كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: هذه هى مصر

كرم جبر

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 07:46 م

 

مصر هى بلد المصريين جميعاً، وتحتوى جميع أبنائها تحت مظلتها، ولا تفرق بينهم أبداً بسبب دين أو جنس أو لون، وهذا هو سر عظمتها بين الأمم وفحوى السلام والأمان والطمأنينة التى تخيم على شعبها.

المصريون هم الذين منحوا الأمن والحماية للسيدة العذراء والسيد المسيح حين لجآ إليها هرباً من بطش الرومان، فوجدوها الأمان والقلب الطيب، "قم وخذ النبى وأمه واذهب إلى قلب مصر" فوجدا فى مصر الراحة والسلام.

ومصر هى التى استقبلت عمرو بن العاص بالبشر والترحاب، فدخلها آمناً ووجد فى أعماق شعبها إيمانا روحيا مستمدا من الخير الذى يفيض به النيل "ادخلوها بسلام آمنين".
مصر هى ملتقى الأديان السماوية.. اختار من أراد من شعبها المسيحية، ودخل من أراد الإسلام، وعاش الطرفان فى محبة وسلام، وظل أمن البلاد واستقرارها رهناً بمتانة العلاقة بين الاثنين، وفى كل الشدائد والأزمات تلتحم القلوب والمشاعر لحماية الوطن الذى يحتوى الجميع.

حب هذا الوطن يجرى فى دماء المصريين، ولم تفرق مكائد الأعداء بين مصرى وآخر، لأنهم جميعاً على قلب رجل واحد، يدافعون عن وطنهم بكل غالٍ ونفيس، ولم تفرق قنابل الأعداء بين محمد وعيسى، ولا تعرف علامات تميز المسلم عن أخيه المسيحى.

وفى أعظم انتصارات العرب حرب أكتوبر المجيدة، هب المصريون لتخليص ثرى بلادهم من دنس الاحتلال، مصرى مسلم يحارب بجوار أخيه المسيحى، والاثنان يرفعان علم مصر، ويهتفان "الله أكبر"، وسقط شهداء أبرار فداءً للوطن.

الدرع الواقى هو تلاحم المسلمين والأقباط، الذى تنكسر عليه المؤامرات والفتن والدسائس، ويرفعون أيديهم بالدعاء: اللهم اجعل هذا البلد آمناً من كل خوف، فالطمأنينة هى الهواء الذى نستنشقه والماء الذى نشربه، بينما شعوب حولنا تستنشق الدخان وتشرب الدماء.

آمناً من أهل الشر، الذين يتربصون بالبلاد، ويستهدفون نشر الخوف والدمار والخراب، والله " خير حافظاً " لشعب طيب، ويحميه من الهجرة والتشريد.
هذا البلد آمن من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والتى تجعل بعض من يعيشون فوق أرض الوطن، أكثر غلاً وحقداً من ألد الأعداء والغزاة والسفاحين، ولكن أبناءها المخلصين لهم بالمرصاد.

■ ■ ■

خالص العزاء للدكتور طارق شوقى وزير التعليم السابق فى وفاة زوجته السيدة زينب المرشدى، وأعلم مدى الحزن الهائل الذى يصيب من يفقد شريكة حياته.
يقول المولى عز وجل "وما كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَموتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مؤَجَّلًا وَمَنْ يرِدْ ثَوَابَ الدنْيَا نؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشَّاكِرِينَ" صدق الله العظيم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة