الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022 - 04:43 م

انطلقت فعاليات مؤتمر "الحفاظ المستدام للمناطق التراثية" أمس الاثنين 3 أكتوبر بأوبرا إحدى الجامعات بمدينة 6 أكتوبر.

ورصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ورئيس مجلس إدارة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية تقريرًا عن فعاليات المؤتمر.

وأشار الدكتور محمد مصطفى الهمشري عميد معهد أكتوبر العالى للهندسة والتكنولوجيا ورئيس المؤتمر إلى أن خارطة العالم الجديدة توجب على المعمارى العربى أن يبتكر حلولًا جديدة مبتكرة ووضع استراتيجيات للتنمية المستدامة وحسن إدارة المواقع التاريخية والعناية بالتراث المعمارى العمرانى لمواجهة متطلبات المدينة وتنشيط وتنمية السياحة فى مصر .

وأوضح الدكتور عبد المحسن برادة الرئيس الشرفى للمؤتمر ورئيس اللجنة العلمية والعميد الأسبق لكلية التخطيط الإقليمى والعمرانى بجامعة القاهرة أن المناطق التراثية ذات ملامح تاريخية معنية بمجموعة مترادفات من طرق وعمارة وتخطيط عمرانى وأنشطة حرفية وبنية تحتية والتنمية تستوجب تطوير كل هذه الأنشطة.

وأضاف أن هناك ضغوطات على المواقع التراثية من الأنشطة الحياتية اليومية وكذلك مشروعات الدولة المتزايدة لمجابهة حاجات السكان والذى يجب أن يؤخذ في الحسبان فى التخطيط والتنمية.

ونوه إلى اتساح المفهوم السياحي من مناطق معينة إلى مسارات تربط المواقع التراثية وقد اعتمد اليونسكو مسار مسيحىي في إسبانيا ومسار بوذي في اليابان. 

وأضاف أن قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته هو قانون لحماية الآثار من السرقة أى حماية أمنية ولا علاقة له بالحفاظ المعمارى والحفاظ المستدام والخاص بإعادة المناطق التراثية إلى أصلها ورونقها وحمايتها من التدهور باستمرارية الحفاظ على ما تم إنجازه والحفاظ على التراث هو حفاظ على الهوية. 

وتحدّث المهندس عادل الجندى مدير عام الإدارة الاستراتيجية بوزارة السياحة والآثار عن مشروع مسار العائلة المقدسة وما تم به من تطوير حتى الآن مشيرًا إلى أن الجامعات والمعاهد تعد شريكًا وطنيًا فى التنمية السياحية موضحا أن مصر بكل مقوماتها السياحية وصلت إلى 14.8 مليون سائح قياسًا بدول أخرى أقل فى المقومات ويدخلها 50 مليون سائح ويوجد سببين رئيسيين لذلك، الأول المجتمع السياحى والثانى الخدمات السياحية والتى تزيد من مدة إقامة السائح ومدى إنفاقه وعبقرية المكان التى تحدّث عنها جمال حمدان.

ونوه المهندس عادل الجندى إلى مسار العائلة المقدسة وأهميته حيث يبلغ طوله 3500كم ذهابًا وإيابًا من شرق مصر إلى شمالها ثم غربها ثم جنوبها حتى دير المحرَق وأن المسار هو تأكيد على حماية مصر للسيد المسيح والسيدة العذراء بل حماية المسيحية من أن تؤد فى مهدها ولولا رحلة العائلة المقدسة إلى مصر لانتهت المسيحية قبل أن تولد وهذه هى الرسالة التى نصدرها للعالم عن أهمية الرحلة وأن كتالوج الفاتيكان هو المقصد الرئيسى لرحلات الحج المسيحى فى العالم وأن هناك مليون ونصف سائح أثيوبى يحجون إلى دير المحرّق سنويًا.

كما أوضح أن أهمية الرحلة تكمن فى رسالة سلام بأن مصر بلد حوار الأديان ونشر السلام وهى البلد التى احتفظت بهويتها رغم الاستعمار الفرنسى والإنجليزى وتتضمن الرحلة 25 قطبًا تنمويًا محتمل يشمل العديد من السياحات منها سياحة آثارية وثقافية وسياحة مدن وسياحة ريفية وسياحة صحراوية .

وأكد أن تطوير مسار العائلة المقدسة ارتبط بتطوير مطارات وموانيء وسكك حديد وبنية أساسية موضحًا أن 60% من سكان العالم يمارسون الشعائر الدينية حسب تقرير اليونسكو وقد تم الاستعانة بخبرات منظمة السياحة العالمية ورؤى سفراء الدول الأجنبية والاستفادة من تجربة طريق حج كومبوستيلا بإسبانيا المسجل تراث عالمى.

وعرض أعمال التطوير فى مسار العائلة المقدسة فى الفرما والدلتا ووادى النطرون والمعادي والمطرية وجبل الطير بسمالوط وهناك مشروع للصوت والضوء بالليزر بحيث يراه الزائرون من خلال المراكب النيلية .

وفي ورقتها البحثية القيمة بعنوان "الرمزية فى الحفاظ على التراث" أشارت الدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة والتخطيط بجامعة القاهرة والحاصلة على جائزة الدولة التقديرية فى مجال العمارة والفنون وعضو مجلس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وصاحبة موسوعة القاهرة الخديوية إلى أن العمارة بلا وظيفة تفقد جزء من أهميتها موضحة أن الذاكرة الجماعية للمجتمع هى الجذور الضاربة فى الأرض هى الذكريات المشتركة حيث تواصلت الحضارات على أرض مصر حيث تميزت مصر بالعمق الزمنى وتجسّدت هوية البشر وهوية المكان ونشأت لغات مجتمعية جديدة مثل لغة الفنون والبناء والجسد والملابس والحلى والرقص والطهى والاحتفالات.

ونوهت إلى أن الهدف من كتابة التاريخ هو تقوية الذاكرة الجمعية وتأكيد الهوية وتقوية الانتماء ونكتب التاريخ عن طريق التوثيق بالصورة والتماثيل والنحت والمباني التاريخية والقيم الرمزية وتفعيل معلومات التراث غير الملموس ولكن المدرك وان المناطق ذات القيمة التراثية هى حافظة التاريخ والذكريات فهى تحافظ على النسيج العمراني.

وأوضحت أن رؤية مصر 20 – 30 تعتمد على دراسة منظومة المدن فى مصر ودورها وعلاقتها بالأخرى خاصة المدن المتميزة بمناطق تراثية وأن استراتيجية الإسكان فى مصر هى أول استراتيجية عربية تراعى حقوق الإنسان والاستدامة والهوية الثقافية والعنصر الإنسانى وطالبت باستغلال المقومات البشرية فى المجتمع والاستفادة منها وأن نعطيهم الآليات للتفكير.

وعرضت صورًا من مراسم دفن الملكة إليزابيث الثانية وكيف حرصت إنجلترا على إظهار جمال ورقى إنجلترا نظافة الشوارع وجمال الميادين ولون المنازل حتى الأسطح نظيفة وراقية لا يوجد خطأ واحد فى إظهار الجمال والرقى وتمنت أن تكون القاهرة بهذا الجمال كما كانت القاهرة الخديوية باريس الشرق وضربت مثلًا بشوارع قديمة بالقاهرة كانت آية فى الجمال مثل شارع الجبلاية وشارع شبرا .

واختمت قائلة: "من يدرك الرمزية في حفظ التراث هو كاتب تاريخ البلاد، استمع إلى الحجر متكلمًا يحكى لنا تاريخ بناة الحضارات".
 

اقرأ أيضا: تفاصيل افتتاح أعمال تطوير وترميم «شجرة مريم»| فيديو