آمال عثمان
آمال عثمان


آمال عثمان تكتب: برنارد شو.. من دنشواى للبرلمان!!

آمال عثمان

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 06:44 م

 

أستكمل حديثى عن الفيلسوف الساخر «برنارد شو»، المفكر الذى كان أول من رفض جائزة نوبل، وتهكَّم على مؤسسها الذى صنع ثروته من اختراع الديناميت، صحيح أن زوجته أقنعته بعدها بأنها شرف يسعد إيرلندا موطنه، لكنه رفض قيمتها وتبرع بها. 

ويُحسب لبرنارد شو موقفه من حادثة دنشواى التى خصص لها أقوى حملاته، وكتب عنها صفحات دفاعاً عن الفلاحين المصريين، وقال إن ما فعلوه كان سيفعله الفلاحون الإنجليز، وإذا احتمل الإنجليزى عبثًا كهذا، فلأنه على ثقة من التعويض، لكن فى دنشواى لا ثقة بالتعويض أو بالإنصاف، وهاجم الضباط العابثين يوم الحادث، وتناول وقائع المحكمة وأقوال الشهود.

وشملت حملته الوزارة والبرلمان الإنجليزيين، لأنهما لم يمنعا تنفيذ الحكم، وطالبهما بالإفراج عن السجناء تكفيراً عن هذه الكارثة البربرية، كما أشبع «كرومر» ووكيله «فندلي» تقريعاً وسخرية، على ما كتباه لوزارة الخارجية تبريراً لعقوبة الجلد، بأن المصريين قدريون لا يهمهم الموت، مثلما تهمهم العقوبة البدنية!! وعقّب قائلاً: إن العجب إذن فى أمر الأربعة المشنوقين، أليسوا من المصريين القدريين؟! 

الواقعة الأخرى كانت أقرب للفكاهة التى يجد فيها متاعاً لقلمه ولسانه، حين تقرر تدريس روايته «جان دارك» فى الجامعة، وأثار القرار حملة شديدة وصلت إلى البرلمان، لأن النبى عليه الصلاة والسلام يُذكر فيها باسم راعى الإبل، وتصدى النواب لاستجواب الحكومة، وكان وقتها «العقاد» عضواً فى البرلمان، وذكَّرهم بموقف الرجل من دنشواي، وأن العبارة وردت على لسان أحد شخوص الرواية، وأنه وضع على لسان آخر رده المفحم، فقال إن أتباع سيدنا محمد أوفر أدبًا فى كلامهم عن المسيح، ويوقّرون الحواريين، ولا يقولون عن واحد منهم إنه صياد سمك!

ولأن من نقلوا له الخبر قالوا إن الاعتراض جاء من قِبَل الأساتذة والطلبة، علّق شو قائلاً: أفهم أن تسيء تلك العبارة وأمثالها إلى جماعة من الأميين، لكن كيف يأتى سوء الفهم من هيئة علمية كالجامعة المصرية؟! ألم يدرك أولئك الجامعيون ما فى المقارنة من المدح للنبى، والإشادة بالإسلام على حساب المسيحية؟! إن الأساتذة يستحقون العزل العاجل جزاءً لهم، أما الطلبة فيستحقون الصفح. 
حقاً يا سادة.. إننا نتعلم من التاريخ أننا لا نتعلم شيئًا من التاريخ!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة