محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: «الوعي السياحي» المشروع القومي المنتظر

محمد البهنساوي

السبت، 01 أكتوبر 2022 - 07:10 م

لاشك وكما قلنا عدة مرات فان صناعة السياحة تعيش عصرا غير مسبوق من الدعم والمساندة الحكومية ، ينطلق هذا الدعم من الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس السيسي للسياحة تأكيدًا لأهميتها القصوى كأهم مصدر للعملات الصعبة بمصر ومن القطاعات كثيفة التشغيل لشبابنا ، ناهيك عن ان هناك اكثر من ٧٠ صناعة وحرفة مرتبطة بالسياحة تستفيد من انتعاشها وتتأثر سلبا من تراجعها.
والدعم الحكومي الذي نقصده ليس بالاجتماعات ولا التصريحات الإيجابية فقط إنما بقرارات عديدة صدرت وحلت مشاكل عاني منها القطاع السياحي لسنوات وربما عقود دون أن تجد آذانًا حكومية صاغية خلال تلك المدة ، واليوم نجد تعديلات قانونية وتشريعات جديدة انهت تعدد جهات الترخيص والرقابة على المشروعات السياحية من حوالي ٢٦ جهة ووحدت كل هذا تحت مظلة وزارة السياحة كما كان ينادي القطاع ، وتم انشاء مجموعة وزارية سياحية لأول مرة لسرعة حل أية مشاكل ، كما تمت إعادة تفعيل وتشكيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية ويعد بتشكيله مجلس وزراء مصغر ليستعرض استراتيجيات العمل السياحي ، ولا ننسي التسهيلات الكبرى في منح تأشيرات السياحة بمصر لمعظم دول العالم ، وآخر صور الدعم تخصيص لجنة للسياحة في الحوار الوطني لدعم ومساندة القطاع والتخطيط لمستقبله ، كل هذا وغيره من القرارات التي تمثل دعنا مباشرا للسياحة 
اما اذا تحدثنا عن الدعم الغير مباشر من الدولة للتنشيط والترويج السياحي فحدث ولا حرج ، فان كل ما يتم على الأرض لبناء الجمهورية الجديدة يخدم صناعة الأمل من شبكة طرق عملاقة خاصة بالمناطق السياحية ومدن جديدة عصرية ووسائل انتقال داخلي بمستوى عالمي وقبل كل ذلك استقرار أمني وسياسي وصورة ذهنية دولية لمصر الحديثة القوية والمتطورة ، وهل هناك أكثر استفادة من كل هذا من السياحة

هل يكفي ؟

كل ما سبق يمهد لميلاد دولة سياحية بمعني الكلمة ، لكن هناك اشياء اخرى مطلوبة اولا لسهولة وسرعة هذا الميلاد وثانيا حتى لا يخرج الجنين مشوها ، واليوم نتحدث عن أهم تلك المطالب على الإطلاق ، فلا معنى لدولة سياحية لا يكون أساسها شعب يعي أهمية السياحة وحسن معاملة السائح ، وهنا ولاهمية تلك الخطوة ، لا نتحدث عن حاجتنا لمجرد حملة للتوعية السياحية كما كان يتم من حملات لم تؤت ثمارها ولا مرة ، لانها كما قلنا اقتصرت علي مفهوم الحملة والمسؤولة عنه وزارة السياحة فقط ، لكن عندما يتحول الوعي السياحي إلى مشروع قومي هنا الأمر مختلف وتصبح تحقيق هذا الهدف مهمة الدولة بكامل أجهزتها وهيئاتها الحكومية والشعبية والدينية وغيرها 
إن تحويل مصر الي دولة سياحية حقيقية بشعب يعي أهمية السياحة وحسن معاملة السائح له مردود كبير للغاية اقتصاديا بالطبع على الجميع ناهيك عن مردوده السياسي بظهور مصر أمام شعوب العالم كدولة متقدمة وراقية وشعب متحضر وهي أهم اسس جمهوريتنا الجديدة ، ناهيك عن مردود قوي في عدة اتجاهات أخرى ، كل هذا يستحق الحملة القومية التي نتحدث عنها 
وإذا اتفقنا علي التوعية السياحية كمشروع قومي عندها سندرك الدور الذي تقوم به كل جهة ، فإذا بدأنا بالحكومة نجد أن أهم دورها ان تقوم بتدريس السياحة كمادة مهمة لسنوات الدراسة المختلفة بالمدارس والجامعات ، كما تقوم بعملية إصلاح تشريعي عاجل هدفه مواجهة أي عملية نصب علي السباح والقضاء علي كافة الظواهر السلبية من تحرش ومضايقات وسوء معاملة وغيرها ، اما مؤسسات الدولة فلكل دور مهم بهذا المشروع القومي وعلى رأسها المؤسسات الدينية خاصة الازهر والكنيسة لتوعية المواطنين بتعاليم كل الأديان بحسن معاملة الضيوف وعدم الاساءة اليهم او النصب عليهم ، وهناك بالطبع دور مهم للغاية للإعلام بمختلف مكوناته في هذا المشروع .. والمؤسسات الثقافية والفنية وحتى الاندية الرياضية يجب ان تضع التوعية الإعلامية كهدف رئيسي تدرس وتخطط وتنفذ ما يجب فعله 
عندما تصبح التوعية السياحية مشروعا قوميا حقيقيا وقويا وعندما نلمس مردوده سنندم اشد الندم على كل لحظة تأخير في تنفيذه 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة