يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

أعداء مصر الخمسة

يوسف القعيد

الخميس، 29 سبتمبر 2022 - 08:00 م

 

هذا كتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، التى يرأس مجلس إدارتها ويتولى المسئولية عما ينشر بها الدكتور هيثم الحاج على. والكتاب من تأليف المستشار أمير رمزى شقيق الفنان هانى رمزى.

وهو قاضٍ ورئيس محكمة الجنايات. والكتاب راجعه الدكتور خالد منتصر، والسيناريست محمد رشاد العربى. والعمل مكتوب 2010 وحتى 2020، ويتوقف أمام أحداث الدولة فى تلك الفترة. يبقى ما قاله المؤلف عن أعداء مصر الخمسة: هنا والآن.

العدو الأول: الفقر، والثانى: الجهل، والثالث: الظلم، والرابع: المرض، والخامس: الفوضى. وأنا أنتمى لجيل كنت أسمعهم يقولون عن مصر قبل ثورة يوليو 1952 أن أعداء مصر ثلاثة: الفقر، والجهل، والمرض.

وهذا تحديد سياسى لنوعية العدو. وكل شئ تغير فى مصر فى زماننا للأحسن والأفضل.. لكن بعد قراءة هذا الكتاب المهم الذى يقع فى 180 صفحة رؤية أخرى لأعدائنا، يكتُبها رجل قانون يعيش فى صعيد مصر. وكل حرفٍ كتبه ينطلق من رؤية شخصية ومعايشة إنسانية عن قرب.

مع أنه يخشى فى البداية أن القارئ عندما يسمع كلمة عدو ينصرف ذهنه مباشرة إلى الصورة النمطية للأعداء الطبيعيين أو التاريخيين. وطبيعة تلك العداوة. سواء كانت مرتبطة بأشخاص، أو جهات، أو دول تريد بنا الشر..

لكن هذه المرة يكتب مُنبِهاً إلى خطورة أعداء آخرين هم بيننا ومنا وفينا. يعملون ربما فى صمت غير ساعين إلى لفت الانتباه لهم.

لكنهم ينخرون كالسوس فى مجتمعاتنا. ليس على مستوى الظاهر فقط، ولكن الباطن أيضاً.. والكتاب يُعوِّل على الوعى الذى يبدأ من فهم الفرد ليشكل فى مجموعه الإدراك الجمعى. ومن ثم يتولد الضمير العام.

والذى بدوره يصوغ روح أى مجتمع قوة أو ضعفاً. ويُشبِّه المؤلف الوطن بالسفينة التى لا يمكن أن تُبحِر ممتلئة بالثقوب التى يهملها جميع الركاب والعاملين على متنها وينشغلون بتجميل ظاهر السفينة. أما الثقوب مهما تكن صغيرة فيتسرب منها الماء، وربما تتسع مع الوقت، وربما تزداد..

الكاتب قاضٍ، ومن خلال خبرته فى العمل القضائى، وفى خدمة الفقراء والمعدمين بصعيد مصر ومخالطته لبسطاء المجتمع وأغنيائه، وإيماناً منه بأن الخروج ببلدنا لبر الأمان واجب وطنى علينا جميعاً لكل هذا حاول أن يجسد الخطر الجاسم المتربص بنا، وتصوير العلاج، وذلك لتحقيق الحُلم المصرى الكبير فى النهوض بوطننا الغالى والعزيز على قلب كل مصرى: مصر، الدولة العظيمة، والمجتمع، والتاريخ الذى أرسى للبشرية فجر الضمير قبل أن يعرفه كثير من الشعوب كما يقول المؤرخ والكاتب: جيمس هنرى بريستد بكتابه: فجر الضمير..

لا تتصور أن المؤلف مستشارٌ وكاتبٌ فقط. فله نشاط اجتماعى.

فهو عضو بلجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء أثناء ثورة يناير 2011، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة راعى مصر ببلادنا، وأمريكا، وأستراليا. وشارك فى خدمة المجتمع سنوات عديدة، وقام ببناء مساكن للفقراء.

وأسس مستشفى خيرى كبير بصعيد مصر..

إنه كتاب جديرٌ بالقراءة وحتى يعرف القارئ أين نحن؟! فأرجو من المؤلف أن يكون لديه الوقت الكافى ليُدَوِّن لنا رؤيته لمشروعات مصر الجديدة وأهمها: حياة كريمة. وغيرها من الإجتهادات التى تتم لجعل الحياة مُمكنة، وربما سعيدة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة