سر براءة «البيه الكبير»
سر براءة «البيه الكبير»


سر براءة «البيه الكبير» من هتك عرض بنت البواب

أخبار الحوادث

الخميس، 06 أكتوبر 2022 - 10:47 م

منى ربيع

   بنظرات زائغة، وجسد بدا عليه التوتر، يدخل حارس العقار وهو يمسك بطفلة هزيلة الجسد قسم الشرطة، مطالبًا لقاء رئيس المباحث لأمر هام، مشيرًا إلى أن «البية الكبير» المسئول فى احدى الشركات المرموقة، والساكن فى العقار الذى يعمل فيه، اعتدى جنسيًا على نجلته الصغيرة.

وأمام ضابط المباحث، وعلى الأوراق الرسمية، تابع حارس العقار روايته، مشيرًا إلى أنه اثناء غيابه عن العقار، طلب احد سكان الطابق الخامس من ابنته أن تشتري له «علبة سجائر»، وبالفعل اشترت له الصغيرة ما يريده وعادت إليه، وبمجرد دخولها شقته أخذ يتحرش بها وامسك بأماكن حساسة في جسدها، وحاول اغتصابها، إلا أن ابنته استطاعت الهرب منه وهربت إلى والدتها.

يصمت البواب قليلا ثم يتحدث قائلا: كنا نظن أنه رجل محترم، فكان يعطف على ابنتى دائمًا، ويعطيها حلوى لم نكن نتوقع انه سيستحل عرضنا لأننا فقراء وليس لنا ظهر.

بعدها  يسأله الضابط عن وقت حدوث الواقعة: ليؤكد انها كانت منذ يومين وأنه لم يبلغ عنها في وقتها لأنه كان مسافر وأن زوجته انتظرته حتى عاد وروت له ما حدث.

كما استمع رجال الشرطة للطفلة الصغيرة والتى أكدت رواية والدها.

وعلى الفور تم استدعاء الساكن الذى اتهمه حارس العقار، وتبين انه يبلغ من العمر 56 سنة، وانه كان موظفا بإحدى الشركات الكبرى، وأنهى خدمته بالشركة معاش مبكر، نظرا لمرضه، وعندما تم مواجهته بفعلته الشنيعة، اخذ يضرب كفًا بكف مؤكدًا أنه لم يفعل شيئًا وأن البواب وابنته كاذبين، كما إنه مريض ولا يستطيع فعل ذلك، إلا أنه تم إحالته للنيابة والتى استمعت إلى اقواله واقوال البواب وابنته وقررت حبسه على ذمة التحقيقات، وإحالة الطفلة للطب الشرعى.

تم حبس المسئول الكبير المحال على المعاش لمدة شهرين خلالها، بكى فيها لكل من حوله وهو يحاول أن يبرئ نفسه من الاتهام المشين، لكن لم يستمع له احد، حتى جاءت جلسة محاكمته، وامام هيئة القضاء دخل المتهم وهو يتكئ على مشاية، يرتدى جلبابًا، والدموع تملأ وجهه، وبعدها كانت النيابة تتلو قرار الإحالة، متهمة اياه بالتحرش وهتك عرض طفلة لا يتجاوز عمرها الاثنى عشر عامًا.

ثم بدأت المحكمة تستمع إلى أقوال الطفلة استدلالاً، وكانت المفاجأة أن أقوالهما تناقضت مع ما أدليا به في محضر الشرطة والنيابة وبعدها بدأت تتوالى المفاجآت أمام محكمة جنايات الإسكندرية، ليؤكد المتهم أنه تم حبسه شهرين ظلم وانه لم يفعل شيئًا نظرًا إلى مرضه المزمن والذى تسبب في انهاء خدمته من احدى الشركات الكبرى، -معاش مبكر- حيث أنه اجرى عملية جراحية كبرى نتج عنه تركيب جهاز يساعده في عملية التبول والاخراج، وقدم شهادات طبية تفيد عجزه الجنسي نتيجة ذلك لتصدر المحكمة حكمها ببراءة الموظف السابق من اتهامه بهتك العرض والتحرش بطفلة. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنها اصدرت حكمها بالبراءة بعدما اقتنعت باستحالة حدوث الواقعة وأن الأقوال التى ادلت بها الطفلة استدلالا في محضر الشرطة والنيابة العامة كانت متناقضة، كما انها لم تطمئن كذلك إلى اقوال والدها والذى تبين انه ابلغ عن الواقعة بعد حدوثها بأربعة أيام كما إن الأوراق قد خلت تمامًا من أي مظاهر إصابات للطفلة.

كما كشفت الحيثيات عن عجز المتهم الكامل عن الإتيان بمثل تلك الأفعال وذلك بسبب إجراءه عدة عمليات جراحية وتركيبه جهاز اخراج للبول والبراز مما سبب ضمورًا لأعضائه التناسلية مما يتحقق معاه العجز الجنسي، وتحققت المحكمة من ذلك بنفسها برؤية الجهاز وكذلك من خلال التقارير الطبية الصادرة بحالة المتهم من مستشفيات حكومية. خرج الموظف المريض من المحكمة وهو غير مصدق ما حدث له  والدموع تملأ وجهه فرحًا بظهور براءته ومن مرارة الظلم الذى تعرض له لمدة شهرين محبوس من جراء اتهام مشين.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة