د. هبة جمال الدين
د. هبة جمال الدين


إلى قداسة البابا وفضيلة الإمام.. شكراً وليس دفاعاً

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022 - 05:04 م

طالعنا خلال الأيام الأخيرة عدد من الشخصيات التي تكتب بمداد السم تطاولاً تارة، وتهكماً تارة أخرى على موقف كل من قداسة البابا تواضروس بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تجاه ما يسمى بالديانة الإبراهيمية المزعومة، وبالرغم من البحث المستمر عن هوية المتطاولين ممن يخطون هجماتهم بأقلام باهظة الثمن إلا أننا وبكل أسف لم نسمع أو نقرأ أي منهم في مجال البحث العلمي؛ الذي تتميز به المراكز المصرية المتخصصة والتي كان لها السبق في درء عدة مخاطر أحاطت بالأمة العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة، حيث شملت مؤخرا في مزاعم الديانة الإبراهيمية والأخوة الإنسانية  والمشترك الإبراهيمي.

ولا بأس فقد اعتاد الباحثون المصريون على فتح فصول التعليم المجانية لكل شارد عن المنهاج السليم ونتائج البحث العلمي القويم، التي تدعم صانعي القرار بمنطقتنا العربية والإسلامية لدرء المخاطر وإحباط المؤامرات.

ولا سيما بعد أن شكك البعض بل وغالي في التشكيك لحد المؤامرة والتسيس والهجوم والانتقاد والتخوين والتهجم على كبار رجال الدين والعلماء والفقهاء ورجال الفكر والباحثين،  الذين تصدوا لدين الدجال الجديد  أو ما يسمى بالديانة الإبراهيمية"، بل واعتبروها مؤامرة للهجوم على الكيان الصهيوني وأصدقائه الجدد.  

ومع هذا الهجوم  مفهوم الأبعاد والدوافع وجب الرد لتطهير أوجه الأخيار من العلماء الأفاضل الذين هبوا لنصرة الدين الإسلامي والمسيحي والأوطان. ونذكر منهم:

"فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضرس، ودار الإفتاء الفلسطينية ودار الإفتاء الليبية، ومجمع البحوث الإسلامية"، وأخرين بدول المغرب العربي.

وهنا يأتي دور الباحثين الوطنين لإيضاح وتعليم من ضلوا طريق البحث العلمي وفضلوا حياة الإنسان البدائي الذي لا يتعترف إلا بالوحش حين  يقترب منه ويهدد حياته وربما يقتله ووقتها يؤمن بوجوده، فعدم اطلاعكم لا نلام عليه. فحان الوقت لتطهير العقول:

 

أفلم تسمعوا عن القس جاروك لي Jarock Lee بكوريا الجنوبية مؤسس كنيسة مانمين بسيول ورئيس منظمة عالم الروح المقدس الصليبي ورئيس مؤسسة الخلاص من العالم المسيحي وهو ينادي بالدين الإبراهيمي العالمي ويطالب بالقدس المدينة الإبراهيمية ، وربما لم تسمعوا عن المركز العالمي للدبلوماسية الروحية  Spiritual Diplomacy World Council المؤسسة الأمريكية التي تدعم الدين الإبراهيمي الموحد، وربما لم تطلعوا على مبادرة الأديان المتحدة URI، وبالطبع لم تقرأوا عن مبادرة أبناء إبراهيم بجامعة فيرجينيا، وأثق أنكم لم تسمعوا عن مشاريع بحثية تحمل اسم تناقض المقدس تطلع بها جامعة جورج تاون وبنسلفانيا ونوتردام فهذه الجامعات بعيدة صعب الوصول إليها فلكم كل العذر.

كما أثق أنكم لم تقرأوا عن الدين العام الذي طرحه باراك أوباما في تقرير صادر عن معهد بروكنجز بعنوان Diplomacy and Religion: Seeking Common Interests and Engagement in Dynamically Changing and Turbulent World لمحررة القس Keiswetter  ولم تقرأوا دراسة  توماس والش بعنوان الأديان الإبراهيمية والعالمية ولم يصل إليكم جهود مجلس الكنائس العالمي حول المشترك الإبراهيمي ولم يصل لعلمكم أية أمور بشأن شبكة الأديان المتداخلة بالمملكة المتحدة، ولم تستطيعون الوصول لمؤسسة تراث إبراهيم ، أو مؤسسة أتحاد أبناء إبراهيم فجميعها مؤسسات تعمل خارج الوطن العربي السفر إليها يمثل مشقة كان الله في العون.

ولم تقرأوا طرح المؤرخ الأمريكي الأشهر فوكوياما عن صهر الأديان عام 2010، ولم تعلموا شئ عن إدارة السياسة الخارجية والدين بوزارة الخارجية الأمريكية التي تضم 100 دبلوماسي نصفهم من أتباع الأديان المسماة بالإبراهيمية كدبلوماسين عاملين خلال مشروع دولة المؤسسات للقرن الجديد.

وما طرحته هي فقط نماذج لبضعة عناوين واسماء والأكثر ستجدونه موجودا فيما صدر من كتب ودراسات يمكنكم الاطلاع عليها فهي صادرة بدول عربية قريبة لتصلوا للمصدر الأجنبي وتقومون بالبحث والتأكد وربما التدبر. فإليكم تلك الإصدارات التي سبقت عام 2021 واتفاقات ابراهام فكانت أول دراسة صادرة بعنوان الدبلوماسية الروحية وإشكاليات مقترحة لصانع القرار صدرت عام 2017  منشورة بكتاب ودراسة علمية محكمة ومتاحة على بنك المعرفة المصري أي قبل تلك الاتفاقات بخمسة أعوام تقريبا. ثم جاءت الدراسة الثانية التي استمر العمل بها  على مدار خمسة أعوام وجاءت بعنوان الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي المخطط الاستعماري للقرن الجديد التي انتهت قبل التقارب الصهيوني الأخير ثم كتاب بعنوان الديانة الإبراهيمية وصفقة القرن في نهاية عام 2021 وهو جهد فكري استمر عامين من العمل الشاق قبل الاتفاقات وخلالها. حصدت تلك الأعمال على جوائز علمية من مختلف الجهات العلمية المرموقه.

واتساقا مع ما تقدم فمن غير المقبول وصف رجال الدين  بمطية تسوقهم العوام فهذا اللفظ لا يليق بقامات علمية ودينية ، لم نرق إليها فمهما حاولنا من الأجتهاد لن نرق لمكانتهم السامية التي آلت إليهم بجهد وفكر وتدبر وعلم لعقود طوال. ورجال الدين لا يتملقون أحد ولا يحددون أولوياتهم ومواقفهم بما يرضي الجمهور ويزيد عدد المتابعين ، وبالطبع ليس لديهم أجندات حاش بالله، فهم إذا كانوا يفعلون فليسوا برجال دين وإنما ربما صهاينه يجيدون اللعب بالاوراق لتحقيق مصالحهم مآربهم التي لا تهدف إلا لسلام المقابر وحده. وتذكروا أن محاولات توحيد الأديان قديمة فالهجمة على الدين أمر ليس بالجديد فتذكروا المريمية والمحمدية والقديانية ربما تفهمون أن أمتنا العربية بمسلميها وأقباطها في خطر قديم جديد لصالح أعوان الدجال.

فنحن نكشف مخطط الرد عليه بالفكر والعقل ، وليس بالاتهام والتطاول والازدراء الذي لن نقبل إهانة رموزنا الدينية قط فأعلموا عمن تتحدثون فهم قامت دينية رفيعة حماها الله ووفقها بما يرضيه، فالرد بقوة الحجة وليس بالتطاول والتجاوز.

والإبراهيمية واتفاقات إبراهام وبيت العائلة الإبراهيمية وأزيد عليهم الأخوة الإنسانية ربما نجد أهمية مراجعتهم لحماية الأمن الوطني والقومي فلا يوجد سلام بلا مقابل ، ولا يوجد تهويد بحجة التقارب،  ولا يوجد إنسانية مع قاتل دون توبه. وأنظروا إلى اتفاقية السلام المصرية مع إسرائيل ربما تجدون فيها ضالتكم فقد رسمت الحدود، ولم تلزم الشعب بما يرفضه من تطبيع، ووضعت ضمانات لحماية الأمن القومي المصري.

وحينما أردنا خلق منارة للعلم والدين كان الأزهر والكنيسة المصرية فنحن في مصر لا نمتلك كعبة أو كنيسة القيامة، ولكن لدينا منارة للعلم والمعرفة وهذا جلي في دور الأزهر كمنارة للعلم والمعرفة، والكنيسة المصرية ودورها الروحي وسط كنائس المنطقة والعالم.

وتذكروا أن بيت رسول الله إبراهيم عليه السلام  بأور في العراق كان موجودا وقائما ولم يطلب رسولنا الكريم سيدنا محمد (ص) ولا السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من الناس؛ الصلاة فيه أو الحج إليه.

شكرا فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا ورجال الدين بفلسطين وليبيا لقد قمتم بحماية الدين والانتفاضة لحماية الوطن من خطر يهدف إلى خلق هوية ابراهيمية إحلالية بديلة لقبول المحتل الغاشم تحت ستارة من الأخوة الإبراهيمية المزمومة.

 أ.د هبة جمال الدين

 

الأستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي

حاصلة على جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام

وحاصلة على جائزة درة وطن من مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية عام 2016

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة