الأربعاء، 28 سبتمبر 2022 - 07:59 م

طريق طويل طويناه سريعًا لنكون فى وداع هويدا فتحى إلى مثواها الأخير فى دنيا الحق .. تبعد الإسكندرية وتقترب قرية سندنهور بمدينة بنها.. شريط من الذكريات يمر أمام عينى.

فى مكتب أخبار اليوم القديم بشارع صفية زغلول، مرورًا بالمكتب الجديد بشارع فؤاد، وصولاً إلى مقر نقابة الصحفيين بالإسكندرية، كانت هنا وهنا وهناك، تمارس عملها بكفاءة، تشع حيوية ونشاطاً. ماتت الأستاذة «هويدا» الكل يكتب وينعى لكنى أرفض أن أصدق، نعم أعلم أن المرض اللعين عرف طريقه إليها، ولكنها دائما كانت قادرة على الصمود والمواجهة، فعلتها قبل ذلك فى عملها وفازت بأرفع الجوائز.

الأربعاء 27 أبريل الماضي، الموافق 26 رمضان، بات تاريخ لا ينسى، عندما التقيت «هويدا» للمرة الأخيرة، وكأنها تودعنا، رغم صوتها الواهن وظهور علامات المرض عليها حرصت على الحضور. تجمعنا على مائدة الإفطار مع أذان المغرب، كان لقاءً أسرياً، الجميع فى مكتب أخبار اليوم حاضرون، بيننا هويدا، تضحك وتتحدث، امتد اللقاء الأخير لساعات قبل أن تغادر مكتبها إلى الأبد. الموت حقيقة لا مفر منها، فهو قدرنا والكل على هذه الأرض فى انتظاره، ولكنه ألم ومرارة ووجع الفراق الذى لا يمكن أن تصفه الكلمات، ولا يبقى لنا سوى الدعاء لمن رحل بالرحمة والمغفرة. فاللهم اجعل مرضها شفيعًا لها يوم القيامة واغفر لها وارحمها وأنزلها منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقاً، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنّة.