جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: الهجرة المعاكسة من «السناتر» إلى المدرسة!

جلال عارف

الإثنين، 03 أكتوبر 2022 - 06:28 م

معركة استعادتنا للمدرسة المصرية من براثن الاهمال أو استعادة المدرسة لدورها الأساسى لن تكون سهلة، لكنها ضرورية وممكنة إذا كنا نريد بالفعل مستقبلا أفضل نبنيه بالعلم والعمل، وإذا آمن الجميع بأنه لا طريق لهذا المستقبل إلا بتعليم عصرى ومتطور متاح لكل أبنائنا على قدم المساواة.

لابد أن يدرك الجميع أن استمرار تعليم «السناتر» وتفريغ المدارس من التلاميذ والمدرسين هو أكبر جريمة ترتكب فى حق أجيالنا الجديدة وفى حق المجتمع كله.. ولابد أن يتعلم الجميع من التجربة القاسية أن «التابلت» مثل الكتاب مجرد وسيلة فى عملية أكبر وأهم وهى فتح مجالات العلم أمام التلاميذ، وتنمية مواهبهم وقدراتهم على البحث والإبداع، وإعدادهم فى مناخ صحى ليكونوا جزءا فاعلا فى مجتمع يمنح صدارته للأكفاء ويبنى مستقبله مع أجيال تؤمن بالعلم وتعرف جيدا كيف تعلى العقل وترفض التقليد وتنحاز للإبداع فى كل المجالات.

لهذا تصبح الهجرة المعاكسة من «السناتر»، إلى المدرسة أكثر من ضرورية، وتصبح عودة الحياة لفصول المدارس مهمة أساسية للدولة والمجتمع. المهمة ليست سهلة فى ظل ظروف نعرفها جميعا والمطلوب أن تدعم كل المؤسسات جهود التربية والتعليم بكل الوسائل، لكن الأهم هو أن تثق الأسرة المصرية فى أن عودة المدرسة هو الطريق الصحيح الذى لا بديل عنه، وأن تطمئن إلى أن المدرسة تقوم بدورها، وأن الالتزام كامل من المعلم والإدارة، وأن تختفى حكايات التبرع الإلزامى كما تختفى سيرة «السناتر»، والدروس الخصوصية.

الطبقات الكادحة من محدودى الدخل ومتوسطى الدخل تدبر بالكاد مصروفات المدارس وتكاليف الاستعداد للدراسة والقادرون عليهم أن يساعدوا بقدر الإمكان حتى نمر من هذه الظروف الصعبة حتى لا تزداد نسبة التسرب من التعليم فى وقت نجتهد فيه لكى تعود المدرسة. تعاون كل المؤسسات الحكومية والخاصة ضروري، وتعاون الأسرة أكثر من ضروري. فليكن هذا العام الدراسى عودة للمدرسة وبداية لإصلاح ينبع من الواقع ولا ينكره. المسئولية كبيرة والمهمة صعبة لكنها ممكنة عندما تكون مسئولية دولة ومهمة المجتمع كله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة