د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

ذكريات حرب أكتوبر المجيدة

أخبار اليوم

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 07:39 م

تمر الأيام والسنوات، ونحتفل، اليوم، بمرور 49 عاماً على نصر حرب أكتوبر المجيدة، التى أعادت للقوات المسلحة المصرية كرامتها وعزتها بعد هزيمة 67. وبعد كل تلك السنين، مازلت أذكر، جيداً، جميع الأحداث التى مررنا بها من الهزيمة إلى الاستنزاف، ثم النصر يوم السادس من أكتوبر 73، عندما كنت أحد الضباط المتواجدين فى غرفة عمليات القوات المسلحة.

كان أسعد الأخبار التى تلقيناها، نجاح قواتنا الجوية فى الضربة الأولى بعدد 220 طائرة، ضد الدفاعات الإسرائيلية فى سيناء. بعدها فى حوالى الثالثة ظهراً، التقطت عناصر الاستطلاع اللاسلكى المصرية إشارة مفتوحة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، لجميع الطيارين الإسرائيليين، غير مشفرة لضمان سرعة قراءتها، يأمر قواته بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم، وهو مدى حائط الصواريخ المصرى المضاد للطائرات.

وهو ما يعنى أن أى طائرة إسرائيلية تقترب لهذه المسافة، سيتم تدميرها. وقتها أيقنا أننا سننتصر، وسوف نعبر القناة، وندمر خط بارليف، لأن القوات الجوية الإسرائيلية لن تتدخل فى مرحلة العبور، رغم ادعاءات أنها «اليد الطولي» لإسرائيل. 

أما ثانى الأخبار، رغم كونه حزينا، إلا أنه دل على عظمة الجندى المصري؛ فقبل بدء عبور موجات القوارب، وعددها 12 موجة، كانت عناصر الصاعقة البحرية، قد غطست فى قناة السويس؛ لسد فتحات «النابالم».

حيث كان العدو الإسرائيلى قد وضع فى كل نقطة من نقاط خط بارليف، حوالى 4 إلى 6 أنابيب نابالم، يتم ضخها فى مياه القناة فور عبور قواتنا، فتتحول المياه إلى نار تحرق كل القوات التى تعبرها. لذلك اندفعت قوات الصاعقة البحرية، حاملة عبوات لسد هذه الأنابيب، ففوجئت إحدى المجموعات، أن إحدى نقاط خط بارليف به 6 مواسير بدلاً من 5.

وهو ما لم يكن فى الحسبان، إذ أن المجموعات المُكلفة بسد الفتحات، كانت تحمل إمكانات لسد خمسة، فقط، فقامت المجموعة بسد الفتحات الخمسة، أما السادسة، فقام أحد أفراد الصاعقة البحرية بسدها بجسمه، ورفض العودة مع باقى المجموعة.

ومع بدء عبور قواتنا لقناة السويس، تم إغلاق جميع الفتحات، بينما انفجرت تلك الفتحة، وحولت جسم هذا الشهيد العظيم إلى أشلاء، ولكنه نجح فى منع النابالم من إشعال سطح مياه القناة، ونجحت قواتنا فى العبور، ودمرت خط بارليف. هكذا كانت روح جنود مصر الأوفياء، الذين سيذكرهم التاريخ، دائماً، فلولاهم، لما كنا نحتفل الآن بهذا النصر العظيم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة