وزير  الإعلام العمانى خلال حواره مع «الأخبار»
وزير الإعلام العمانى خلال حواره مع «الأخبار»


مصر تملك ثقلًا ثقافيًا وإعلاميًا والأزهر يلعب دورًا رياديًا فى السلطنة

وزير الإعلام العمانى: زيارة الرئيس السيسى لمسقط عززت خطوات التعاون بين البلدين

أسامة عجاج- نادر غازي

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022 - 07:15 م

 

العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز أساسى لاستقرار المنطقة العربية

مستمرون فى التوافق على استراتيجية  للتفاوض الجماعى مع الشركات الكبرى

داعمون لمطالب الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته وعاصمتها القدس

هو ابن المهنة لم يبعد عنها يوما واحدا مارسها إعلاميا ناجحا سواء فى الصحافة أو الإذاعة والتليفزيون حيث تولى رئاسة هيئتها العامة نتحدث عن وزير الإعلام العمانى الدكتور عبدالله الحراصى والذى بدأ مهمته الوزارية أغسطس ٢٠٢٠ والذى جمع بين العلم والممارسة فقد كان أستاذا مساعدا فى جامعة قابوس وعضوا مشاركا فى جامعة أوكسفورد مع دكتوراه فى الترجمة ورئيسًا للجنة الموسوعة العمانية ورئيس تحريرها لعل أبرز نجاحات الوزارة استضافة الدورة ال ٣١ من مؤتمر الاتحاد الدولى للصحفيين فى نهاية مايو الماضى  والتقته «الأخبار».

أثناء زيارته للقاهرة للمشاركة فى مؤتمر وزراء الإعلام العرب نهاية الاسبوع الماضى فكان هذا الحديث حيث  تحدث عن أبعاد العلاقات بين مصر وسلطنة عمان باعتبارها الأقدم فى المنطقة فكلا الدولتين أصحاب حضارة متوفقا عند أحد أهم المواقف التاريخية التى تحسب للراحل السلطان قابوس بن سعيد عندما رفض مقاطعة مصر بعد قرار قمة بغداد وقال قولته المشهودة ( مصر لا تقاطع ولا تعزل بسبب مواقفها ) وأشار الى نتائج زيارة الرئيس السيسى الى العاصمة مسقط ولقائه مع السلطان هيثم بن طارق وتوابعها على تعزيز العلاقات بين البلدين ومستقبلها على كافة الأصعدة وأشار الى الدور الذى يقوم به الإعلام العربى فى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة الوطنية وعن التوافق حول المفاوضات العربية الجماعية مع الشركات الكبرى مثل جوجل وفيس بوك للحفاظ على الحقوق العربية محذرا من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى وكيفية الاستفادة منها متذكرا على الصعيد السياسى الدور العمانى الناجح فى الوساطات فى الأزمات الكبرى وجهود السلطنة فى التوصل الى الاتفاق النووى بين إيران ودول خمسة زائد واحد  عام ٢٠١٥  وكذلك فى دفع الفرقاء اليمنيين للجلوس على مائدة التفاوض وهذا هو نص الحوار :

 فى البداية نود أن نتعرف على تقييمكم لمستوى العلاقات المصرية العمانية على كافة الأصعدة؟

تمثل العلاقات العمانية ـ المصرية محور ارتكاز أساسى فى المنطقة العربية يستمد قوته من البعد التاريخى وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها على مختلف الأصعدة. إذ يسجل مؤشر العلاقات بين سلطنة عمان ومصر، تقدما مطردا نتيجة العديد من المستجدات الإيجابية فى ظل استمرار الاتصالات المستمرة بين مسقط والقاهرة، بفضل الانسجام والتناغم فى الرؤى والسياسات المشتركة للبلدين، حيث يسعى البلدان دائما لارساء  قاعدة الحوار والتفاوض لحل الخلافات الاقليمية والدولية  والدعوة إلى إحلال السلام والاستقرار.

حيث مرت العلاقات بين السلطنة ومصر بعدة مراحل تاريخية، إذ ترجع العلاقات إلى ما قبل3500 سنة، حين كانت الملكة حتشبسوت ملكة مصر، ترسل أساطيلها التجارية إلى ظفار العمانية لتحمل بلبانها الفاخر الذى استخدم فى تعطير المعابد الفرعونية، وحينما فتح عمرو بن العاص مصر، جاء عدد من القبائل العُمانية فى ذلك الوقت، وأكدت المؤشرات التاريخية على بقاء أفراد من عُمان وشكلوا فيما بعد بعض القبائل. وهو نفس ما تكرر فى مناسبات عديدة عبر التاريخ ويظهر ذلك بوضوح فى العصر الحديث فى المواقف الداعمة لمصر اثناء حروبها الثلاثة فى ٥٦ و ٦٧ وكذلك فى انتصار اكتوبر العظيم وظنى ان الجميع ما زال يتذكر موقف السلطنة  فى عام ١٩٧٧ حيث رفضت قطع علاقتها مع مصر بسبب توقعيها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وقال  السلطان قابوس رحمه الله حينها: «أن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت بسبب موقفها «.ويستمر هذا النهج فى مسيرة عُمان المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، إذ أكد فى خطابه الأول فى ١١ يناير ٢٠٢٠م بالسير فى نهج عُمان فى علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء. 

وقد شهدت العلاقات بين السلطنة ومصر فى الآونة  الأخير، تدفقاً وزخماً كبيراً، سواء فى إطار التنسيق المشترك  وتوحيد المواقف تجاه مختلف القضايا السياسية الإقليمية والعالمية، أو فى مجال المزيد من العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بما يعود بالنفع على الجانبين. وثمة وفود عُمانية متعددة زارت مصر خلال العامين الماضيين للاطلاع على التجربة المصرية فى مجال إقامة المدن الحديثة وفى المجال السياحى والصناعى واللوجستى والصناعات الغذائية، وتطوير المناطق الصناعية .

توافق مصرى عمانى 

من المؤكد ان هناك مرحلة جديدة  دخلتها تلك العلاقات على ضوء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة للسلطنة ولقائه مع أخيه جلالة  السلطان هيثم بن طارق.

هذا صحيح تماما خاصة  إن العلاقات بين مصروسلطنة عمان علاقات تاريخية راسخة، تقوم على مبادئ الإخاء الصادق والنوايا الحسنة وتبادل المنافع لما فيه مصلحة الشعبين. وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لسلطنة عمان عززت جوانب  التعاون البلدين فى ضوء توافق القائدين الرئيس السيسى وسلطان عمان هيثم بن طارق  وسعيهما  برغبة أكيدة إلى تطوير العلاقات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين بشكل خاص وعلى الشعوب العربية بشكل عام. كما أكد أن الزيارة عزّزت جوانب التعاون فى عدد من المجالات وبخاصة أن البلدين قد بدآ فى  تنفيذ رؤيتيهما المستقبليتين وهما مصر 2030 ورؤية عُمان 2040، وما أوجدته هذه الزيارة من فرصة لتبادل الخبرات بالإضافة إلى دفع مجالات التعاون الاقتصادية  والاستثمارية والتجارية والسياحية القائمة إلى الأمام لتعظيم الفائدة بينهما. بالاضافة الى ذلك  الدور المحورى  والحيوى الذى تقوم مصر وسلطنة عُمان فى معالجة العديد من القضايا الإقليمية دعمًا للسِّلم والأمن الدوليين، سيما وأنهما تتوافقان فى الأدوات السياسية لحلّها وعلى رأسها الحوار وتغليب المصلحة العامة.

تعاون إعلامى قديم 

وماذا على صعيد التعاون الإعلامى فى ضوءً  اللقاء الذى جمعك مع كرم جبر رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام 

نحو تطلع بلاده لتطوير مستوى التعاون الإعلامى بين البلدين، فى ضوء حقيقة ان  العلاقات المصرية العمانية الإعلامية متميزة للغاية وتمتد لعشرات السنين وما زالت، وذلك فى إطار العلاقات التاريخية فى شتى المجالات  ويأتى  الجانب الإعلامى ليشكل الأرضية الثابتة لتفعيل التعاون الثقافى والفنى بين مصر وسلطنة عُمان، حيث وقعت كل من مصر وسلطنة عمان فى 15 مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامى بين حكومة سلطنة عمان وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، المصرية، وتمثلها الهيئة  العامة للاستعلامات.

وتعد مذكرة التفاهم تفعيلا للاتفاق الثقافى المبرم فى عام 1974 وبروتوكول التعاون الإعلامى الموقع فى سنة 1983، تتضمن المذكرة توثيق أواصر التعاون الإعلامى وتبادل الخبرات للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية والاتفاق على تطوير التعاون عبر عدة قنوات اتصال فى مقدمتها : القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة عن الأحداث الجارية فى البلدين وإعطائها  الأفضلية فى وسائل النشر والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك المواقع الإلكترونية إضافة إلى تبادل الدراسات والمعلومات. وتنص المذكرة ايضا

على دعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والالكترونية التى تلقى الضوء على العلاقات العمانية - المصرية فى مختلف جوانبها سواء التاريخية أو المعاصرة، كما اتفق الجانبان على تقديم التسهيلات اللازمة للباحثين والمتخصصين للحصول على الخبرات والمهارات الإعلامية  ويجوز للطرفين  إضافة مجالات أخرى من  خلال القنوات الدبلوماسية.

وتمتلك مصر ثقلا ثقافيا وإعلاميا ملموسا فى سلطنة عمان، حيث يلعب الأزهر دورا  رياديا فى القطاع الدينى بسلطنة عُمان، وثمة لجنةً مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية العُمانية، حيث  يعقد لقاء سنوى فى عمان لبحث أوجه التعاون المشترك بين الأزهر ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، وهناك عدد من الموضوعات المشتركة سواء فى مجال التدريب أو عقد الدورات أو ما يتعلق بالقراءات، وما يتعلق بأوجه البحث العلمى.

والمطبوعات، وتحقيق الكتب، هناك تعاون مشترك له ثماره، ويعد إنجاز المصحف الالكترونى  فى سلطنة عُمان، من خلال مراجعة لجنة المصحف التابعة لمجمع البحوث الإسلامية ، من أبرز مظاهر التعاون المشترك بين مصر وسلطنة عمان.

اعلام متزن وعقلانى 

ماهى رؤيتكم للمشهد الإعلامى العربى وهل يعكس بالفعل التحديات التى  تواجه المنطقة وماذا عن خطوات تنفيذ  الاستراتيجية الاعلامية المقررة من وزراء الاعلام العرب ؟

لا شك أن المشهد الإعلامى العربى يموج بالكثير من التجاذبات، فى خضم التحديات التى تواجه منطقتنا العربية، الأمر الذى يتطلب أن يكون الإعلام متزنا ويتصف بالعقلانية والحكمة فى الطرح  وتتواصل الجهود العربية المشتركة والبناءة من أجل تفعيل أهداف الاستراتيجية الإعلامية العربية 2022- 2026  بما فى ذلك  تعاطى وسائل الإعلام خاصة منها العامة  مع الأزمات  والكوارث فى ضوء  التجارب الوطنية  مع جائحة « كورونا «، ومتابعة خطة التحرك الإعلامى  فى الخارج  ودور الإعلام فى التصدى لظاهرة الإرهاب والتطرف، والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

استراتيجية مواجهة الإرهاب 

وهذا يدفعنا الى السماع الى تقييمك فى مدى نجاح  الإعلام العربى فى ان يلعب دورا مهما فى قضية مواجهة الإرهاب والحفاظ على مقومات الدولة الوطنية؟

لا شك أن منظومة الإعلام العربى تلعب دوراً مهما  فى قضية مواجهة الإرهاب والحفاظ على  مقومات الدولة الوطنية، حيث تؤكد الوثيقة العربية الشاملة  لمكافحة  الإرهاب على ضرورة شمولية المكافحة  واجتثاث جذوره، وأشارت الوثيقة  الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب، بالقاهرة فى ٢٠١٣ الى أنها تسعى إلى ضرورة ، بث  مفاهيم إعلامية عربية موحدة، للتنديد  بالإرهاب وبيان خطورته للعالم أجمع، والتشديد على ضرورة مكافحته والتصدى له. ودعت الوثيقة إلى تأسيس آلية وطنية لتنظيم الإعلام ومرصد إعلامى وطني، بهدف رصد وتحليل وتفنيد خطاب الإعلام الاقصائى وترسيخ مفاهيم الاعتدال، وتقبل الآخر وبث الرسائل الإعلامية بمختلف اللغات والتأكيد على عدم ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي. وأكدت على  أهمية تكثيف برامج التصحيح الفكرى عبر كافة وسائل الاتصال الجماهيرى، لاسيما عبر الوسائط الإلكترونية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعى، وبناء تطبيقات  الهواتف الهادفة لتعزيز القيم الصحيحة لمختلف الأعمار لاسيما الأطفال والشباب. ودعت  إلى العمل على تطوير وإنتاج ونشر محتوى إعلامى عربى هادف لاستخدامه عبر القنوات الإعلامية العربية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف التصدى للوسائل والبرامج الدعائية للجماعات المتطرفة. مع  تفعيل  مواثيق الشرف الإعلامى فيما يتعلق بنشر المعلومات حول العمليات الإرهابية وأعداد الضحايا والمصابين، ونشر معلومات أمنية خاصة بالدولة قد يستغلها منفذو العمليات الإرهابية لتنفيذ جرائمهم، وحظر إعادة نشر أو بث المحتوى الدعائى الصادر عن المنظمات الإرهابية. وأكدت  أهمية التصدى للشائعات والأخبار المغلوطة التى يبثها الإرهابيون والتى من شأنها إثارة الرعب والفزع وزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، وبث محتوى توعوى من خلال وسائل الإعلام لتحذير المواطنين من أساليب الجماعات الإرهابية، والتى تستخدم الإنترنت ووسائل التواصل  الاجتماعى فى استقطاب وتجنيد الشباب والتغرير بهم.

وأشارت  إلى أهمية بناء قاعدة معلوماتية إعلامية حول الإرهاب وذلك لتسهيل الوصول للمعلومات الصحيحة والحد من تأثير دعاية التنظيمات الإرهابية، وتطوير نماذج تحليلية  متقدمة لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمى  للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وتسليط الضوء على هذه البؤر، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد.

مخاطر وسائل التواصل 

 وماذا عن  المخاطر التى تواجه الدول العربية فى ضوء تعدد وسائل التواصل الاجتماعى ؟

 وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حديدين المهم كيف نستفيد منها من خلال  السعى  لتعظيم  دور الاعلام  فى ظل تعدده فى  عالمنا المعاصر فى عرض القضايا الوطنية وطرحها للنقاش أمام المواطنين، ودحض الشائعات التى يتم تناقلها بهدف التشويش على جهود التنمية الشاملة التى تقوم بها الدول .

ومن الممكن أن تلعب نفس الوسائل ، دوراً بناءً فى خدمة الوطن من خلال ورفع مستوى  الوعى العام لدى المواطنين بأبعاد القضايا والملفات الحيوية، وما يتم من انجاز على  أرض الواقع من مشروعات تنموية، ومن الممكن أن تلعب دوراً هداماً من خلال إثارة حملات التشكيك والتضليل فى الجهود  المبذولة.

وكل خطاب إعلامى يحقق الهدف الرقابى البصير الذى يقوم به  الإعلام، هذا مرحب به ولا يوجد ما يحول دون ذلك، والأهم المحافظة على مستوى الخطاب حتى لا ننزل إلى اتهامات جزافية وحتى لا نفصل بين ما يقال فى الإعلام وبين تطورات  الواقع».

دورة ناجحة 

هناك مقترح للتداول حول الدخول فى تفاوض عربى جماعى مع  الشركات العالمية مثل جوجل وفيس بوك وغيرها للحصول على الحقوق العربية فى هذا المجال ما رأيكم فى المقترح والى اين وصل؟

أود التأكيد على أن السلطنة تدعم أى عمل عربى مشترك يحقق السلام والأمن والاستقرار للدول العربية، وتميزت  الدورة الحالية الـ 52 بوضع أنجح المقاربات  التشاركية والمبادرات العملية لتطوير الإعلام العربى فى سياق التحولات المتسارعة للمشهد الإعلامى والرقمي، وخاصة ما يتعلق باستكمال إرساء استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع كبريات الشركات الإعلامية (جوجل، أبل، فيسبوك، أمازون، ناتفلكس GAFAN)، وما زالت المشاورات وتبادل وجهات النظر مستمرة بين الدول العربية، من أجل التوصل إلى صيغة تحقق طموحات الدول العربية فى ضمان كافة حقوقهم فى تلك الشركات العالمية.  

فلسطين بند ثابت 

 وماذا عن دعم الإعلام العربى عن حقوق الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية ؟

أود التأكيد على أن الدعم  الإعلامى العربى للقضية الفلسطينية وفى القلب منها  القدس المحتلة، يظل بنداً ثابتاً على جدول أعمال القمم العربية، وضمن أجندة الاستراتيجية الإعلامية العربية 2022 ـ 2026.

ودائماً ما تؤكد سلطنة عمان أمام المحافل العربية والإقليمية والدولية على دعم وتأييد حقوق  الشعب الفلسطينى فى سبيل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية، مؤكدة أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية واستئناف الحوار مع إسرائيل، بما يعيد للقضية قوتها على الساحة الدولية.

وسيط نزيه 

 كيف استطاعت السلطنة الوصول الى دورها على الصعيد الدولى كوسيط نزيه ومقبول  اللجوء اليه فى الازمات الدولية والاقليمية  الكبري ؟

السر فى الحيادية والنزاهة والشفافية  والوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف فهى  تمثل مفاتيح عُمان لأن تكون قبلة يقصدها الجميع لحلحلة الأمور وتصفية التوترات على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، فعمان  وفق نهجها الثابت والراسخ ، تؤكد مجدداً على موقفها فى دعم التضامن العربى ، والعمل بإقدام على  تعزيز أواصر اللحمة العربية، وكل ما من شأنه تحقيق أمال وطموحات شعوب الأمة العربية وسيادة الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة .

 كما أنّ سلطنة عمان تؤمن بالسلام منهجا لسياستها الداخلية والخارجية وتعمل على تحقيق  الوئام وتوثيق عرى التعاون والصداقة مع الجميع على اساس القاعدة الشرعية  لا ضرر فيها ولا ضرار. ودائما ما تدعو جميع الأطراف إلى تغليب لغة الحوار وحل الخلافات بالتفاهم والتسامح، ودعم الاستقرار فى المنطقة.

وتحرص سلطنة عمان دائمًا على تفعيل كل إمكاناتها وقدراتها  للوصول لعلاقات متينة لتحقيق الأهداف المنشودة، وتسعى إلى إقامة علاقات دبلوماسيّة  ذات بُعد اقتصادى، تستفيد من إنجازات البلاد على صعيد إقامة العلاقات السياسيَّة مع دُوَل العالَم كافَّة، وتعزيز هذه العلاقات بالنهج العُمانى القائم على الحياد الإيجابى والاحترام المتبادل، وتعزيز التعاون وتنمية المصالح المشتركة. 

دور عمانى مهم  

  اظن أن أحد النماذج الناجحة استضافة الحوار بين  الغرب وفى القلب منه امريكا وايران؟

هذا صحيح فقد  نجحت الدبلوماسية العُمانية، فى دفع أطراف الأزمة النووية للتوصل لاتفاق عام 2015 بعد استضافة سلطنة عمان جولات من المفاوضات بين إيران ومجموعة(5 1)، وبعد الانسحاب الأمريكى من الاتفاق فى ولاية الرئيس السابق ترامب، وانطلاق مفاوضات «فيينا» وعدم توصلها لنتائج تحقق رغبة الطرفين حتى الآن، تتمنى سلطنة عُمان التوصل لتفاهمات بشأن الملف النووى الإيرانى، فعمان كعادتها تتمنى الخير والوئام والسلام فى العالم.

 وماذا عن الدور العمانى على صعيد الوساطة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثى  ومحاولة انهاء الازمة اليمنية.

أود فى البداية أن أؤكد أن سلطنة عمان تدعم كل المساعى الدبلوماسية من أجل إيقاف الصراع الدائر فى اليمن والتوجه بجميع الأطراف إلى مائدة الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية  للازمة  ومن أجل مستقبل هذا البلد العربى الشقيق المجاور لنا. خاصة وان الأزمات التى تمر بها المنطقة العربية تختلف عن سابقاتها، وبات على الشعوب العربية  وقادتها الانطلاق من مرتكزات الحفاظ على الأمن القومى العربى، وحماية مقدرات الشعوب، وصون وحماية خرائطها الوطنية، والوقوف صفاً واحداً لتأكيد وترسيخ مفهوم الدولة الوطنية. 

اهتمام بالجانب الاقتصادى

هل نجح  الاعلام العمانى  فى خدمة رؤية عمان ٢٠٤٠ الذى أرسى دعائمها جلالة السلطان هيثم والتوجه  بالاهتمام  والتركيز على الاقتصاد والتنمية  وتعزيز وزيادة الاستثمارات الخارجية بلا شك ، أن سلطنة عُمان تتبع نهجاً جديداً فى التعامل مع الملف  الاقتصادى والاستثمارى إعلامياً، فى ضوء توجيهات السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان  بحل وإزالة المعوقات التى تقف أمام نمو الاقتصاد وجلب الاستثمار الداخلى والخارجي.

وخاصة ان السلطنة بلد كبير وموارده كبيرة والمقومات والموارد هى من تجذب المستثمر الخارجى ونحن فى أمس الحاجة للاستثمار والمستثمر فى أمس الحاجة للمقومات التى قد لا تكون فى المنطقة  إلا فى بلد مثل عُمان»، وعلى مستوى الخطاب الإعلامى بدأنا الترويج لعمان ، كانت موجودة فى الماضى ، ولكن الآن علينا أن نوائم بين محاور وأهداف رؤية عُمان 2040 مع الإعلام وربطه بمحور الاقتصاد والاستثمار، ونحن فى نهج جديد  لمخاطبة العالم، ولنا  الآن حضور فى الكثير من القنوات والمجلات العالمية،. خاصة وان  التصنيفات العالمية فيما يتعلق بالاقتصاد «مبشرة الحكومة» فى عُمان لا يوجد لديها هدف سوى رفاهية  ومصلحة  الإنسان العُمانى.

إقرأ أيضاً|‏ إطلاق مبادرة عمانية لتكريم المشاريع الإعلامية 

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة