أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

مصر تستورد الزهور!!

أخبار اليوم

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 07:32 م

تصوروا؟!

الآن.. وفى هذه اللحظة، وفى ظل أزمة أوكرانيا التى يُعلق عليها البعض كل فشل، وقبلها فى عز أزمة كورونا..

تقطف إثيوبيا أكثر من نصف مليار دولار سنويا من صادراتها للزهور!!.

والمأساة.. أن مصر «بلدنا الزراعى» الذى يحتاج كل دولار.. نستورد هذه الزهور بدلا من تصديرها!!.

فبينما كانت الأنباء تؤكد نجاح الحكومة الإثيوبية فى تصدير زهورها إلى ٤٠ دولة منها اليابان وانجلترا وروسيا ومنطقة الخليج وهولندا «مركز زراعة الزهور فى العالم».. بل وصدرت لغالبية الاتحاد الأوروبي..

كان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر يصدمنا بأننا استوردنا زهورا من الخارج خلال ١٠ شهور بما قيمته ٣١ مليون جنيه بزيادة ١١ مليونا عن العام الأسبق!!.

يحدث هذا من إثيوبيا الدولة التى تبعد عن كل وجهات صادراتها بأكثر من ٢٥٠٠ كيلو متر على الأقل مقارنة بالقاهرة التى نزهو دائما ونتباهى بموقعها الفريد وتوسطها لقارات العالم.. فكيف استفدنا من هذه الميزة؟!.

إلا أن الخطوط الجوية الإثيوبية وتعاونها مع حكومتها والوزارات المعنية، وبإجراء بسيط عوّضت طول المسافات وفروق التوقيت بحيث تصل زهورهم ناضرة يانعة إلى موائد وبيوت زبائنهم فى أقصى بلاد الدنيا بالدقة والجدية والإلتزام والصرامة.

والمثير للإعجاب أن الإثيوبيين لم يتحملوا دولارا واحدا لإنشاء مزارع الزهور هذه.. بل هى استثمارات مباشرة من شركات يابانية وهولندية وخليجية لإنشاء «الصوب» على مساحات صغيرة من الأراضى، مع آلاف من فرص العمل، بجانب التدريب ومستلزمات الإنتاج.

أين وزارات الزراعة، والتجارة الخارجية والطيران المدنى والنقل فى بلادنا من كل هذا؟ وأين ذلك من استراتيچية مصر فى التصدير وهدف الوصول إلى ١٠٠ مليار دولار الذى حدده الرئيس عبد الفتاح السيسى ؟ والذى أرجو أن يكون هدفا مرتبطا بتاريخ محدد حتى لا يتملص المقصرون من المسئولية.

إننا لا نكتفى بإضاعة الفرص فى حصد ملايين الدولارات السهلة فحسب.. بل نهدرها ونستنزفها فى استيراد هو حرام حرام فى بلد تستورد ما يأكله شعبها!!.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة