الأربعاء، 28 سبتمبر 2022 - 08:11 م

بقلم: عادل حلمي

سنوات عمرها أفنتها فى خدمة مهنتها، وحياتها نذرتها لمعشوقتها الصحافة، فكانت دائماً نموذجاً للصحفيات النابهات اللاتى آثرين العمل الصحفى.
أحبت أساتذتها بمدرسة الأخبار الصحفية الرائدة، فقدرها الجميع وأفردوا لها المساحات التى برهنت على كفائتها.

كانت الزميلة الراحلة الأستاذة هويدا فتحي، صحفية قضائية فزة، أبدعت فى تخصصها، وقامت بتغطية العديد من القضايا المهمة التى شغلت الرأى العام السكندري، ولكنها كانت أيضاً تقف إلى جوارى فى صفوف العاشقين لمدرسة التحقيقات الصحفية.

عشرات التحقيقات المهمة، التى قدمتها للقراء الزميلة الراحلة فازت بها بعدة جوائز صحفية من نقابة الصحفيين المصرية، وفى مقدمة تلك التحقيقات «المدفن الصحى بغرب الإسكندرية، ومافيا تجارة الأدوية».

لم أعرف هويدا فتحى زميلة موهوبة وفقط، بل عرفتها إنسانة متصالحة مع نفسها ومع الآخرين،  عرفتها بارة بوالدتها وأشقائها وأسرتها، عرفتها شخصية نقية تفرح لفرح ونجاحات الآخرين، وتحزن لوجعهم وآلامهم، عرفتها إنسانة عطوفة لا تتوانى فى مد يد العون والمساعدة لمن تعرفهم ومن لا تعرفهم، عرفتها سيدة مجاملة لا تتأخر فى التواصل مع زملائها وودهم والاطمئنان عليهم. 

سخرت الزميلة الراحلة، لسنوات طوال، قلمها فى خدمة محافظة الإسكندرية التى أحبتها ونقلت همومها وقضاياها ومشاكلها بتجرد وأمانة ومهنية، حتى تم انتخابها نقيبة للصحفيين بالنقابة الفرعية بالإسكندرية، وإن لم تخنى الذاكرة فإنها أول أمرأة تتقلد هذا المنصب بالثغر، لتفرد وقتها وعقلها وقلبها لخدمة زملائها الصحفيين بالنقابة الفرعية بالإسكندرية، وكانت عند حسن الظن بها ومحل احترام وتقدير من الجميع.

لقد كان هذا العام، حزيناً مؤلماً علينا جميعاً أبناء أخبار اليوم، فقد فقدنا فيه الكاتب الكبير الأستاذ جلال دويدار، والأساتذة عبدالقادر محمد ومحمد أبوذكرى ومحمد عمر وياسين عباس وأخيراً الزميلة هويدا فتحي، لتنزف قلوبنا جميعاً حزناً على فراقهم، ولكنها إرادة الله التى نسلم لها جميعاً فإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد حان الوقت لتلملمى أوراقك وتغمدى قلمك وتستريحى أيتها النبيلة، بعد رحلة كفاح مشرفة لمرأة مصرية مجتهدة صابرة، وأسأل الله تعالى أن يكافئك على ما قدمتى بحياتك، وأن يجعل مستقرك الفردوس الأعلى.