عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: ملحمة شعب خالد .. وجيش عظيم

عصام السباعي

الإثنين، 03 أكتوبر 2022 - 12:37 م

لا ينضب الحديث أبداً عن نصر أكتوبر المجيد، ولا بطولات رجال مصر البواسل، وذلك برغم مرور 49 عامًا على تلك الملحمة، ولا يمكن أن يتوقف الحديث فى دروس ونتائج تلك الحرب على جميع المستويات، فهى بحق ملحمة شعب خالد عبر العصور، وجيش عظيم لا تكفيه أى سطور للحديث عن عظمته وتفرده، ومهما مرت السنوات سيظل نصر أكتوبر حاضرًا فى صالات مراكز البحوث والأكاديميات العسكرية، وهم يدرسون ما غيرته تلك الحرب من نظريات عسكرية وأفكار استراتيجية، وما أسهمت به من تغييرات فى فكر مسارح العمليات وخطط الخداع والتعبئة، والاشتباك على الأرض وفى البحر والسماء، والإمداد والتموين، والتناغم بين القوة العسكرية الصلبة والقوة الناعمة الدبلوماسية، وما أكدته من أن الانتصار ينطلق من الاعتماد على أهل الخبرة والكفاءة والإخلاص فى العمل.

هى حرب قهرت كل ما أشاعوا وقالوا إنه لا يقهر.. 
قالوا إن قناة السويس مانع مائى يستحيل عبوره، وخط بارليف بكل تحصيناته ونيرانه، لا تستطيع أى قوة عسكرية أن تتجاوزه، رفعوا شعار أن جيش إسرائيل لا يقهر، وأن تجهيزات الجندى الإسرائيلى أفضل، وأن المقارنة فى العتاد والقوة هى لجيش الاحتلال، وأن الجيش المصرى وقع ولن تقوم له قائمة، وأشاعوا وكم أشاعوا، وأرادوا ولكن الله أراد والشعب المصرى أراد شيئًا آخر، فعبرنا القناة، وحطمنا خط بارليف، وفتكنا بقوات العدو، فقتلنا وأصبنا وأسرنا ودمرنا سفن ودبات العدو، وأسقطنا طائراته.. وقهرناه.

ومن حظى أنى كنت من جيل عاش فى فترة صباه لحظات الانتصار، تابع بعيونه الفجر وهو يبتسم للمصريين، وشاهد بقلبه فرحة جنود مصر بالنصر، وهم عائدون على قطار السويس، وأهلهم فى كل مكان، يحيونهم ويصفقون لهؤلاء الأبطال على طول الطريق، جيل عايش كل المصريين فى أوقات حاسمة عديدة، وهم على قلب رجل واحد فى كل مكان، وسار بفخر وافتخار وهو يمشى فى معرض النصر فى أرض المعارض التى كانت وقتها فى الجزيرة مكان دار الأوبرا الحالية، وهو يشاهد دبابات وعتاد وطائرات العدو تحت قدميه، وسافر فى رحلات إلى السويس وعيون موسى، وشاهد ثكنات الأعداء الحصينة، وهى متهاوية، وغنى كلمات أصبحت منحوتة فى ثنايا القلب، الله أكبر بسم الله، على الربابة، دولا مين، حلوة بلادى السمرة، أم البطل، شايلين فى إيدنا سلاح، سمينا وعدينا.

وتتعاقب الأجيال، ويظل الجيش المصرى والجندى المصرى فى نفس موقعه وعقيدته، أن تظل أرض مصر حرة وشعبها آمناً مستقلاً، ويضحى بحياته من أجلها، ومن أجل كل حبة رمل من ترابها، وأن يحفظ كرامتها وكرامة شعبها ومقدرات وثروات البلد، تتعاقب الأجيال وعقيدة القوات المسلحة المصرية لا تتغير «النصر أو الشهادة»، وعطاؤه لا يتوقف أو ينضب، «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، هكذا عهدناه وعرفناه، وخبرناه ونحن نؤدى خدمتنا العسكرية، أو نتابع العطاء والتضحيات على مر السنوات، رجال لا يشغلهم أى شيء عن حماية الوطن والشعب، والتضحية بالروح من أجل الوطن.

وعندما تهل نسمات الانتصار فى 6 أكتوبر، تفتح قلوب المصريين شبابيكها، وتتنفس باتساع الرئتين نسمة النصر، وتنقل للجنود من غاب ومن حضر، كلمات الشكر على ما قدموه وما سيقدمونه، فذلك الانتصار يحكى دائما ملحمة شعب خالد وجيش عظيم.
 ودائماً وأبداً .. تحيا مصر وعاشت قواتنا المسلحة. 

بوكس

مصر هى «الاختيار» الذى ليس من بعده اختيار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة