليحاكي افتتاحه احتفال المصريين القدماء بعيد "الأوبت"؛ في خطوة جادة للترويج السياحي لمدينة الأقصر، مشيرًا إلى نجاح حفل موكب "المومياوات الملكية"؛ بنقل 22 مومياء لأعظم ملوك وملكات مصر لأول مرة من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، في مشهد مهيب لا ينساه العالم، بجانب الاستعدادات الجارية لافتتاح "المتحف الآتوني" بمحافظة المنيا، كأهم المتاحف المتخصصة في حقبة الملك إخناتون وعصر العمارنة، إلى جانب الاكتشافات العديدة بمناطق: "سقارة"، و"أبي صير"، وصعيد مصر، وشبه جزيرة سيناء. 

واستعرض الإصدار الجديد، أبرز إنجازات قطاع السياحة والإشادات الدولية به؛ حيث جاءت مصر ضمن أفضل 20 وجهة للسفر وفقًا لمؤشر السفر الإسلامي العالمي في 2022، كما جاءت مصر في المركز الثاني من حيث نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر الموجه للمشروعات السياحية على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك من عام 2017 إلى 2021، كما صُنفت مصر ضمن أفضل الدول لممارسة سياحة رحلات الطرق في 2022، كما كانت مصر الأولى في مشروعات الفنادق في إفريقيا في 2022، حيث حققت فنادق "القاهرة" قفزة ملحوظة أيضًا خلال الربع الأول من 2022، بزيادة 106% في نسب الإشغال مقارنة بالربع نفسه من العام السابق.

وتطرق التقرير، إلى الاستعدادات الجارية حاليًّا لاستضافة مؤتمر المناخ "cop27" في "شرم الشيخ"، وذلك بتنظيم رحلات سياحية للوفود المشاركة، وتحويل مدينة "شرم الشيخ" لمدينة خضراء، وإطلاق حملة ترويجية للسياحية البيئية "ECOEGYPT"، وإطلاق حملة "القائمة الخضراء" لزيادة وعي السائحين بالفنادق والمنشآت الحاملة للعلامات البيئية، وغيرها من الجهود.

مقترحات لتحقيق هدف الـ30 مليار دولار ايرادات 
أكد د.سعيد البطوطي أستاذ اقتصاد السياحة بجامعة فرانكفورت و عضو المجلس الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية أن مصر من الوجهات السياحية الفريدة والتي تحتضن كافة مقومات الجذب السياحي المعرفة والمحببة والتي تغطي كافة الشرائح من المستهلكين السياحيين في جميع الأسواق بدون استثناء.

ولكي يأتي هذا الكم الضخم والمتنوع من مقومات الجذب السياحي بالنتيجة المرجوة والتي تتناسب معه، لا بد من وجود إستراتيجية قومية للسياحة تتضمن تخطيط المناطق وتوزيع الخدمات وتخطيط نمو الطاقة الاستيعابية تطابقاً مع الجهود التي تخص تنمية الطلب.

وأشار د.سعيد  البطوطي، إلى أن السياحة في مصر تحتاج في الوقت الحالي إلى تحرك ميداني وحركة دؤوبة من أجل تنظيم العمل والتخطيط السليم وتحسين الخدمات والبنية الأساسية للخدمات السياحية من أجل تحفيز الطلب وضبط وعادلية أسعار الخدمات، وبالتالي تحفيز الاستثمار الحقيقي والجاد من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية.

اقرأ ايضا :- خريطة المتاحف المجانية في القاهرة للمصرين يوم الثلاثاء | صور

وقال البطوطي، إن السياحة في مصر تحتاج في الوقت الراهن إلى مسؤولين أقوياء لديهم فكر ويمتلكون خلفية معلوماتية ومهنية تؤهلهم إلى:

• إعادة تخطيط المناطق السياحية ومراجعة تكامل الخدمات بها.

• إعادة مراجعة الطاقة الاستيعابية للوجهة السياحية ووضع الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد من أجل تطوير الطاقة الاستيعابية الحالية والزيادة المخططة لها.

• وضع المخططات العامة من أجل تنمية المناطق السياحية وتوزيع الخدمات بها بناءً على مخططات عامة Master Plans وخلق وتمهيد البيئة المواتية للاستثمار بها بناءً على تلك المخططات.

• القرارات الجريئة بمساعدة الدولة من أجل إعادة تخطيط منطقة الساحل الشمالي من أجل الاستفادة القومية من تلك المقومات الطبيعية التي حبا الله مصر بها، فسواحل مصر على البحر الأبيض المتوسط رائعة الجمال يكملها جو مصر المعتدل مما يجعل منها منتج سياحي لا ينافس قريب جداً من المصدر الرئيسي لحركة السياحة العالمية وهو السوق الأوروبي والذي يمثل حوالي 76% من حجم حركة السياحة العالمية.

• القرارات الجريئة بمساعدة الدولة من أجل إعادة التأهيل العناصر البشرية العاملة في المجالات السياحية المختلفة وحسن تدريبها وتنقيحها، ووضع خطط عاجلة لتدريب المدربين، وكذا تحفيز الدولة على سن القوانين واللوائح المتعلقة بحقوق العاملين في المجالات السياحية ووضع حد أدنى للأجور لكل وظيفة من أجل الحفاظ على تلك العمالة وعدم هروب العمالة المدربة إلى خارج البلاد بسبب تدني الأجور وهضم الحقوق، هذا الأمر هام جداً ولا بد أن يكون في مقدمة أولويات الدولة، فأصحاب الفنادق والمشروعات السياحية كل ثقافتهم المتعلقة بتخفيض مصروفات التشغيل تتمثل في تخفيض مرتبات العاملين وهضم حقوقهم وتشغيلهم بنظام السخرة والاستعباد واستغلال حاجتهم للعمل، شيء خطير جدا لا تدركه الدولة وهو أن سوق العمل السياحي يحدث له تفريغ كل يوم من العمالة المدربة والإداريين المهرة ذوي الخبرة حيث هجرة هؤلاء بشكل مستمر إلى دول الخليج وبعض الدول الأخرى والتي تفتح لهم الفنادق والمشروعات السياحية أبوابها وتعطيهم العائد المادي المناسب الذي يجعلهم يبدعون ويظهروا مهارات وإنتاجية رائعة ومذهلة، في الوقت نفسه تظل بالبلاد العمالة الغير مدربة وعديمي الخبرة مما يؤثر سلباً على مستوى الخدمات وتدني مستواها وهو الوضع الحالي وبالتالي التأثير السلبي على الوجهة السياحية وسمعتها، وبناء عليه تدني الأسعار لتحفيز الطلب وعدم وجود حافز فعلي للمستثمرين الجادين.

• العمل الميداني ودوام الحركة والمرور على المناطق المختلفة والوقوف على حالة المشروعات السياحية وحل مشاكلهم ومساندتهم، والتواصل بشكل شخصي مع المحليات على أرض الواقع ومع الجهات المختلفة التي تتداخل اختصاصاتها مع السياحة والمشروعات السياحية، وعدم الاعتماد على التقارير والتليفونات والاستماع.

• إعداد برامج تثقيفية حقيقية وواقعية يتم تنفيذها على أرض الواقع ومن خلال أدوات ووسائل فعالة من أجل حملة توعية سياحية شعبية حقيقية للنهوض بالوعي السياحي لدى المواطنين، مع إشراك عناصر هامة في المجتمع في تلك الحملة مثل أساتذة الجامعات المؤهلين وعناصر مختارة حسني السمعة من المرشدين السياحيين على سبيل المثال، مع التركيز على اللقاءات المباشرة مع التجمعات البشرية والمدارس والجامعات والنوادي واللقاءات الجماهيرية المباشرة بالمحافظات.

• مراجعة الوجهة السياحية ومسح بيئتها الخارجية والتي تشمل المنافسة وإجراء تحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.

• وضع الأهداف الإستراتيجية الكمية والدورية.

• وضع وتخطيط وتنفيذ المزيج التسويقي الذي يتناسب مع كل سوق من الأسواق وتقدير الأسواق الحالية والتنبؤ بالأسواق المستقبلية، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات البيئية العامة والتغيرات التي فرضتها الظروف على أمزجة وتطلعات المستهلكين السياحيين بالمجتمعات المصدرة للحركة السياحية. وكذا مراجعة الوجهة السياحية وتحليل مدى جاذبيتها بالنسبة للأسواق، ودعم ومتابعة الجهات أو الهيئات المنوط بها تنفيذ تلك الأهداف وتقييم النتائج.

واختتم تصريحاته مؤكدا على أن عندما يحدث ذلك ستحصل مصر قطعًا على نصيبها العادل والذي تستحقه ويتناسب مع القدر الهائل والمتنوع من المقومات السياحية التي تحتويها، وسوف يساهم ذلك كثيرا في تغيير وضع الاقتصاد المصري وانعكاس ذلك على رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين وزيادة انتمائهم.

ومن جانبه قال تامر مكرم رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، إن مكانة مصر السياحية بما تضمه من مقاصد متنوعة ومقومات مناخية فريدة تسمح بأن تصل إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار خلال 3 سنوات، وأن تحقق أعلى من هذا المستهدف، مضيفا أن الجمعية تعد ورقة بأهم مقترحاتها وتوصياتها في سبيل الوصول لذلك الهدف خلال الفترة المقبلة.


وأضاف مكرم، أن أبرز مقترحات الجمعية لزيادة إيرادات السياحة هي تطوير قطاع الطيران من خلال تطوير المطارات المصرية وزيادة عدد خطوط الطيران، مشددا على الدولار الكبير لقطاع الطيران في جذب السياحة وتيسير وصوله للمقاصد السياحية، ويعد أهم ملف يمكن من خلاله لمصر أن تنفذ إلى أسواق عديدة.


وذكر تامر مكرم أن مصر أمامها فرصة في ظل التداعيات التي تواجه الاقتصاد العالمي أن تستحوذ على نصيب أكبر من السياح، حال استغلال موقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاثة مما يسهم في سرعة وصول السائح، وانخفاض تكلفة السفر والإقامة في مصر مقارنة بالأسواق المنافسة، علاوة على تنوع المقاصد السياحية بشكل يسمح لها باستقبال السياح طوال العام في مقابل أسواق منافسة تستقبل سياحة موسمية، وتحقق إيرادات أعلى من مصر.


وأشار مكرم إلى أن تراجع سعر الجنيه أمام الدولار يزيد من تنافسية السياحة لمصر، حيث يسهم في انخفاض تكلفة السفر والإقامة بالنسبة للسائح الأجنبي ويزيد من فرص زيارته لمصر أكثر من مرة خلال عام وزيادة مدة إقامته مما يزيد من عدد الليالي السياحية، ومن ثم يرفع إيرادات الدولة من السياحة مما يسهم في سد فجوة النقد الأجنبي التي تواجهها الدولة، وهي أفضل مصادر توفير الدولار، وتوفير ملايين فرص العمل.

اوضح التقرير الصادر عن  الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء،  أن عـــدد الســائحـين الــوافـدين مـن كــافة دول العـالــم بلغ 4,9 مليـون سائـح خـلال النـصف الأول من عام 2022 مــقـابل 2,6  مليون سائح خلال النصف الأول من  عام 2021 بنسبة ارتفاع  قدرها 85,4%.

وجدير بالذكر تعاقدت وزارة السياحة والآثار  مع شركة McCann الأمريكية لتولي تنفيذ الحملة الترويجية للسياحة، على أن تنطلق الحملة خلال الربع الأخير من العام الجاري، تزامنا مع عدة احتفالات تعتزم مصر إطلاقها خلال هذه الفترة أبرزها ذكرى مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة